الإمام ابن حزم .. يرد على الدكتور محمد عبد المقصود

  • 337

في مقالنا السابق تكلمنا علي البغاة الذين يخرجون علي الإمام العادل بتأويل سائغ، وفصلنا السيرة الشرعية في قتالهم كما بينها أهل العلم؛ وخرجنا إلي القول بأن ما يحدث علي أرض مصر منذ أكثر من سنة إلي يومنا هذا ليس منه في شئ؛ لأن الحاكم ليس ولي أمر شرعي ولا من خرجوا في مظاهرات يطالبون بحقوق لهم أو رفع مظالم بغاة! فالأول لم تتوفر فيه شروط الإمامة، ولا المتظاهرون تنطبق عليهم شروط البغاة.
 
وبينا أن هذه الفتن الواقعة إلي يومنا هذا إنما هي بسبب هذا الخلط؛ لذلك حرصت الدعوة السلفية منذ تبنيها دعم الكتور محمد مرسي أن تؤكد أنها تدعمه علي أنه رئيس جمهورية وليس أمير المؤمنين، وهم أقروا بذلك، وكل ذلك خوفا من وقوع هذه المفاسد التي وقعت .
 
- هذا ما بينته في المقال السابق، لكن وُجد من الدعاة من تبني هذا المحذور الذي حذرت منه الدعوة، وتبناه رموز الإخوان خاصة قبيل 30/6 ، مع أنهم صرحوا بأنهم يرفضون ذلك واستنكروا فتوي الدكتور محمود شعبان لما أفتي بلازم ذلك من قتل الخارجين علي الإمام محمد مرسي!
- وكان ممن ينظرون هذه النظرة الدكتور محمد عبد المقصود، والذي خرج منذ أيام علي قناة رابعة يصرح بذلك في كلام متناقض داخَله كثير من السب والشتم للمخالفين له من المشايخ المصرح بذلك والساكت، بل وعامة الشعب! وصرح بلازم ذلك من مخالفات عظيمة لا تأتي علي البلاد والعباد إلا بمزيد من الفتن وإراقة الدماء والاعتقالات !

- ولعل من لازم ذلك القول أيضا هذا السب والتكفير المقنع لمشايخ حزب النور، وخاصة الشيخ ياسر حفظه الله، الذي قال عنه: "يبيع دينه بعرض من الدنيا، بلغني أنه بيوضب كتاب المنة عشان يوافق الوضع الجديد ولا أدري ماذا سيكتب فيه؟! يمكن يكتب "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم المؤمنون" يا منافق .. هؤلاء المنافقون قابضين من المخابرات..."
- لأن بعض العلماء يجيز رمي الإنسان بالمنافق إذا ظهرت منه دلائل ذلك "كارتداده عند التحزيب على المؤمنين، وخذلانهم عند اجتماع العدو، كالذين قالوا: " لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ " (آل عمران: 167)، وكونه إذا غلب المشركون التجأ معهم، وإن غلب المسلمون التجأ إليهم، ومدحه للمشركين بعض الأحيان، وموالاتهم من دون المؤمنين. "الدرر السنية" (8/165).
- هذه الطامات هي لازم هذا التوصيف الخطأ، ومعلوم لكل منصف أن حزب النور ليس بهذا الوصف (نعوذ بالله)؛ فما ارتددنا عن ديننا، ولا قام قتال شرعي بين مسلمين وكافرين فحملنا السلاح مع الكافرين ضد المسلمين، ولا سارعنا في الكافرين! إلا أن تقول بتكفير الجيش والشرطة والملايين التي خرجت في30/6!

- وإنما كل ما فعلوه هو نصح دائم ومتكرر للدكتور محمد مرسي والإخوان؛ فلما أبوا وتأزمت الأمور طلبوا منه الموافقة علي انتخابات رئاسية مبكرة ( الذي يطالب به البعض الآن)، بل صرح سلامة عبد القوي نفسه محاور الدكتور عبد المقصود أن القضية الآن لم تعد شخص الدكتور محمد مرسي وإنما قضية حق وباطل! والسؤال الذي يقضي علي هذا الجدل: إذا كان الأمر كذلك فلمَ كل الأحداث السابقة التي قتل فيها من قتل وسجن فيها من سجن؟ فلما رفضوا قلنا انتظروا خارطة الجيش رفضوا، فقلنا لم يبق إلا سيناريو 54 والجزائر قالوا مستعدين! قلنا لسنا معكم في ذلك.

