لماذا السكوت عن هذه الجرائم

  • 177

أعني بالجرائم أولاً:

موجة التفجير والحرق والعبوات الناسفة في الشوارع والميادين وأمام الأبنية ووسائل المواصلات وأبراج الكهرباء وأقسام الشرطة ودورياتها، وغير ذلك من محاولات الترويع والقتل التي تحاول النيل من استقرار المجتمع وتتوهم أنها تهدم الدولة، وهي إنما تؤدي إلى زيادة البغضاء لمن يفعلها ولمن ينتمي إليهم من جماعات الفكر المنحرف المدمر لأصحابه قبل غيرهم .
 
وأعني بها ثانيًا:

جرائم الفتاوى الشيطانية من شيوخ الضلالة الذين انتسبوا يومًا إلى العمل الإسلامي، والذين لا يزال البعض يعدهم ضمن رموز الدعوة الإسلامية، وهم يطلقون كل يوم عبر وسائل إعلام الفتنة - مع الإعلاميين المفسدين الذين لا يقل دورهم في تشويه الدين وتحريفه وتنفير الناس عنه عن دور أولئك المنافقين العلمانيين الطاعنين في ثوابت الإسلام وحقائق الإيمان المجمع عليه- يطلقون كل يوم كمًا هائلا من الضلالات بالتكفير بالظن والاحتمال وإباحة القتل وسفك الدماء وتخريب الأموال وتدمير البلاد، فواحد يغرد "أنصار بيت المقدس يعدمون ضابطًا كافرًا" فهل تبين منه الردة؟ وهل أقام عليه الحجة بعدها؟ أم مجرد اعتراف مرسل تحت الاكراه بأن وزارته تعتقل الفتيات يبيح هذا الضلال؟ وآخر يهلل فرحًا بأنباء مؤكدة عن تدمير محطة بنزين وطنية في السويس، ألا يفهم معنى هذا الخبر الكاذب بحمد الله من قتل وحرق عشرات الآمنين الأبرياء؟ لا أدري كيف انتسب يومًا للتلمذة على يد بعض المشايخ الساكتين؟ وآخر يغرد إذا كان لديك الاستطاعة لضرب المواصلات العامة فاضرب بدلا منها عربات الشحن وشاحنات التوصيل ووسائل نقل البضائع، إذا كنت تستطيع ضرب أبراج الكهرباء فاضرب بدلا منها مولدات الكهرباء، إلى آخر هذا الرجيع الناشىء عن تكفير المجتمع وعداوته، ويبلغني خبر حزينة سألوها عن سبب حزنها فأجابت لإن "الإخوة!! أثناء زرعهم القنبلة انفجرت فيهم" من الذي بث في روعها أن إخوة الشيطان هؤلاء يعملون في سبيل الله إلا فتاوى الباطل وإعلام الانحراف وتعاطف الجهال، وآخر يخرف بأن الملايين في الشوارع.. في ثورة حقيقة، وكنت أسير في شوارع القاهرة فتعجبت للكذب.
 
أما السكوت فأعني به أولًا :

سكوت العالم الغربي عن حتى التنديد بهذه الموجة الهائلة من إرهاب الآمنين أضعاف أضعاف ما جرى عندهم، مما يعد رد فعل متوقع مع - إنكارنا له- على جرائمهم في العالم العربي والإسلامي ضد الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، أما الجواب عن سكوتهم؛ فلإن المقصود هو الاستمرار في مسلسل الفوضى والدمار وتخريب البلاد الذي يريدونه، وإلا فهم يستطيعون إيقاف هذا الإجرام لو لم يوجهوهم بالتأييد لهم، وإعطاء الأمل الواهم في الانتصار على جثة وطنهم ومجتمعهم.
 
 ثم أعني بالسكوت غير المقبول:

سكوت المشايخ عن توصيف هذه الجرائم بوصفها الحقيقي، فإنها سفك للدماء المعصومة وترويع للآمنين وتخريب للأموال العامة والخاصة، وزيادة للظلم والفساد في الأرض وليست دفعًا له، ولا جهادًا في سبيل الله ولامحاربة للطائفة الممتنعة؛ فلو كان النظام طائفة ممتنعة عن الشريعة لكان الإخوان ومن والاهم كذلك، ولا بد أن لا يترك الشباب المتدين نهبًا لأفكار التكفير والتخريب، التي وقفتم في الثمانينيات صفًا واحدًا وبكل قوة في حمايته منها وهي اليوم أضعاف مضاعفة والخطر منها أكبر بكبير وأنتم تؤثرون الصمت؛ حتى لا يهاجمك إعلام الإخوان وشبابهم على صفحات الفيس بوك، ولو صح أن هذا لحماية هيبة الداعي لما بقيت الدعوة ولا الداعي وهل سكت أهل البدع عن أهل الحق يومًا؟
ولا بد من توصيف الجماعات المنحرفة بوصفها، وإن أعوزكم معرفة الواقع فهو تحت أيديكم وإن طلبتموه في لحظة فلم يعد الأمر خرصًا أو تخمينًا، بل الأمور أوضح من شمس النهار لمن له عينان.

وأعني بالسكوت المذموم:

سكوت عقلاء جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية عن هذا الذي يجري، وأنا أجزم بأن هناك من أفراد الجماعة من لا يدين بهذا الفكر، ولكن لا يمكن أن يكون السكوت هو الحل حفاظا على الجماعة، فجماعة مبتدعة على طريق الخوارج وحدتها ضرر لا نفع وقوتها شر لا خير، ولا تكون من فصائل العمل الإسلامي طالما بقيت على هذا النهج، وأنتم تعلمون من أي فئة أُتيت الجماعة، والمنهج مقدم على شورى غير شرعية، وشبابكم أصبح اليوم يدين بالفكر المنحرف صراحة، وإعلامكم يسير في طريق التكفير اعترفتم بذلك أو لا، والقطبيون ضربوا الجماعة ويريدون الاستمرار إلى أن لا يبقى حل إلا القضاء المبرم عليها، والغيبوبة عن الواقع لن تجدي شيئا، فأدركوا الأمر قبل فوات الأوان.. للمرة العاشرة أكررها!!