إقليم الأحوازالعربي (5)

  • 165

يقع إقليم الأحواز على الطرف الشرقي للخليج العربي، وصار بعد استيلاء إيران عليه يقع جنوب غرب إيران، وهو مصدر الدخل الأكبر من النفط لدى إيران، إذ يشكل نفط محافظة (خوزستان) نحو 90% من صادرات إيران النفطية.
 
ورغم كون عرب الإقليم أكبر أقلية في إيران، إذ يقدر البعض عددهم بنحو 4 ملايين نسمة، من أصول عربية، من قبائل بني كعب، وبني تميم، وطيء، وربيعة، فإنهم عانوا وبصورة كبيرة من سياسات تمييزية في مجالات التعليم، والتوظيف، وتملك الأراضي، والإسكان، وحرمان كامل من الحقوق السياسية والثقافية، بعد ضمها لإيران في عهد الشاه.
 
ولما قامت "جبهة التحرير"؛ لرفع الاضطهاد عن الإقليم في عهد الشاه، زادت معاناة عرب الإقليم بممارسة التعذيب والتنكيل بالثائرين على الأوضاع، وبالنشطاء منهم.
 
وقد زاد هذا الاضطهاد حدة بعد قيام الثورة الخمينية الشيعية، ولقد استبشر البعض  خيرًا بعد قيام الثورة الإيرانية، حيث أكد الخميني في خطابه الأول، أن التفرقة بين القوميات والمذاهب قد زالت إلى غير رجعة مع زوال حكم الشاة، كما أعلن مجلس الخبراء بعد أشهر قليلة من الثورة  خلال مناقشة الدستور، أن اللغة العربية ستكون اللغة الثانية بعد اللغة الفارسية، باعتبارها لغة القرآن، مما جعل عرب الأحواز يشعرون - بعد أكثر من خمسين عاما من القمع للغتهم العربية ومذهبهم وثقافتهم - أن باستطاعتهم العودة إلى لغتهم وثقافتهم، و من ثَمَّ تشكلت منظمات وتجمعات اجتماعية وسياسية من العرب في الإقليم، ولكنها لم تستمر كثيرًا، إذ سرعان ما وقع الصدام مع عرب الإقليم، وتم اتخاذ إجراءات تعسفية ضد الأقلية العربية والكردية السنية  في إيران، كما تم تجاهلهم في دستور البلاد  بإعلان أن المذهب الرسمي للدولة هو الشيعي الجعفري، دون أي التفات لثلث السكان الذين على المذهب السني، ويعيشون في الدولة.
 
كما أغلقت الحكومة الإيرانية المنظمات العربية التي ظهرت بعد الثورة الخمينية، وقبضت على رؤسائها، وتعددت صور الصدام الدموي مع أهل السنة المتطلعين لحقوقهم السياسية والدينية، ومنها:
 
-       المواجهة مع عرب (خوزستان) من مايو 1979م، وحتى ديسمبر 1980م، وقد دفع فيها السنة من العرب والأكراد ثمنًا غاليًا.
-        
-       المواجهة الدموية مع رجال اللجان الثورية بمدينة (خور مشهر)، والتي سقط فيها بعض القتلى والجرحى، واقتحم رجال اللجان الثورية المراكز الثقافية العربية، وجرى خلالها إعدام بعض النشطاء العرب.
-        
-       أحداث مدينة (زهدان) عام 1944م: التي أعقبت تدمير مسجد سني في مدينة (مشهد)، فهاجمت الجماهير الغاضبة في المدينة ذات الغالبية السنية المباني الحكومية، ودمرت السيارات العسكرية، وأحرقت صور الخميني. وتطورت التظاهرات إلى صدام مع القوات النظامية، ومع الحرس الثوري.
-        
-       مواجهات ربيع 2005م بين العرب والسلطات الإيرانية في(خوزستان).
-        
وقد أخذت صور الاضطهاد للسنة من العرب والأكراد بعد الثورة الخمينية هناك مظاهر كثيرة منها:
 
