نصيحة موضوعية

  • 190

 للتمكين سنن شرعية وأخرى كونية كتبها وقدرها الملك العلام، سنن لا تحابي أحدا، و لن تجد لسنة الله تبديلا، و لن تجد لسنته تحويلا، ولا نطعن في نياتكم و لا نشكك من إرادتكم للخير إن شاء الله، ولكن رفقا بكم وبنا معشر المسلمين، ورفقا بالشباب المسلم الذي نضن بدمه أن يراق بغير ثمن أو بثمن بخس.

فلنقرأ السنن ولنعد النظر في التاريخ، إن مواجهتكم اليوم ضد دولة وجيشها، وليس ضد رجل شاخ عظمه وضعفت قبضته عن أن تُحكم سيطرتها على البلاد وعلى موازين القوى فيها.

الجيش الآن طرف في المعادلة، ولم تنجح ثورة في التاريخ -غالباً- إلا بانحياز الجيش أو حياده على الأقل ومن أراد إحداث ثورة -أو على الصحيح تثويراً- ضد جيش .. فإنه يقود أتباعه للسحق التام أو إلى الحرب الأهلية.

•  ثورة 1952 ، وثورة 25 يناير ، و30 يونيو (سواء سماها البعض ثورة أو سماها انقلابا) ... في كل منها كان الجيش إما منحازاً لفريق أو كان حيادياً (أو بصورة أخرى وجد حاكم تخلى عنه جيشه بالحيادية أو الانحياز).

• ومع حمل السلاح تكون المصيبة حينئذ أعظم، فتكون حرب أهلية .. حينها تكون ليبيا أو سوريا
حينها إما أن تحل بالتدخل الأجنبي ؟! .. أو تستمر زماناً لا يعلم مداه إلا الله ؟!

• فإلى متى نُقاد .. بسوء رؤية (وإن حسنت النوايا)

• والله ليست دعوة للجبن وإنما نصيحة محب مشفق .. فليس كل انسحاب يعد جبنًا أو فرًا .. وأذكركم بخالد رضي الله عنه في  مؤتة  بل أنتم العكارون..
فلننسحب من طريق الصدام .. ولنعد للتلاحم بالشعب بكل أطيافه .. نصلح فيه من قواعده، حتى وإن تطلب الأمر منا زماناً طويلاً..
فهذه دعوة الأنبياء وسنة الله الكونية .. أن التغيير يكون من قاعدة الهرم لا من رأسه .. وإيانا واستعجال الثمرة .. فمن استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه ..
 
• أعلم أنه كان حلماً جميلاً عاش فيه الكثير ..ثم صدم لما استيقظ منه .. حلم الرئيس الإسلامي حافظ القرآن الذي يصلي الفجر في المسجد .. عاش الكثير حلماً زائفاً وكأن التمكين قد تم وكأن أمير المؤمنين قد أخذت له البيعة وظهر حكمه على القطر المصري وما هي إلا سنوات قليلة ويحرر المسجد الأقصى .. على القدس رايحين شهداء بالملايين.

ولكنه الوهم الذي أحب كثير أن يعيش فيه، وللأسف غرر بهم البعض، وساعدوهم على الانخداع بهذا الوهم (بعمد أو بدون عمد).
فليستيقظ النائم .. وليفيق المتمني .. ولنبصر موضع أقدامنا .. ولنراجع خُطانا على سنن الله الكونية والشرعية، تنجو السفينة بإذن الله.
 نصيحة مشفق محب حريص على إخوانه.

قد لا ترضي الكثير .. ولكن الأمر جلل خطير .. أخطر من أن يخشى المرء مس عرضه مقابل نصيحة إخوانه.
 اللهم احفظ بلادنا آمنة مطمئنة، وسائر بلاد المسلمين.