- أبذلك نكون منافقين! إن لم نهلك مع من هلك وتضيع دعوتنا، بل والدعوة في العالم الإسلامي نكون منافقين! حسبنا الله ونعم الوكيل! ومن دلائل صحة موقفنا طبقا لموازين المصالح والمفاسد والقدرة والعجز وفقه المآلات، فرارك من مصر ومن معك بحجة حقن دمك! أليست هذه هي الموازين الشريعة يا شيخ، أم هو الكيل بمكيالين؟! ولمَ لمْ تستعمل هذه الموازين قبلُ؟!
 
وعلي كل هذه اتهامات في الوقت الضائع؛ فقد بانت الحقائق والمآلات لكل ذي عينين، وصدق العلماء عندما قالوا: "رجحان العمل يعرف من رجحان العاقبة".
فالحمد لله العواقب حميدة علي دعوتنا وإخواننا وشعبنا وبلدنا ، وكل ذلك بالرفق وإلانة القول والفعل، والتواصل الجيد تكثيرا للخير والصلاح، وتقليلا للشر والفساد.
 
-  وأقول له: اتق الله فإنك ستسأل عن ذلك يوم القيامة، فأعد للسؤال جوابا: ماذا تقول لربك إذا سألك عن رميك لمسلم بما ليس فيه، قال صلي الله عليه وسلم:"ومن رمى مسلمًا بشيءٍ يريدُ شينَه به حبسَه اللهُ على جسرِ جهنمَ حتى يخرجَ مما قال" (صحيح أبي داود: 4883).

- وإياك والبغي فإنه ذنب معجل عقوبته في الدنيا، ومن أسباب الاستبدال والتغيير، قال شيخ الإسلام:
"والواجب على كل مسلم قادر أن يسعى في الإصلاح بينهم (أي بين الطائفتين المقتتلتين)، ويأمرهم بما أمر الله به مهما أمكن، ومن كان من الطائفتين يظن أنه مظلوم مبغي عليه فإذا صبر وعفا أعزه الله ونصره ; كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ; ولا نقصت صدقة من مال" (إسناده صحيح على شرط مسلم)، وقال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) (الشورى: 40 )، و(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى: 42)، و(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى: 43)؛ فالباغي الظالم ينتقم الله منه في الدنيا والآخرة ; فإن البغي مصرعه ، قال ابن مسعود : "ولو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكا". ومن حكمة الشعر :
قضى الله أن البغي يصرع أهله *** وأن على الباغي تدور الدوائر

ويشهد لهذا قوله تعالى: "إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (يونس:23)، وفي الحديث : " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَالْبَغْيِ" (صحيح، مشكاة المصابيح: 4932)، فمن كان من إحدى الطائفتين باغيا ظالما فليتق الله وليتب، ومن كان مظلوما مبغيا عليه وصبر كان له البشرى من الله، قال تعالى: { وبشر الصابرين } قال عمرو بن أوس: هم الذين لا يَظلمون إذا ظُلموا، وقد قال تعالى للمؤمنين في حق عدوهم: "وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" (آل عمران:120)، وقال يوسف عليه السلام لما فعل به إخوته ما فعلوا فصبر واتقى حتى نصره الله ودخلوا عليه وهو في عزه: "قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (يوسف:90)؛ فمن اتقى الله من هؤلاء وغيرهم بصدق وعدل، ولم يتعد حدود الله، وصبر على أذى الآخر وظلمه: لم يضره كيد الآخر; بل ينصره الله عليه.
 
