ثلاث وقفات مع بيان الإخوان عن أعمال العنف

خطوة تستحق الإشادة ما قامت به جماعة الإخوان أمس من إصدار بيان تتبرأ فيه من العنف ..
http://www.ikhwanonline.com/Article.aspx?ArtID=172725&SecID=212

ولي مع هذا البيان 3 وقفات ..

الأولى :

أؤيد ما ذكره البيان من قيام الأجهزة الأمنية على مر التاريخ بعمليات عنف بغرض تحقيق مآرب سياسية قذرة .. هذا أمر معلوم للقاصي والداني .. ولكن هذا لا ينفي وجود جماعات متطرفة تتبنى العنف وتتخذه منهجا في التغيير .. هذا أيضا معلوم للقاصي والداني .. وكنت أتمنى أن يتكلم البيان عن هذا الاحتمال وأن يتبرأ منه بقوة .. وألا يكون دعم بعض العناصر التي تتبنى العنف في التغيير للجماعة في قضيتها حائلا دون ذكر ذلك أو الإشارة إليه خوفا من انفضاض هذه العناصر عن الجماعة .. ففي الحقيقة هم عبء عليها وليسوا رصيدا لها ..

الثانية :

يقول البيان : (والإخوان المسلمون يعلنون من الآن أنهم برآء من كل حادثة عنف ارتكبت أو سترتكب، وأنهم سلميون في الماضي والحاضر، وسيظلون- بإذن الله- في المستقبل، وأنهم لا يمكن أن يريقوا قطرة دم واحدة ولا أن يخربوا بنيانًا عامرًا لأنهم دعاة خير وسلام  وتقدم) .. واعتراضي بالتحديد على إطلاق كلمة (سلميون في الماضي) .. فالتاريخ شاهد لا يكذب عن انتهاج الجماعة لمسار العنف في وقت من ماضيها .. وهو ما يجعل كل حريص على استمرار الجماعة في إطار السلمية يعلي صوته بالنصح والتنبيه حتى لا تتكرر الأحداث بفعل الشحن العاطفي ونضظر ان نسمع العبارة الشهيرة مرة أخرى : (ليسوا إخوانا ولا مسلمين) ..

الثالثة :

جميل جدا تبرؤ الجماعة في بيانها من العنف .. ولكن الأجمل أن يتحول ذلك من مجرد بيان منشور إلى سلوك ملموس تربي عليه الجماعة أبناءها وتأخذ على أيديهم إذا ما صدر منهم ما يصب في صالح العنف ويهيء له ويمهد لحدوثه ولو من بعيد .. مثل محاصرة مساجد خصومهم السياسيين ومحاولة منعهم من التعبير عن آرائهم وإطلاق الشتائم والاتهامات بالخيانة والنفاق ونحو ذلك من أفعال لا تصب إلا في صالح العنف .. إن المجتمع بحاجة إلى ما يزيد عن مجرد بيان مكتوب يتبرأ فيه من العنف بينما يمارس أبناء الجماعة كل دقيقة ما يمهد ويؤصل لهذا العنف دون رادع من عقلاء الجماعة وكبرائها ..