حسينيات الشعية وحسينيات غيرهم

  • 182

المكان: كربلاء.
الزمان: سنة 60 من الهجرة "خلافة يزيد بن معاوية".

 القصة: دعا بعض من زعم التشيع من أهل الكوفة الحسين رضي الله عنه ليبايعوه وينصروه على يزيد بن معاوية باعتبار أنه أحق عندهم بالخلافة.

استجاب الحسين وخرج إليهم وواجه جيش عبيد الله بن زياد وليس مع الحسين إلا اثنان وثلاثون فارسًا وأربعون راجلاً، في حين يبلغ جيش أعدائه أكثر من أربعة آلاف، يكثر فيهم الفرسان وراكبو الإبل، ويحملون صنوفًا مختلفة من السلاح، وبالطبع من وراءهم جيش الدولة.
النصيحة: نصحه ابن عباس وابن عمر وغيرهم ألا يفعل وخطَّأوا اجتهاده مع يقينهم أنه الأفضل رضي الله عنهم جميعا.
الحدث: استشهد الحسين رضي الله عنه وقُتل مظلوما.

القاتل الأول المباشر: جيش بن زياد.

القاتل الثاني الغير مباشر: الشيعة الذين أغروا الحسين للخروج ولحرب الأمويين، وهم يعلمون تفاوت القوى، بل وأسلموه لهم وتركوه لقاتليه لقمة سائغة، وكان من دعاءه عليهم قبل أن يُسلم روحه: (اللهم أحكم بيننا وبين قومٍ دعونا لينصرونا فقتلونا. اللهم إن متعتهم ففرقهم فرقًا، واجعلهم طرائق قددًا، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا).

الفكرة: يتغنى الشيعة ليومنا هذا بمظلومية يوم كربلاء وهم من صنعوه أو تسببوا فيه، ويقيمون المعازي والمآتم، ويتاجرون بدم الحسين ومن قتل معه من آل البيت لنصرة قضيتهم، ويستدرون بذلك عطف كثير من عوام أهل السنة الذين -بالطبع- يحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
ويعد الشيعة كل من لم يوافقهم وإن بعد الزمان والمكان -حتى وإن نصح للحسين وبيّن- مشتركا في دم الحسين رضي الله عنه.
بل وتجد من العلماء من يتعاطف معهم ويهون الخلاف والقضية ويدعوا للتقريب بين الشيعة وأهل السنة أو إذابة الخلاف تماما، لكن من عرف حقيقة القوم ندم بعد ذلك على دعوى التقريب هذه أشد الندم وتاب لله منها.

الفكرة لا تموت يعيد التاريخ نفسه مع تغير المواقع والمناهج والمشارب، ولكن فكرة المظلومية والكربلائية والحسينية لا تزال موجودة: (دعوة لنصرة حق - عدم مراعاة موازين القوى - التغرير - يسلمون الأتباع لخصمهم ليفتك بهم). حينها تكتمل أركان المعادلة وينخدع من ينخدع ويبصر من يبصر. اللهم إنا نبرأ إليك من هؤلاء وهؤلاء
المكان: ميدان رابعة العدوية وغيرها.
الزمان: 1434 من الهجرة.

القصة: دعا أنصار الدكتور محمد مرسي من جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية غيرهم للتظاهر والاعتصام بميدان رابعة العدوية -على الخصوص- للضغط على جيش الدولة المصرية لإعادة الدكتور محمد مرسي لسدة الحكم.
بالفعل تجمعت أعداد من خيرة الشباب، وبالفعل تم تدشين هذا الاعتصام أمام جيش الدولة وشرطتها!!
النصيحة: نصحت الدعوة السلفية وحزب النور إخوانهم أن لا قِبَلَ لكم بهم فإنكم تواجهون دولة (الجيش،الشرطة، المخابرات، أمن الدولة، الفلول، الإعلام....)، فَلْنَقْبَل الأذى الأدنى دفعا للأذى الأكبر، ولْنَحفظ دماء الشباب أن تضيع هدرًا، ولْنَحفظ الدعوة إلى الله فهي غرضُنا الأسمى -بأي اسم تسمت سلفيين أو إخوان أو غيرهم-.

الحدث: سالت الدماء بغير ثمن ولا تزال! رغم علم القوم بموعد فض الاعتصام! بل وتم إخلاء المسجد لعمل المستشفى الميداني استعدادًا لاستقبال الجرحى والقتلى!!
القاتل الأول: المباشر............
القاتل الثاني: غير المباشر ..........

الفكرة: لا تزال المآتم والحسينيات والكربلائيات تقام في الفضائيات وغيرها على هذه الدماء التي سالت، دون النظر لمن تسبب فيها ولا من أسلمها لقاتليها بحسابات خاسرة، ولا تزال هذه الدماء تستخدم لكسب التعاطف في معركة غير متكافئة الانسحاب منها يعد نصرًا بإذن الله (بل أنتم العكَّارون).
ولا نقول: إخواننا كالشيعة، ولكن نقول: اجتهدوا فأخطأوا. وهم مُطالَبون بإظهار حسن النوايا والرجوع عن هذا الاجتهاد، ومنع إسالة دماء جديدة، وتوفير دماء الشباب، وتحريز رأس المال، فلا تزال الدماء تُسفك في معركة غير متكافئة نهائيا. ولأن أكون ذَنَبًا في الحق خير من التمادي في الباطل.
اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء وهؤلاء.

اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.