وهذه الفتن سببها الذنوب والخطايا، فعلى كل من الطائفتين أن يستغفر الله ويتوب إليه فإن ذلك يرفع العذاب، وينزل الرحمة، قال الله تعالى : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال:33) الفتاوي35/82.
                                       عود على بدء  
نعود إلي وصف  الشيخ عبد المقصود لرئيس مصر السابق الدكتور مرسي بأنّه إمام عدل وأن من خرج في30/6  خارجون عليه بغاة وبالتالي فيجب الوقوف بجانب الإمام العادل وقتالهم معه، واستدل بكلام ابن حزم في الفصل الذي قال فيه:

 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
(اتفقت الأمة كلها على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف من أحد منها؛ لقوله تعالى: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (آل عمران:104).
ثم اختلفوا في كيفيته؛ فذهب أهل السنة من القدماء من الصحابة -رضي الله عنهم-فمن بعدهم، وهو قول أحمد بن حنبل وغيره، وهو قول سعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، وابن عمر، ومحمد بن مسلمة وغيرهم إلى أن الغرض من ذلك إنّما هو بالقلب فقط ولا بد، أو باللسان إن قدر على ذلك، ولا يكون باليد ولا بسلِّ السيوف ووضع السلاح أصلا.

وهو قول أبي بكر بن كيسان الأصم، وبه قالت الروافض كلهم ولو قُتلوا كلهم إلا أنّها لم تر ذلك إلا أن يخرج الناطق، فإذا خرج وجب سل السيوف ولا بد حينئذ معه، وإلا فلا.

واقتدى أهل السنة في هذا بعثمان –رضي الله عنه- وبمن ذكرنا من الصحابة -رضي الله عنهم-، وبمن رأى القعود منهم.
إلا أن جميع القائلين بهذه المقالة من أهل السنّة إنما رأوا ذلك مالم يكن عدلا، فإن كان عدلاً وقام عليه فاسق وجب عندهم بلا خلاف سل السيوف مع الإمام العادل، وقد روينا عن ابن عمر أنّه قال :- لا أدري من هي الفئة الباغية ؟

ولو علمتها ما سبقتني أنت ولا غيرك إلى قتالها.

قال وهذا الذي لا يظن بأولئك الصحابة –رضي الله عنهم– غيره.

*وذهبت طوائف من أهل السنة وجميع المعتزلة وجميع الخوارج والزيدية إلى أن سلّ السيوف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إذا لم يكن دفع المنكر إلا بذلك.

قالوا: فإذا كان أهل الحق فى عصابة يمكنهم الدفع ولم ييأسوا من الظفر, ففرض عليهم ذلك.

وإن كانوا فى عدد لا يرجون -لقلتهم وضعفهم- بظفر كانوا فى سعة من ترك التغيير باليد.

وهذا قول على وكل من معه من الصحابه, وقول أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها– وطلحة والزبير وكل من كان معهم من الصحابة, وقول معاويه وعمرو وعدّد أسماء من الصحابة، وكل من قام على الفاسق الحجاج إلى أن قال وهو الذى تدل عليه أقوال الفقهاء كأبى حنيفة والحسن بن حى وشريك ومالك والشافعى وداود وأصحابهم.

فإن كل من ذكرنا من قديم وحديث إما ناطق بذلك فى فتواه وإما فاعل لذلك بسلّ سيفه فى إنكار ما رأوه منكرا ..
واحتجوا بأحاديث منها: "أنقاتلهم يارسول الله ؟" قال: "لا ماصلوا" وفى بعضها "إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان" رواه البخارى ومسلم أ.هـ من (الفصل في الملل والأهواء والنحل: 3/100, 101).

- قال الشيخ عبد المقصود: وهذا الذي نفعله من أول لحظة! من خرجوا علي الرئيس مرسي هم الخوارج.

- قلت ما ذكره ابن حزم عن الإمام العدل-بشروط الإمام العدل كما سنبين- فصحيح مع القدرة على ذلك، قال ابن قدامة -رحمه الله-: "وإن خاف الإمام على الفئة العادلة الضعف عنهم، أخّر قتالهم إلى أن تمكنه القوة عليهم; لأنه لا يؤمن الاصطلام والاستئصال، فيؤخرهم حتى تقوى شوكة أهل العدل، ثم يقاتلهم.

- وإن سألوه أن ينظرهم أبدا، ويدعهم وما هم عليه، ويكفوا عن المسلمين، نظرت، فإن لم يعلم قوته عليهم، وخاف قهرهم له إن قاتلهم، تركهم. وإن قوي عليهم، لم يجز إقرارهم على ذلك; لأنه لا يجوز أن يترك بعض المسلمين طاعة الإمام، ولا تؤمن قوة شوكتهم، بحيث يفضي إلى قهر الإمام العادل ومن معه.

