الدعوة السلفية فقيرة

  • 197

الدعوة السلفية فقيرة إلى الله تعالى, ليست عندها موارد كافية, ليست عندها ميزانيات وفائض, ليست عندها مصادر للمال إلا القليل الذى لا يكفى, ليست عندها مشروعات عملاقة واستثمارات ضخمة, ولا اشتراكات إجبارية, فالأموال عندها قليلة وإذا جاءت فلها مصاريف تبتلعها فورا.

أقول هذا الكلام لأن الدعوة السلفية تحتاج فعلا إلى قناة فضائية تعبر عنها وتنشر فكرها ومنهجها ومواقفها, وتشرح للناس وتفسر للناس ما غاب عنهم, فالإعلام له دور خطير فى صناعة الرأى العام. ولا يعبر عن موقف الدعوة السلفية إلا أبناء الدعوة فى قناة خاصة بالدعوة السلفية.

نعم هناك جريدةـ جريدة الفتح ـ ومؤتمرات وندوات ومساجد ولكن يبقى التليفزيون والقنوات هم الأشد تأثيرا فى الناس.

هذا هو الواقع

ولا يكفى أن يحل قادة الدعوة السلفية وشيوخها ضيوفا فى قنوات أخرى مهما كانت. والدعوة السلفية تحتاج قناة فضائية خاصة بها على الأقل لتخاطب أبناءها ومحبيها وأتباعها.

فقد ظهر جليا الآن أن كثيرا من أتباع الدعوة لا يعرفون مواقفها وإذا عرفوا المواقف لا يفهمونها جيدا ولا يستوعبونها إلا بعد جهد جهيد, وأصبح كل واحد تقريبا يحتاج إلى شرح خاص به ووقت له وحده, قابلت أعدادا من أبناء الدعوة السلفية ودارت بيننا حوارات ونقاشات اتضح لى بعدها أن الكثير من أبناء الدعوة لا يعرفون عن الدعوة شيئا.

عندهم نقص رهيب فى المعلومات والبيانات ولا يعرفون عن الدعوة السلفية التى ينتسبون إليها معلومات إلا ما ينشره أعداؤها.

هل تتخيل هذا!!! أبناء الدعوة يأخذون معلوماتهم عن الدعوة من أعداء الدعوة ومبغضيها وبالتالى أصبح عندهم عداء للدعوة وتغيرت مواقفهم تجاه الدعوة بسبب سماعهم من مصادر الأعداء، هذا للأسف الشديد يحدث كثيرا.

لأن الدعوة ليس عندها قناة فضائية خاصة بها ولا شك أن هناك تقصيرا من أبناء الدعوة أيضا فى متابعة أعلام الدعوة؛ فكثير منهم لا يقرأون جريدة الفتح ولا يتابعون موقع صوت السلف وأنا السلفى على مواقع الإنترنت.

وإذا دخلوا على مواقع الفيس بوك تأثروا بدعايات المبغضين الكارهين للدعوة السلفية. 

قابلت أخا من أتباع الدعوة السلفية، فقال لى: لماذا ألغيتم المادة الثانية من الدستور؟ قلت له المادة الثانية باقية.

قال: كيف ذلك؟ الناس يقولون إن المادة الثانية ألغيت. قلت له هل قرأت الدستور؟ قال لا قلت من أين جئت بهذه المعلومة قال الناس يقولون هذا. قلت له اقرأ الدستور وأنت تعرف.

تناقشت مع أعداد من أتباع الدعوة الذين يتابعون قناة الجزيرة الفضائية وقنوات رابعة والشرعية وأحرار 25 واليرموك والزيتونة والقدس وغيرها ووجدت عندهم معلومات ناقصة ومشوهة عن الدعوة السلفية لا يعرفون الرد الصحيح الحقيقى عليها, فلما سمعوا منى اقتنعوا جدا وارتاحوا جدا، وندموا جدا، ولكن هناك عشرات بل مئات بل ألوفا مثلهم، لم أتمكن من مناقشتهم ومحاورتهم شخصيا، ولم يناقشهم أحد.

إما لأنهم لا يريدون السماع, أو لأن الجميع ليس عنده وقت فائض, والنتيجة أن أبناء الدعوة عندهم تشوش شديد،لأن مصادر معلوماتهم ليست من الدعوة.  

مواقف كثيرة تحتاج إلى شرح وبيان منها:ـ

1ـ ظهور مهندس جلال مرة فى مشهد يوم 3/7.

2ـ موقف الدعوة من اعتصام رابعة وما تعلق به بعد ذلك.

3ـ مبادرات الدعوة للحل السياسى.

 4ـ مواقف ممثل حزب النور فى لجنة الخمسين.

 5ـ بيانات الشيخ ياسر برهامى لمواقف الدعوة والمعلومات الخاطئة عنه.

6ـ موقف الدعوة السلفية من الحكومة والجيش والشرطة والإخوان المسلمين وبقية الجماعات، وقضايا أخرى كثيرة وخطيرة، أبناء الدعوة لا يفهمون جيدا موقف الدعوة فيها، بل يفهمونه من تفسير المخالفين أو من تفسيراتهم الشخصية وهذا خطير جدا وغير صحيح، هذا فضلا عن الرأى العام الذى يريد أن يعرف مواقفنا ويفهمها، لذا لابد من قناة فضائية خاصة بالدعوة.

ولكن الموارد شحيحة والقناة تحتاج إلى ميزانية ضخمة وإمكانيات هائلة.

وفى عالم الواقع الأغنياء الذين يشترون ترددات واستديوهات ومستلزمات القناة يتدخلون فى سياسة القناة ويوجهونها توجيها مباشرا أو غير مباشر، وهذا ما لا تقبل به الدعوة السلفية، فهل نجد من محبى الخير ومحبى الدعوة السلفية من ينشئ قناة ولا يتدخل فيها إطلاقا، يساهم فى نشر المنهج ولكن لا يتدخل، هل نجد هذه النوعية؟ هل يبحث أتباع الدعوة عن نوعيات بهذا الوصف؟ ليت الجميع يساهم فى إيجاد قناة خاصة بالدعوة السلفية لأن وجودها هام جدا، وضرورى جدا.

ظهر هذا جليا فيما مضى، ومستقبليا نحتاج إلى إعلام خاص بالدعوة احتياجا شديدا، فأين الأغنياء الأثرياء، أين المستثمرون ورجال الأعمال، أين الغيورون على الدعوة السلفية، ألا يوجد فى محافظة من المحافظات من يتولى هذا الأمر؟!!

ليت إخوانى قراء الجريدة يتحركون فى هذا الاتجاه, توفيرا لجهد المشايخ والقادة ونشرا للحقائق عن أصحابها، ويا أبناء الدعوة السلفية خذوا المعلومات من مصادر الدعوة وليس من مخالفيها.