إرهاب ضد الدعوة السلفية

  • 206

الدعوة السلفية تعمل الآن فى ظل ظروف ضاغطة وعاصرة وقاسية, تعمل فى وسط ومناخ كله إرهاب, إرهاب فكرى وإرهاب معنوى, نعم هناك إرهاب فكرى ومعنوى يمارس ضد الدعوة السلفية, وذراعها السياسية حزب النور, فالدعوة تتعرض لهجوم شرس منظم ضاغط وقوى من بعض الشيوخ والعلماء, يهاجمونها ويتهمونها ويحاولون تفتيتها أو إفشالها أو إضعافها أو إسكاتها بكل ممكن ومستطاع, ولا يفوتون أية فرصة إلا ويوجهون السهام إلى الدعوة السلفية أو إلى حزب النور, تارة إلى القيادات وتارة إلى الأفراد المنتمين, وأيضا بعض أبناء الدعوة السلفية المنشقين يوجهون النقد الحاد اللاذع إلى قيادات وأفراد الدعوة, سواء فى المجالس الخاصة أو على مواقع الإنترنت ــ الفيس بوك ــ

  وهؤلاء المنشقون أشد غلظة وفظاظة وفظاعة على الدعوة من أعدائها التاريخيين, وأيضا تُهاجم الدعوة من أعدائها التقليديين التاريخيين كجماعة الإخوان المسلمين أو بعض جماعات التكفير بمسمياتها المختلفة وأنواعها المتعددة, وأيضا من الجماعات الجهادية المفرطة فى التكفير أو المتوسطة.

هؤلاء كلهم وجهوا سهامهم إلى الدعوة السلفية, ورموها بقوس واحدة, لا هم لهم إلا الدعوة السلفية ولا عدو لهم قبل الدعوة السلفية, وهم موجودون فى كل مكان وصوتهم عال جدا, لذلك فأبناء الدعوة السلفية يعيشون فى جو مكهرب مشحون هائج كريه بغيض, يعيشون فى مناخ غير صحى, غير صحى للقلوب والإيمان, وفى ظل هذه الظروف يعملون مع أنهم يتعرضون للانتقادات فى كل مكان, فى المساجد وفى الطرقات وفى المحال وفى المواصلات وفى المؤسسات والوزارات, وأحيانا لا يريدون الدفاع عن أنفسهم أو لا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم ولا عن دعوتهم, أو يتركون ذلك تجنبا للجدال والنقاش الحامى والخصومات, ولكنهم يعانون.             

إن أعداء الدعوة السلفية يتعمدون إيذاء السلفيين معنويا بل وجسمانيا، يتعمدونإيلامنا وأحزاننا ويتلذذون بذلك, ويرون أنهم حققوا إنجازات وانتصارات عندما يؤلموننا... ليس لهم شغل إلا نحن وليس لهم هم إلا الهجوم علينا بمناسبة وبغير مناسبة, لكم الله يا أتباع الدعوة السلفية.

آلامكم لا يشعر بها أحد من بقية أبناء الأمة, جراحكم لا يداويها لكم غير أبنائكم ومحبيكم, لا يشفق عليكم أحد, ولا يتفهم موقفكم أحد من الإسلاميين, هذا قدركم يا أبناء الدعوة السلفية, ولكن لا تيأسوا ولا تتركوا الراية, بل استمسكوا بها وارفعوها وحافظوا عليها, غيركم رمى الراية وسقطت منه أو أسقطها: شيوخ، علماء، دعاة، حفاظ، قراء.

كلهم كشر عن أنيابه, وتجهم لكم وعبس فى وجوهكم, بل بعض الشيوخ يشمئزون من أبناء الدعوة السلفية, هكذا وصل بهم الحال. لا بأس. هذا لن يؤثر فينا إن شاء الله تعالى.

أسوأ أنواع التهكم والسخرية تمارس ضدنا. وأقذع الألفاظ والعبارات توجه إلينا. شيء لا يصدق. من أتباع الإخوان المتعاطفين معهم.