- ثم إن أمكن دفعهم بدون القتل، لم يجز قتلهم; لأن المقصود دفعهم لا قتلهم; ولأن المقصود إذا حصل بدون القتل، لم يجز القتل من غير حاجة.." المغني 12/75.

- وأما قوله: "وذهبت طوائف من أهل السنة وجميع المعتزلة وجميع الخوارج والزيدية إلى أن سلّ السيوف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إذا لم يكن دفع المنكر إلا بذلك.

قالوا: فإذا كان أهل الحق فى عصابة يمكنهم الدفع ولم ييأسوا من الظفر، ففرض عليهم ذلك.

وإن كانوا فى عدد لا يرجون -لقلتهم وضعفهم- بظفر كانوا فى سعة من ترك التغيير باليد ".

قلت: قد أنكر عليه شيخ الإسلام ابن تيمية إدخاله الخوارج والمعتزلة في خلاف أهل الفقه فقال في نقد الإجماع/125:

"قلت: قد ذكر هو أنه لا يذكر إلا خلاف أهل الفقه والحديث دون المعتزلة والخوارج والرافضة ونحوهم، فلا معنى لإدخال الزيدية في الخلاف".
- وأما ما ذكر من تغيير المنكر باليد فضابطه ألا يترتب عليه منكر أكبر منه ولا يتعدى فيه الضرر إلى الآخرين، وإن كان لا يزول إلا بشهر سلاح فلا بد من إذن السلطان. قال النووي-رحمه الله-: "قال القاضي عياض -رحمه الله- هذا الحديث أصل فى صفة التغيير فحق المغير أن يغيره بكل وجه أمكنه زواله به قولا كان أو فعلا فيكسر آلات الباطل ويريق المسكر بنفسه أو يأمر من يفعله وينزع الغصوب ويردها إلى أصحابها بنفسه أو بأمره اذا أمكنه ويرفق في التغيير جهده بالجاهل وبذى العزة الظالم المخوف شره، إذ ذلك أدعى إلى قبول قوله كما يستحب أن يكون متولى ذلك من أهل الصلاح والفضل لهذا المعنى ويغلظ على المتمادى في غيه والمسرف في بطالته إذا أمن أن يؤثر إغلاظه منكرا أشد مما غيره لكون جانبه محميا عن سطوة الظالم فإن غلب على ظنه أن تغييره بيده يسبب منكرا أشد منه من قتله أو قتل غيره بسبب كف يده واقتصر على القول باللسان والوعظ والتخويف فإن خاف أن يسبب قوله مثل ذلك غير بقلبه وكان في سعة وهذا هو المراد بالحديث إن شاء الله تعالى، وإن وجد من يستعين به على ذلك استعان ما لم يؤد ذلك إلى إظهار سلاح وحرب وليرفع ذلك إلى من له الأمر، إن كان المنكر من غيره أو يقتصر على تغييره بقلبه هذا هو فقه المسألة وصواب العمل فيها عند العلماء والمحققين خلافا لمن رأى الإنكار بالتصريح بكل حال وإن قتل ونيل منه كل أذى"، هذا آخر كلام القاضي رحمه الله، وقال إمام الحرمين رحمه الله: "ويسوغ لآحاد الرعية أن يصد مرتكب الكبيرة إن لم يندفع عنها بقوله، ما لم ينته الأمر إلى نصب قتال وشهر سلاح، فإن انتهى الأمر إلى ذلك ربط الأمر بالسلطان، قال وإذا جار وإلى الوقت وظهر ظلمه وغشمه ولم ينزجر حين زجر عن سوء صنيعه بالقول فلأهل الحل والعقد التواطؤ على خلعه ولو بشهر الأسلحة ونصب الحروب" هذا كلام إمام الحرمين، وهذا الذى ذكره من خلعه غريب، ومع هذا فهو محمول على ما إذا لم يخف منه إثارة مفسدة أعظم منه" شرح مسلم2/26.
 
