قال تعالى : (وَلا تَسْتَوِي
الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت: 34،
و35).
من تأمل هذه الآية عَلم عِلم يقين أن
مجاهدة النفس فى اتباع وصايا الرب سبب
رئيس لتبدل أحوال القلوب وحيازة مفاتيح الفرج فى الدنيا، والثواب العظيم فى الآخرة.
فتأمل :
- ادفع بالتى هى أحسن = دفع الإساءة بالإحسان (مجاهدة وصبر ومخالفة
نفس).
والنتيجة: فإذا الذى بينك وبينه عداوة
كأنه ولى حميم (تغير الأحوال من أقصى درجات الكره - العداوة - إلى أقصى درجات الحب
- الولاية).
- وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم = اصطفاء
وبركة فى الدنيا والآخرة؛ فالصبر (مفتاح الفرج) فى الدنيا، والحظ العظيم ( الجنة )
فى الآخرة.
- قال ابن عباس :
أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب ،
والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة؛ فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان ،
وخضع لهم عدوهم كأنه ولى حميم .
- و قال عمر بن الخطاب : ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع
الله فيه .
- وقال الشاعر : إن العداوة تستقيل من مودة ... بتدارك الهفوات
بالحسنات
فانظر إلى أثر الإحسان مع الذى بينك
وبينه عداوة ، فكيف سيكون أثره مع من لم يكن بينك وبينه كره وعداوة ؛ بل كان ما
بينكما ألفة ومحبة وتعاونا على البر والتقوى .
فاللهم اجعلنا من أهل الصبر والحظ العظيم!