الشعب المطحون والرئيس المرتقب

  • 435

الشعب المصري الذي طحنه الفقر وأسحقته نوائب الدهر، وابتلي بحكام وأتباعهم كان همهم نهب ثروات هذا البلد؛ الأمر الذي أدى إلى تحويل غالبية شعبهم إلى فرق من الجياع والمرضى والجهلاء،.

هذا الشعب أصبح الآن يتطلع ويأمل في رئيس يخاف الله عز وجل ويتقيه، ويأمن بيقين كامل أنه سيقف بين يديه سبحان وتعالى، وسيحاسب على كل أقواله وأفعاله، هذا الشعب يأمل في رئيس قوي له هيبة يعيد له الهيبة المفقودة في مصر ولشعبها،.

هذا الشعب يأمل في رئيس ينجح في غرس ثقة الشعب فيه، يكره الظلم ويتعقب الظالم حتي يأخذ حق المظلوم منه، هذا الشعب يأمل في رئيس يختار الأجهزة المعاونة له من أهل الكفاءة والخبرة، وما أكثرهم في مصر وليس من أهل الوساطة والمحاباة،.

وأن يكون المعاونون متخصصين في جميع  المجالات والتخصصات التي تحتاجها البلاد؛ لأن العبء في إدارة مصر والأخذ بيدها إلى الأمام لا يحتاج إلى معاونين جهلة وضعوا في أماكن غير مناسبة على سبيل المجاملة، هذا الشعب يأمل في رئيس يرى فيه بوضوح تحقيقه للعدل لأفراد الشعب الذين لم يسبق لهم أن عاشوا في العصر الحديث يتصف بهذه  الصفة العظيمة، هذا الشعب يأمل في رئيس ينجح في اقتلاع الفساد من جذورة، هذا المرض الذي استشري في جسد مصر المنهك فأصابه بالعجز والشيخوخة حتي كادت  مصر تغرب شمسها في الآونة  الأخيرة، وهذا الأمر يتطلب من الرئيس القادم عناية فائقة بهذا المرض اللعين حتي يتم استئصاله من جسد الوطن ، ولا يخفي أن الرئيس القادم عليه أن يكلف الأمناء والموثوق فيهم بمراجعة تلك التقارير الرقابية حبيسة الأدراج عن الفساد والمفسدين، ولم تكن تخرج إلا لإرهابهم وتهديدهم  حتي لا يحيدوا عن الطريق المرسوم .

هذا الشعب يحتاج إلي رئيس يتصف بالحزم، وفي نفس الوقت حكيم وعادل ، لا يعرف التردد وارتعاش الأيدي، وفي نفس الوقت يتسم بالحكمة والبصيرة؛ فتخرج منه قرارات قوية ترتاح لها قلوب الصالحين وتطمئن ، وترتعب منها فرائس المفسدين وترتجف ، هذا الشعب يحتاج لرئيس يعمل له القاصي والداني ألف حساب، فكل من يريد بمصر سوءا  سواء كان يعيش علي أرضها أو خارج أرضها، يفكر ألف مرة قبل أن يصيب مصر بأذي.

 هذا الشعب يحتاج إلي رئيس إذا  قرر  صدق، وإذا  حكم عدل، وإذا وعد أوفى؛ يحترم العهود والمواثيق، ويصارح شعبه بكل شيء  أولاً بأول؛ الأمر الذي يجعل هذا الشعب علي الدوام  يقف خلفه ويلتف حوله ويسانده من أجل دفع مصر إلي الأمام علي طريق التقدم والبناء ، هذا الشعب يحتاج إلي رئيس يراقب بطانته علي الدوام، ويحذر من بطانة السوء، ويكره بشد أن يأتي اليوم الذي يقال عنه حكمنا رئيس صالح وكفء، لكن كان معه بطانة مفسدة.فهذا الكلام ينبغي أن يحذر منه الرئيس القادم ويعمل له ألف حساب، وصدق الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قال: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته" (صحيح البخاري: 853).