وقال الشيخ عبد المقصود: ففرض أننا قمنا وأنكرنا وستغرق السفينة، ففرق بين أن تغرق وقد أدينا ما علينا وبين أن تغرق وقد قصرنا!- ما دون السلاح فهو سلمية، وأفتى بحرق سيارات الشرطة ومنازل الضباط وهذا من الردع!- وهذا من الجهاد ومن مات فهو شهيد!!.
وكان المآل الهجوم على كمائن الجيش وقتل وحرق هنا وهناك!. اتق الله يا شيخ عبد المقصود!!
 
والسؤال: هذا الحرق لمنازلهم -بناء على قولك– هل هم بغاة  يجب قتالهم مع الإمام العادل أم أنهم  كفار فيكون قتالهم من جنس آخر؟

ثم بالله عليكم أين هو هذا الإمام العادل وأين من معه من جموع المسلمين الذين معهم الشوكة والسلاح، وأين الصفان المتصافان للقتال؟

حتى وإن قلت  بكفر الجيش والشرطة لم يكن القتال الذي يؤدي لاستئصال المسلمين مشروعا كالمسلمين في القدس اليوم!

ثم أقول لتحالف دعم الشرعية: يجب استنكار هذا الكلام فإنه ورطة تضاف إلى ورطات كثيرة لن تأتي على البلاد والعباد وعليكم إلا بمزيد من المفاسد.
وأقول للإخوان: يجب استنكار هذا الكلام وإلا فهو تثبيت للتهمة عليكم هنا وهناك، ولما قرأناه من تاريخ التنظيم الخاص الذراع العسكري لجماعة الإخوان!

وحتى لا أطيل أقول للشيخ ومن يقول بقوله: سل الجماعة الإسلامية عندما كانت تغير باليد في أوائل التسعينيات ماذا حدث؟!

ثم هذا الذي ذكره ابن حزم من القيام على الأئمة إذا فسقوا أو جاروا، إن كان لديهم القدرة على ذلك وإلا فإنه قال: فهم في سعة من ترك التغيير باليد، فقد أنكره غيره من العلماء، وسبب إنكارهم ما يؤول به إنكارهم إلى سفك الدماء واضطراب الأمور.

قال ابن المنذر رحمه الله: « والذي عليه عوام أهل العلم أن للرجل أن يقاتل عن نفسه وماله وأهله إذا أريد ظلما، لقوله عليه السلام: "من قتل دون ماله فهو شهيد"، ولم يخص وقتا دون وقت، ولا حالا دون حال، إلا السلطان، فإن كل من نحفظ عنهم من علماء الحديث، كالمجمعين على أن من لم يمكنه أن يدفع عن نفسه وماله إلا بالخروج على السلطان ومحاربته، ألا يفعل، للآثار التي جاءت عن النبي –صلي الله عليه وسلم- بالأمر بالصبر على ما يكون منه من الجور والظلم، وترك القيام عليه»  فتح الباري( 5/153).

قال ابن بطال: « وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء . . ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر عليه" السابق 13/10
 
يقول ابن كثير رحمه الله معلقا على وقعة الحرة: "وقد أخطأ يزيد خطأً فاحشا  فى قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام, وهذا خطأ كبير فاحش, مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم, وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدى عبيد الله بن زياد , وقد وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة فى المدينة النبوية مالا يُحد ولا يوصف  مما لا يعلمه إلا الله عز وجل , وقد أراد بإرسال مسلم توطيد سلطانه وملكه ودوام أيامه من غير منازع , فعاقبه الله بنقيض قصده, وحال بينه وبين ما يشتهيه,  فقصمه الله قاصم الجبابرة, وأخذه أخذ عزيز مقتدر "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " (هود:102).

وقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن سعد بن أبى وقاص –رضي الله عنه– أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع – ذاب وجرى – كما ينماع الملح في الماء"  (البخاري: 1877) ، وروى الإمام أحمد بسنده عن السائب بن خلاد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللهُ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " (أحمد: 2/16557، وصححه الأرناؤوط).

...وقد استدل بهذا الحديث وأمثاله من ذهب إلى الترخيص في لعنة يزيد بن معاوية وهو رواية عن الإمام أحمد اختارها الخلال وغيره وانتصر لها ابن الجوزي في مصنف مفرد وجوّز لعنته.

