الدروس المستفادة من قصة حذيفة في غزوة الأحزاب

  • 1065

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
مجيء النصر في غزوة الأحزاب كان له أسباب بشريه قام بها النبي صلى الله عليه وسلم , منها
(1) تحرى انصراف الأحزاب , كان صلى الله عليه وسلم يتابع أمر الأحزاب , ويتحرى ما حدث عن قرب , فقال: "ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة...! انظر إلى الأسلوب الذي يمتلأ ترغيبا, قيادة فاهمة جدا.
كرر ذلك ثلاث مرات , فلم يقم أحد , فلجأ إلى أسلوب آخر , وهو الحزم والحزم في الأمر , فعين واحدا بنفسه , ولكن ليس أي أحد بل له مواصفات نادرة , فقال: "قم يا حذيفة، فائتنا بخبر القوم", ثم اشترط , "لا تذعرهم علىّ" .
وفى هذا معنى تربوي وهو أن القيادة الناجحة هي التي توجه جنودها إلى أهدافها عن طريق الترغيب والتشجيع , ولا تلجأ إلى الأمر والحزم إلا عند الضرورة.
مع البرد القارص والجو الملتهب والخوف الشديد , قال حذيفة رضي الله عنه : "فمضيت كأنما أمشى في حمام ( جو دافئ . تكييف بلغة العصر )" فوجد أبو سفيان يصِلى ظهره بالنار, وهو قائد قريش في هذه الغزوة , قبل إسلامه , فوضعت سهما في كبد القوس وأردت أن أرميه , ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تذعرهم علىّ" ولو رميته لأصبته , فرجعت كأنما أمشى في حمام.
الدروس المستفادة :
1ـ معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بمعادن الرجال؛ حيث اختار حذيفة ليقوم
بمهمة التجسس على الأحزاب، وأن معدن حذيفة معدن ثمين , فهو شجاع , كان ذا شجاعة نادرة , لبق ذكى , خفيف الحركة , سريع التخلص من المآزق الحرجة.
2ـ الانضباط العسكري الذي كان يتحلى به حذيفة: أتت الفرصة ليقتل قائد الكفار , ولم يفعل؛ لتنفيذ كلام القائد ( لا تذعرهم علىّ).
3ـ كرامات الأولياء: جو بارد ماطر شديد الريح , "كأنما يمشى في حمام".
4ـ لطف النبي صلى الله عليه وسلم مع حذيفة؛ فشمله بكسائه الذي يصلى فيه
ليدفئه بعد الرجوع , ثم أيقظه بلطف وخفه ودعابة , قائلا: "قم يا نومان".
دعابة تقطر حلاوة وتفيض بالحنان وتسيل رقة! نعم القائد ونعم المربى.
5ـ سرعة البديهة لدى حذيفة الصحابي الكريم , عندما قال أبو سفيان: " ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه", قال حذيفة: فضربت بيدي على يد الذي عن يميني فقلت
من أنت؟ قال: معاوية, ثم ضربت بيدي على الذي عن شمالي, فقلت: من أنت؟ قال عمرو , وهكذا بادرهم بالمسألة حتى لا يتيح لهم فرصة ليسألوه.
رحم الله حذيفة, وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم!