الإسلاموفوبيا (2) ... جرائم الكراهية

  • 189

تتصاعد جرائم الكراهية التي يتعرض لها المسلمون في الغرب من اليمين المتطرف بشكل غير مسبوق .
 
وجرائم الكراهية تتمثل قانونًا في العنف الذي يُحركه الانحياز ، حيث يقوم المجرم باستهداف ضحيته بسبب انتماءه الديني أو العرقي ونحو ذلك .
 
وتتضمن الجرائم الاعتداء الجسدي، تخريب الممتلكات، الإهانة، الرسومات أو الكتابات المسيئة وغيرها .
 
وتبدو مظاهر التصاعد فيما يلي:
-        كشفت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية عن زيادة الهجمات التي استهدفت المساجد في ألمانيا خلال الأعوام الماضية من متوسط 22 هجوم في العام خلال الفترة من 2001 حتى عام 2012 ، إلى حوالى 36 هجوم خلال عامي 2012 و 2013 .
ثم وصلت إلى 78 حتى مارس 2014 بحسب وكالة الأناضول .
 
-        أصدرت مؤسسة "إكسبو" السويدية المناهضة للعنصرية بحثًا يفيد أن 12 اعتداء على الأقل استهدفت المساجد في السويد في 2014، وطالت الأضرار مبانى المساجد .
 
-        تمكنت جماعة "بيجيدا" الألمانية المتطرفة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"  من استقطاب آلاف الألمان للتظاهر ضد المسلمين والإسلام .
 
-        تحذير مرصد "معاداة الإسلام" لدى المجلس الفرنسي للإسلام من تنامي الخطاب المتطرف ضد الجالية المسلمة التي يزيد عددها على 5 ملايين نسمة .
 
وعلى الرغم من تعايش الجاليات العربية والمسلمة مع المجتمعات الغربية، فإن هذا الواقع لم يقض على ظاهرة "الإسلاموفوبيا "  المسببة لجرائم الكراهية في هذه المجتمعات، ففي أوروبا تشير بعض الإحصاءات إلى توقع نمو المسلمين من 20 مليون شخص، أى 5% من سكان أوروبا، إلى 38 مليوناً بحلول 2025.
 
وفى الولايات المتحدة، باتت أكثر انتشارًا مما كانت عليه قبل بضع سنوات، وتفاقمت بشكلٍ دراماتيكى منذ 2008 ، مما يؤكد فشل السياسات الغربية في كبح جماح جرائم الكراهية وضرورة تغيير هذه السياسات وتطويرها .
 
ويرى البعض أن تزايد هذه الجرائم يرجع لعدة عوامل منها:
-        صعود اليمين المتطرف .
-        هجرة مسيحيي الشرق، وتزايد حالات الاعتداء عليهم .
-        رد فعل للتطرف القادم من الشرق، بسبب القاعدة وداعش، ونحوهما .
-        ارتفاع أعداد المسلمين والمساجد في الغرب .
 
بينما يراها البعض الآخر حلقة من حلقات قديمة مستمرة تشمل :
-        ما يتعرض له المسلمون حول العالم من فلسطين والبوسنة والهرسك وحتى افريقيا الوسطى ومالي وانجولا وماينمار .....إلخ .
-        الانحياز المطلق لإسرائيل .
-        عودة الاحتلال الغربي "أفغانستان – العراق ..." .
-        منع بناء المآذن، ومنع النقاب .
-        إثارة النزاعات الدينية والطائفية والعرقية ... إلخ .
-        مؤامرة تقسيم المُقسم وتفتيت المُفتت، و جعل الشرق الأوسط ساحة تجارب للسلاح الغربي .
-        مساعدة الدكتاتوريات وفقًا للمصالح وعصفًا بالمبادئ .
-        جرائم الغرب في جوانتانامو وباجرام وأبو غريب .
-        قتل المدنيين بالطائرات بدون طيار .
-        غلق أبواب الهجرة، وحجب سبل التقدم .
-        الاستغلال الاقتصادي ونهب الثروات والمواد الخام، والنظر لهذه المجتمعات على أنها سوق كبير من المستهلكين للمنتجات الغربية .
-        ضعف رد فعل المنظمات الدولية تجاه هذه الجرائم منذ المظاهرات المنددة بالفيلم والرسومات الكاريكاتيرية المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم .
 
وأيًا ما كان الأمر، فإن العالم أصبح اليوم في أمس الحاجة إلى الأصوات المعتدلة، والسياسات الرشيدة، وكبح جماح اليمين المتطرف، وتصحيح المفاهيم، وأخطاء الماضى .
[ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ] .
وللحديث بقية.