ومنع من ذلك آخرون وصنفوا فيه أيضاً لئلا يجعل لعنه وسيلة إلى أبيه أو أحد من الصحابة, وحملوا ما صدر عنه من سوء التصرفات على أنه تأول وأخطأ، وقالوا: إنه كان مع ذلك إماماً فاسقاً، والإمام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح قولي العلماء, بل ولا يجوز الخروج عليه لما في ذلك من إثارة الفتنة, ووقوع الهرج وسفك الدماء الحرام ونهب الأموال, وفعل الفواحش مع النساء وغيرهن , وغير ذلك مما كلُ واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه كما جرى مما تقدم إلى يومنا هذا .." ا.ه البداية والنهاية 4/ 758
 
وأما قول الشيخ عبد المقصود: (( المتغلب )) لا دليل عليها , أو هي استنباط ، فقد قال ابن حزم: "وأما الجهاد؛ فهو واجب مع كل إمام وكل متغلب وكل باغ وكل محارب من المسلمين، لأنه تعاون على البر والتقوى، وفرض على كل أحد دعا إلى الله تعالى وإلى دين الإسلام ومنع المسلمين ممن أرادهم، قال تعالى "فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ.." (التوبة:5)؛ فهذا عموم لكل مسلم بنص الآية في كل مكان وكل زمان، وبالله تعالى التوفيق.   الفِصل 3/109-110.

- وقال ابن قدامة –رحمه الله: "ولو خرج رجل على الإمام ، فقهره ، وغلب الناس بسيفه حتى أقروا له ، وأذعنوا بطاعته ، وبايعوه ، صار إماما يحرم قتاله ، والخروج عليه؛ فإن عبد الملك بن مروان ، خرج على ابن الزبير ، فقتله ، واستولى على البلاد وأهلها ، حتى بايعوه طوعا وكرها ، فصار إماما يحرم الخروج عليه؛ وذلك لما في الخروج عليه من شق عصا المسلمين ، وإراقة دمائهم ، وذهاب أموالهم ، ويدخل الخارج عليه في عموم قوله عليه السلام : { من خرج على أمتي ، وهم جميع ، فاضربوا عنقه بالسيف ، كائنا من كان } . فمن خرج على من ثبتت إمامته بأحد هذه الوجوه باغيا ، وجب قتاله". المغني 12/72
وسبق نقل ابن بطال إجماع الفقهاء علي ذلك.

وليس معني ذلك أننا نقول: إن المشير السيسي إمام توافرت فيه شروط الإمامة – كما سنذكرها وتغلب؛ بل هو كغيره ممن تولي في ظل الدولة الدستورية يعان في الخير وينصح ويعصي في الشر والمعصية، " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " (صحيح الجامع: 7520)، ومحل الاستشهاد من النقول أن الجيش سيطر على مقاليد البلاد ومعه الظهير الشعبي-وهم مسلمون وليسوا بكفار– فهل يواجهون مع الإمام العادل كما يوصفه البعض على أنهم بغاة؟ وأين هو الإمام وأين الجيش الذي معه لنطبق سيرة سيدنا علي في قتال البغاة؟

فكان الميزان الشرعي ما ذكره أهل العلم حقناً للدماء وحفاظاً على المكتسبات ومنها الظهير الشعبي والدستور وغيره ومنعاً للاحتراب الداخلي وتعريض البلاد لخطر الاحتلال لو سمعوا لنصح الناصحين لكن قدر الله وما شاء فعل، وقضاء الله خير كله.

وما كان من دماء فما شاركنا فيها ولا عاونا ولا أمرنا ولا تسببنا أو باشرنا و لا رضينا بل أنكرنا!

"فمن أنكر برئ ولكن من رضي وتابع"، بل وطالبنا بديات وتعويضات للمصابين.

ومع ذلك فهناك أمور تفصيلية لما حدث يحكم الله فيها يوم القيامة، وعند الله تجتمع الخصوم.
 
توصيف الرئيس محمد مرسي

وأما قوله: إن الدكتور محمد مرسى إمام وولي أمر شرعي، ومن ثم تنزيل النصوص التي وردت في قتال البغاة والخارجين عليه بناءا على هذا التوصيف: فيرد عليه الإمام ابن حزم أيضاً فيقول في شروط الإمامة: "...
- وأن يكون بالغاً مميزاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رفع القلم عن ثلاثة " فذكر: "الصبى حتى يحتلم , والمجنون حتى يفيق" رواه البخاري.

