القانون الدولي الإنساني (1)

  • 153

تُعتبر اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 والبروتوكولان الإضافيان الأول
والثاني الملحقان بها لعام 1977 المصدر الرئيسي للقانون الدولي الإنساني
، بالإضافة إلي الاتفاقيات الدولية الأخرى ذات الصلة .
ويمكن رد ما جاءت به هذه المصادر إلى عدة مبادئ عامة أهمها :
-        مبادئ حماية الأشخاص غير المحاربين .
-        مبادئ حماية الأشخاص الذين توقفوا عن القتال .
-        مبادئ حماية الأعيان المدنية .
-        مبادئ تقييد أساليب ووسائل القتال .
ثم قام نظام روما الأساسي عام 1998 بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية في
لاهاي بهولندا للنظر في الجرائم التالية :
-        جريمة الإبادة الجماعية .
-        الجرائم ضد الإنسانية .
-        جرائم الحرب .
 -       جريمة العدوان .
1- مبادئ حماية الأشخاص غير المحاربين:
الأشخاص غير المحاربين هم الذين لا يشاركون في القتال بأي شكل ولا يقدرون عليه ، ويُقصد بهم الأطفال والنساء والرجال الكبار في السن ورجال الدين والعمال وذوو الاحتياجات الخاصة والجرحى والمرضى من المدنيين ، كما يُلحق بهم اللاجئون أو النازحون من رعايا الدولة المحتلة أو دولة العدو ، والأجانب الموجودين في أراضي أطراف النزاع والصحفيين وعديمي الجنسية والقائمين بالخدمات الإنسانية " الطبية والدينية وأفراد الهلال أو الصليب الأحمر، والدفاع المدني وموظفو الأمم المتحدة".
وأي شخص يُثار بشأنه الشك حول كونه مدنيًا أو عسكريًا فإنه يُعد مدنيًا ، أي يُلحق بالأشخاص غير المحاربين .
وتتلخص الحماية المقررة للأشخاص غير المحاربين في منع القوات المتقدمة في إقليم العدو أن تقوم ضدهم بأي عمل عدائي ما داموا لا يقومون بأي عمل عدائي تجاه الدول المتحاربة ، أما إذا خالفوا ذلك فتزول الحماية المقررة لهم بشرط تقديم إنذار إليهم .
كما يلزم معاملتهم في جميع الأوقات والأماكن معاملة إنسانية بدون تمييز علي أساس الجنس أو اللون أو العنصر أو العقيدة أو غير ذلك ، وحمايتهم ضد جميع أعمال العنف أو التعذيب أو التهديد أو الإكراه أو الإبادة الجماعية أو بتر الأعضاء ، كما يلزم أن توفر دولة الاحتلال لهؤلاء ما يلزمهم من غذاء وكساء وإيواء وفراش ودواء وغير ذلك ، سواء كانت النزاعات دولية أو غير دولية ، وسواء كان نزاعًا بريًا أم بحريًا .
وقد قررت الشريعة الإسلامية مبدأ حماية الأشخاص غير المحاربين منذ خمسة عشر قرنًا أفضل وأكمل تقرير ، فقال تعالى : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) (البقرة: 190)؛ فقد وصفت الآية مقاتلة غير المقاتلين بأنه عدوان على أحد أوجه التفسير .
وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان في الحرب ، وروى مسلم عن بُريدة رضى الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: " .....  ولا تقتلوا وليدًا..."، وفى رواية لأحمد: " ولا أصحاب الصوامع " أي الرهبان .وروى أيضًا النهى عن قتل الوصفاء والعسفاء وهم الخدم والأجير أو العامل . وفى رواية للطبراني: " ولا شيخًا كبيرًا ."