-       التجاهل التام والحرمان من تولي المناصب في الدولة، والمؤسسات الحكومية، أو القوات المسلحة، فلا يسمح لسني بتسلم أي منصب في إدارات الدولة.
-        
-       إسقاط أماكن التجمعات السنية من برامج التنمية، وتضييق فرص التعليم فيها، مما زاد من فقرها وتخلفها، وارتفاع نسبة الأمية فيها.
-        
-       قلة المدارس السنية بصورة ملحوظة، فعلى سبيل المثال في"بندر لنجة" لا توجد غير مدرسة دينية واحدة يتخرج منها أئمة المساجد، وليس لها صفة رسمية بالرغم أن 99% من السكان فيهاأهل سنة.
-        
-        إخراج أهل السنة من الحياة السياسية، فتمثيلهم على سبيل المثال في البرلمان ضعيف للغاية بالنسبة لعددهم،ولا يكون إلالمن ترضى عنهم السلطات الحاكمة.
-        
-       يرفض التلفزيون الإيراني توجيه برامج تلفزيونية دينية خاصة بالسنة، بينما تحتل البرامج الدينية الشيعية ساعات طويلة في البث التلفزيوني.
-        
-       يضع الحرس الثوري علماء السنة وزعمائهم في قائمة أعداء الثورة، مع الاعتداء على بيوتهم ومساجدهم، حيث تم تدمير، ومصادرة العديد من مساجد السنة بعد الثورة الخمينية، وفي مدينة "طهران" لا يوجد سوى مسجد واحد للسنة.
-        
-       يعاني سنة إيران من مشكلة الدعوة، حيث يقف النظام الحاكم عائقًا – وبقوة -أمام نشر الفكر السني هناك.
-        
لقد سعى -ويسعى -عرب الإقليم؛ للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي حرموا منها،ومنها:
 
- حرية الدراسة والتعلم باللغة العربية.
 
- حق العيش الكريم في إقليمهم.
 
- المحافظة على الهوية العربية الأحوازية.
 
-       رفض محاولات فرضالصبغة الفارسية على عرب الإقليم.
-        
ويقبع المئات منالسنة فيالمعتقلات والسجونبتهم واهية، ونُفذ حكم الإعدام في الكثيرين منهم ظلمًا، وهناك العشرات من النشطاء المدنيين الأحواز ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام الظالمة فيهم، ويزيد من معاناتهم عدم اهتمام أحد بهم من المسلمين، والعرب،والمنظمات التابعةلحقوق الإنسان، رغمامتداد معاناتهملعقود عديدة.
 
وبعد تسلم الرئيس "محمد خاتمي" والإصلاحيين الحكم في إيران عام 1997م،وظهور نهضة قومية في البلاد تكون"حزب التضامن الديمقراطي"الأهوازي، للنضال المشروع من أجل الحقوق العربية، وحقوق بقية الطوائف الإيرانية من الأقليات.
 
وقد ارتفعت حصيلة الإعدام في عهد الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي يتظاهر بالاعتدال والإصلاح، ويلقى تأييد الغرب له،وترحيبهم بولايته.
 
ذكرت صحيفة"واشنطن فري بيكن" أن السلطات الإيرانية أعدمت هذا العام أكثر من 529 إيرانيا، من ضمنهم 300 شخص أعدموا منذ تولي حسن روحاني مقاليد الحكم،وقد وصفتهم السلطات بـ "المحاربينلله"،وقد ذكر البيت الأبيض أنه لم يتناول قضايا حقوق الإنسان في مفاوضاته مع إيران، وأكد دبلوماسيون إيرانيون فشل أمريكا في إقناع إيران بتناول ملف حقوق الإنسان أثناء المفاوضات، وقصرها على برنامجها النووي.
 
وتتصدر إيران دولالعالم فيتنفيذ أحكام الإعدام والاعتقالات السياسية ضدمعارضيها،وكثير من الإعدامات تتم في سرية بعد إجراء محاكمات غير عادلة،وقد أعدمت السلطات الإيرانية في شهر ديسمبر الجاري أربعة من أهل السنة في الأحواز بعد استجوابات تحت وطأة التعذيب، ومحاكمات سرية تفتقد العدالة.
 
وقد نقل موقع "فوكس نيوز"عن بعض الناشطين الإيرانيين، أن حصيلة الإعدامات في هذا العام تجاوزت الستمائة، كما أن هناك ستة من الأكراد السنة حكم عليهم بالإعدام، واضربوا عنالطعام منذ أكثر من شهر للفت أنظارالعالم إلى ما يتعرض إليه أهل السنة من اضطهاد.
 
 ورغم الانتقادات الموجهة للحكومة الإيرانية بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان؛ فإنها لا تلتف إلى ذلك، وتؤكد مضيها في مواجهة الأقلية السنية، زاعمة أنها أكاذيب واتهامات غير صحيحة.