3- وأن يكون رجلاً فلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ، قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى، قَالَ: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً»" (البخاري: 4425).

4- وأن يكون مسلماً , لأن الله تعالى يقول: " وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا " (النساء:141)، والخلافة أعظم السبل، ولأمره تعالى: بإصغار أهل الكتاب، وأخذهم للجزية، وقتل من لم يؤمن من أهل الكتاب حتى يُسلموا.

5- وأن يكون منفذاً لأمره، عالماً بما يلزمه من فرائض الدين، متقياً لله تعالى بالجملة، غير معلن بالفساد في الأرض، لقول الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة:2) .

لأن من قدم من لا يتقي الله –عز وجل– ولا في شيء من الأشياء، أو معلناً بالفساد في الأرض غير مأمون, أو من لا ينفذ أمرا , أو من لا يدري شيئاً من دينه, فقد أعان على الإثم والعدوان, ولم يُعِن على البر والتقوى, وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه البخاري ومسلم.

وقال عليه السلام: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ " (مسلم: 1826) .

فصح أن السفيه والضعيف ومن لا يقدر على شيء فلا بد له من ولي، ومن لا بد له من ولي؛ فلا يجوز أن يكون ولياً للمسلمين، فصح أن ولاية من لا يستكمل هذه الشروط الثمانية باطل لا يجوز, ولا ينعقد أصلاً" أ.هـ الفصل 3/92 93.

قلت: فمن نظر في هذه الشروط وجد أنها لا تنطبق على الدكتور محمد مرسى ولا على غيره من رؤساء الدول الدستورية الحديثة.

فلم يكن مقيما للدين، ولا يسوس الدنيا بالدين، فعند وضع دستور 2012 كان يطالب ومعه جماعته بإبقاء مبادئ الشريعة فقط في المادة الثانية ويقولون إنها كافية، وقال: إن الحدود أحكام فقهاء وليست من مبادئ الشريعة، بل من رؤية الجماعة السياسية أنهم لن يطبقوا الشريعة الآن، وسل غزة تخبرك، وسل عن مأساة الإسلام وأهله من وجود الإخوان في حكم  تونس تخبرك، حتى يخرج الشيخ القرضاوي يمدح دستور تونس في ظل دولة الإخوان الذي خلا من ذكر الشريعة وأطلق الحريات! وما ترتب على ذلك من منع النقاب وغيره في الوقت الذي يذم دستور مصر الذي حكمته الشريعة والحمد لله. وهذا يدلك دلالة صريحة مع ما ذكرناه من قبل عن اعتقاد الإخوان أنهم هم الإسلام!! وما خرج من عبائتهم فهو الشرعي الصحيح، وما لم يخرج من عبائتهم فليس بشرعي ولا صحيح! ومن قال بقولهم فهو العلامة الفهامة، ومن قال بضده فهو جاهل أو منافق ... إلى آخر هذه الاتهامات الباطلة. وحسبنا الله ونعم الوكيل

- والرئيس في الدستور -الذى ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم- بالانتخاب وبانتهاء مدته يدعو إلى انتخابات جديدة, وإن فاز لا يحق له أن يترشح لفترة رئاسة ثالثة.

ويشاركه في السلطة التنفيذية مجلس الوزراء, ويشاركه أيضاً مجلس النواب في التشريع, ولا يشرع تشريعاً ويصدر قانوناً إلا بعد موافقه مجلس الشعب والسلطة القضائية مستقلة بعيداً عنه..

- ثم شرط القوة والشوكة لم يكن موجوداً-وباعترافكم تقولون: لم يكن معه أحد-كان الجميع معه-, فجميع وسائل القوة لم تكن في يده فاستعصت عليه الشرطة والإعلام والقضاء والجيش في أخريات أيامه، حتى إن وزير دفاعه ينذره بإعلان خارطة طريق إن لم يتدارك أموره ويسعى للتوافق مع الأحزاب لإصدار خارطة طريق!!

