عبد المقصود وفتواه العجيبة !!

  • 156

أطلَّ علينا مرة أخرى الشيخ محمد عبد المقصود يُبدِّع فيها ويُضلِّل شيوخ ودعاة ‏وأبناء الدعوة السلفية، ومِن ثَمَّ يحكم بعدم جواز صلاة التراويح خلف أئمتهم في ‏رمضان، وهاتان قضيتان: القضية الأولى: الوصف بالدعوة والضلالة، والقضية ‏الثانية: عدم تجويز صلاة التراويح خلفهم.‏

فأما عن القضية الأولى، فأنا مِن أشد المتحيرين في هذا الرجل الذي يدَّعي ‏انتسابه إلى العلم الشرعي الذي عليه أهل السنة والجماعة، وأسأله: هل وجدت ‏أحدًا من علمائهم يتهم طائفة بأنهم مبتدعون دون تحرير لهذه البدعة، بمعنى ‏مناظرتهم عليها حتى يخرج في النهاية عليهم بهذا الوصف البشع؟

ولا ينسى أحد أن منذ عدة أيام قرأنا اسم الشيخ عبد المقصود في ‏الموقعين على بيان مَن وصفوا أنفسهم بأنهم علماء الأمة يطالبون شباب مصر ‏وأبناءها بالخروج على حكامها وإسقاطهم بأية وسيلة وإعلان العصيان المدني ‏عليهم، وهذا يعني أن عبد المقصود من الذين يريدون تحول مصر إلى حرب ‏أهلية وتدميرها من أجل عودة حاكم معزول إلى كرسي الحكم، وذلك دون ‏مراعاة لمصلحة البلد والحفاظ عليه، فكل ما يشغله ويشغلهم هو عودة كرسي ‏الحكم للدكتور مرسي، ولو كان الثمن القضاء على مصر بأسرها، وقد سألناه ‏وقتها: هل قرأتم لعالم معتبر من أهل السنة والجماعة على مدار تاريخهم وأجيالهم ‏المتتالية أن حاكمًا شرعيًّا خلعه حاكم آخر وجلس على كرسي الحكم واستتب ‏له الأمر فهل يجوز خلعه والمقابل هو تدمير البلد والقضاء عليها؟

ولقد كان من المستغرب أيضًا أن عبد المقصود وزمرته لم يتحدثوا ولو بكلمة ‏واحدة في أي حديث عن الإرهابيين الذين يدمرون البلد خوارج العصر قتلة ‏الأطفال والنساء، مما يعني في النهاية أن عبد المقصود وزمرته يرضون عن فكر ‏هؤلاء الخوارج الإرهابيين وتتحد مقاصدهم جميعًا في قتل مخالفيهم دون إعمال ‏للشرع وقواعده المعروفة.‏
كما أننا نسأل عبد المقصود: ما بدعة شيوخ الدعوة السلفية ودعاتها؟
هل هم مبتدعون لأنهم يخافون على بلدهم وعلى مصالحها ودماء أبنائها؟
هل هم مبتدعون لأنهم يعظمون شأن إسالة قطرة دم واحدة دون وجه حق؟
أم أنهم مبتدعون لأنهم يخالفون عبد المقصود وزمرته ولا يلتقون معهم في تلك ‏المخالفات الشرعية البغيضة؟


ونسأل مرة أخرى: هل جريمة أبناء الدعوة السلفية أنهم يدرسون المسائل دراسة ‏متأنية ويزنون المصالح والمفاسد التي تترتب على كل المواقف الخطيرة في مصر -‏وما أكثرها- ثم يخرجون في النهاية بالرأي الواحد الذي يصون الأمة ويحافظ ‏على أبنائها ويغلب مصلحتها العامة على المصالح الشخصية الضيقة؟


إننا ننبه عبد المقصود إن كان يريد أن يتنبه أن حكم العلماء على الخوارج القتلة ‏على مر العصور ينحصر في أقوال ثلاثة، وذلك بعد الاتفاق على ذمهم ‏وتضليلهم ووجوب قتالهم؛ فطائفة من أهل العلم تقول بكفرهم مثل القاضي أبي ‏بكر بن العربي والسبكي وغيرهما، ومثل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، ‏وطائفة تقول بأنهم مبتدعون فُسَّاق ضالون مضلون بغاة وذلك لتكفيرهم ‏للمسلمين بالمعصية، وهم جمهور أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية ‏ويوجبون قتالهم، وطائفة ثالثة توقفت في الحكم عليهم مثل الإمام أحمد الذي ‏اكتفى بوصفهم بنفس الوصف الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم مارقة.‏

أما عن القضية الثانية، وهي قضية عدم جواز صلاة التراويح خلف أئمة الدعوة ‏السلفية أمر غريب حقًا؛ ذلك لأن جمهور علماء أهل السنة والجماعة الذي ‏قال بأن الخوارج مبتدعون فساق طغاة بغاة قتلة يجوِّزون الصلاة خلفهم، من ‏أنت يا شيخ عبد المقصود؟؟
ومتى تتحرر من هذا الحق الذي في قلبك والذي ‏شوَّش عليك كل الأمور وأصبحت لا تدري ماذا تقول؟
نسأل الله العفو والعافية.