ومن المنشقين عن الدعوة السلفية. ولا يتحرجون من هذه الألفاظ والعبارات. يتجرأون على مشايخ الدعوة ورموزها ودعاتها ويتعاملون مع الدعوة السلفية بمنتهى قلة الأدب والذوق والخلق. لقد كشف الله تعالى معادنهم وأصولهم وأنواعهم. وعندنا فى الدعوة السلفية لم نتعود على الألفاظ قليلة الأدب, لم نتعود على السفالة والانحطاط  الموجود عند غيرنا, لذلك لا نرد بالمثل ولا نعرف هذا ولا نحسن التعامل بالمثل, نكظم الغيظ, ونصبر ونحتسب, ونرجو من الله تعالى الأجر والثواب,.

ونرجو منه الانتقام لنا والدفاع عنا, نفوض أمورنا إلى الله... وهؤلاء الذين يهاجموننا مغامرون متهورن مندفعون, لا يتحملون مسئولية وطن ولا شعب, كثير منهم سطحى التفكير, ضعيف الذكاء ــ غبى ــ بليد محدود الفهم, ليس عنده قدرات ولا مهارات, صدقونى كثير منهم أغبياء, حتى لو قرأوا فى كتب العلم, وحفظوا واطلعوا، أفهامهم سقيمة ضيقة, ولكن ألسنتهم طويلة وحادة. لا يعرفون عددهم الحقيقى أو يعرفونه ولكن يستسهلون الهجوم على الدعوة السلفية وهم مطمئنون لعدم الرد العنيف, فالهجوم على الدعوة السلفية هو الغنيمة السهلة الباردة بالنسبة لهم فهم يفضلون هذا.

من شدة الهجوم والانتقادات تضيق صدور بعض أبناء الدعوة السلفية ويتأثرون وينكمشون ويتراجعون، بل أحيانا يرددون ما يقوله هؤلاء الموتورون، هذا هو المناخ الذى نعيش فيه ونعمل فيه. إرهاب فكرى ومعنوى وأحيانا جسدى، ولكن هل نتراجع، هل نتغير؟!لا طبعا، سنسير ونتقدم

ونمشى للأمام، لن نقف ولن ننظر خلفنا، ولن نبالى، ولن نعبأ، لن نلتفت إلى هذا الإرهاب وإنما سنتحمل، سندعو لهؤلاء المهاجمين أحيانا بالهداية وأحيانا بالحماية من شرورهم، لن ندعو عليهم إلا نادرا، عندنا رحمة بهم وشفقة عليهم مهما فعلوا بنا.

والمؤلم لنا أنهم لا يعرفون أنهم مخطئون بل المؤلم أكثر أنهم يتقربون إلى الله تعالى بأذيتنا وإرهابنا، مساكين هؤلاء.
أقول لهم:أريحوا أنفسكم، لا فائدة،ألم تيأسوا أنتم فى سفال وفى خسارة باستمرار, ألم تلاحظوا هذا, والدعوة السلفية التى تهاجمونها فى علو مستمر

ــ بحمد الله تعالى ــ هذه حقيقة فكروا فيها جيدا ستعرفونها.
أ

قول لمرهبى الدعوة السلفية, كفى إرهابا معنويا وفكريا وبدنيا, ابحثوا عن طريقة أخرى أكثر نفعا تتعاملون بها مع الدعوة السلفية.

وأقول لأبناء الدعوة السلفية ــ وطبعا شيوخها ــ اصبروا صبرا جميلا, لا تفكروا كثيرا فى هذه الهجمات والتطاولات, وخففوا من أحزانكم, سيعرفون قريبا حسن صنيعكم, احرصوا على ما يرضى الله سبحانه وقوموا بأداء رسالتكم على أكمل وجه, من تخلى عنكم فسيبدلكم الله  خيرا منه ومن ابتعد عنكم فأبعده الله, ومن خذلكم فسيغنيكم الله تعالى عنه،.

أتمنى لكم المزيد من التوفيق والرفعة والعلو والسداد والرشاد وخدمة الدين،أتمنى لكم أن يفتح الله لكم قلوب الناس, وأن يجعلكم الله تعالى رحمة للبلاد والعباد وأن يعينكم على تحمل أعباء المسئوليات الضخمة التى وضعت على أكتافكم.