-أضف إلى ذلك سوء السياسة والتدبير، وتدخل المرشد وجماعته في الأمور التي لم تجعله مستقلاً بالتدبير, فكيف يكون ولي أمر.

 ثم انظر إلى سوء السياسة الخارجية التي جعلت معاداة الدول العربية قبل غيرها لبلادنا, وسعيه مع الجماعة لتحقيق مخطط التقسيم الغربي برعاية إيرانية – قطرية – تركية، وهذا ما جعل السعودية ودول الخليج تنفر من التعامل مع مصر، ومن ثم باركت تولي الجيش زمام الأمور حتى آل الأمر إلى جعل جماعة الإخوان جماعة إرهابية !! بالإضافة إلى خطر التقارب شيعة إيران والعراق  !!

** فتبين بذلك أن الشروط التي ذكرها ابن حزم في الإمام العدل الواجب الطاعة لا تتوفر في الدكتور محمد مرسى ولا في غيره.

وإنما كان رئيس جمهورية مصر العربية الدستورية الحديثة, قد قام عقد بينه وبين الشعب على احترام الدستور والقانون وأن يراعى مصالح الشعب والوطن، فيطاع ويعان في المعروف, ويُعصى ولا يعان في معصية الله تعالى.
كما أنه يلتزم بصلاحيات الرئيس في الدستور والقانون  ونلتزم معه – كشعب – بذلك، فإن عجز أو قصر في مصالح البلاد والحفاظ على وحدتها لم يلزم تركه لنهاية المدة بمقتضي العقد.

- وبسبب هذا التوصيف الباطل وقع ما وقع من إراقة هذه الدماء وما زالت تُسال إلى اليوم. ثم لما بعُد وهم عودة الدكتور محمد مرسي تركوه وقالوا: القضية الآن ليست قضية "محمد مرسى" وإنما قضيه حقوق اكتسبها الشعب عن طريق الانتخابات نسعى لإعادتها.

قلنا : إذن القضية ليست قضية إقامة الدين, ولا استعادة حاكم أو خليفة شرعي, وإنما صارت مكتسبات ديمقراطية.

وهب أنها كذلك وليس للمسلمين طاقة على ذلك, وإنما مزيد من الدماء والاعتقالات والمفاسد الكثيرة, بل والسعي إلى هدم كيان البلد وغير ذلك, وتجرؤ البعض على التكفير والتفجير والمواجهة بغية إضعاف الجيش وغير ذلك. إذا كنت أنت ومن معك ممن فروا إلى تركيا وقطر تقولون: فررنا بدمائنا !!!!

هل دماؤكم أغلى من دماء من دعوتموه للثبات في اعتصام رابعة، وأن من قتل فهو شهيد، فلِمَ لم تقولوا: فلنمت على ما ماتوا عليه، ولِمَ عندما قلت: إن الاعتصام في رابعة فتوى خمس هيئات ومن علماء السعودية د.العمر ود.عبد العزيز الطريفي، ثم قلت: بلاش أسماء بدلاً من أن يضروا الآن، فقال سلامة عبد القوي: بلاش أسماء لماذا؟

أليس في هذا ميزان للمصالح والمفاسد وعدم إلحاق الضرر بالآخرين. فلماذا تريدون الضرر بشباب وفتيات المسلمين فى مصر ؟! ولم الكيل بمكيالين وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 
- يا شباب: إن المخرج مما نحن فيه إنما يكون بالدخول في مصالحة ولم الشمل، والعمل للمصلحة العامة وتقديمها علي المصالح الخاصة، والجلوس للحوار لمناقشة الأفكار والتناصح فيما بيننا.
- يا شباب: قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف –رحمه الله-:
"واعلموا أنه لا ينجي عند اختلاف الناس وكثرة الفتن إلا البصيرة، وليس كل من انتسب إلى العلم، وتزي بزيه يُسأل ويستفتي وتأمنونه علي دينكم، قال بعض السلف: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"، ولا تأخذوا عمن هب ودب وحرم الفقه والبصيرة فإنكم مسؤولون عن ذلك يوم القيامة". الدرر السنية8/84
-         أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يصلح ذات بيننا وأن يجعل مصر سخاء رخاء آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين.