ماذا نفتقد؟

  • 204

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
ما أحوجنا إلى العمل وترك الجدل، إن نصرة الدين، وإقامة دولة الإسلام، وعودة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، التي بشرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى عمل دؤوب، وجهد جهيد، فلن يرجع لنا مجد الإسلام وعزه بالكلام، والأماني، والأحلام، وإنما يتنزل نصر الله على طائفة حققت الإيمان، وبكل معانيه، والعمل الصالح { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55] .

مع أن التمكين ليس غاية ولكنه وسيلة؛ لكنه أمر واجب يجب أن نسعى إليه؛ لنحقق العبودية في مجتمعاتنا، وبلادنا، وفي أرض الله، فالمسلمون اليوم خاصة في بلادنا أحوج ما يكون إلى جمع الشمل، ووحدة الصف، وأن نبصر مواقع الأقدام. يجب على الصحوة الإسلامية، ورموزها أن يسعوا جاهدين إلى وضع منهج موحد؛ علمي، تربوي إصلاحي لشباب الصحوة؛ لكي نخرج جيلاً يحقق الأمل المنشود، فما أوتينا والله إلا من قبل أنفسنا.

إن المتأمل في واقع شباب الصحوة اليوم؛ ليفجع ببعد كثير منهم عن معاني الإيمان، والتفريط في الواجبات فضلاً عن النوافل، ربما رأيت تفريطاً في صلاة الجماعة؛ بل في الصلاة نفسها، كيف نطلب نصرة الإسلام، ونحن نفرط في عموده وأركانه، فضلاً عن أن الكثير ممن ترتفع حناجره (إسلامية إسلامية)، أو (نريد تطبيق شرع الله)، لو سألته ما هو شرع الله؟ وما هو الإسلام؟ ربما لا يستطيع أن يجيب. ألم أقل لك؛ ما أوتينا إلا من قبل أنفسنا. فإن طلب العلم فريضة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أمل في الصحوة؛ إذا أهملت العلم، والتربية، قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا بَعَثْتُ مُعَلِّمًا"، وقال تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: 129]. نحتاج دعاة مربين معلمين، أكثر من حاجتنا لسياسيين محنكين، هذه وظيفة الأنبياء وأتباعهم. هل نصحح أوضاعنا ونستدرك ما فات؟

أسأل الله أن يلهمنا الرشد، وأن يهدينا سواء السبيل.