حول زيارة محلب للدقهلية

  • 143

 
بقلم- الشيخ علي حاتم
 
زيارة محلب الأخيرة لمحافظة الدقهلية تضع أيدينا على العديد مِن ‏السلبيات التي ينبغي على الحكومة تلافيها، وذلك بإعطاء المحافظين ‏التعليمات التي ينبغي اتباعها والوقوف على مدى تنفيذهم لها، وبناءً ‏على ذلك يتم تقييم أعمالهم، فمن الغير المعقول أن تقوم محافظة ‏الدقهلية ببناء مساكن ووحدات للمحتاجين من أبنائها وتبقى سنوات ‏عديدة دون تشطيب ودون إدخال المرافق بها وبالتالي دون تسليم، ‏فأصبح المحتاجون لهذه الوحدات أكثر احتياجًا مِن ناحية، وزاد عددهم ‏مِن ناحية أخرى، ولا محاسبة!
 
والعجيب أننا إذا نظرنا لأفعال رئيس الدولة نجدها شيئًا مختلفًا؛ فهو ‏يحدد للحكومة وقتًا قياسيًّا للتنفيذ رغم ضخامة المشروعات المطلوبة، ثم ‏يُلزِمهم بتسليم المشروع في وقت محدد دون تأخير، والأعجب أنهم ‏ينجحون في التنفيذ في المدة المحددة أو في أقل منها!
 
والسؤال: لماذا لا يمتد ذلك إلى المحافظين؟!‏ لماذا لا تلزم الحكومة المحافظين بوقت قياسي لتنفيذ ما كُلفت بتنفيذه ‏مِن مشروعات ويتم المحاسبة على ضوء ذلك؟
 
لقد حققت الدولة معدَّلًا للنمو في العام 2014-2015 قدره 4%، ‏ولكننا نجد أن الكثير مِن المحافظات لم تحقق هذا المعدل، فأين المتابعة؟ ‏وأين المحاسبة؟
 
فمحافظات الصعيد لم يصل معدَّل النمو فيها مجتمعة أكثر مِن 14% ‏مِن مُعدَّل النمو الذي تحقق في مصر، فأين المتابعة؟ وأين المحاسبة؟
 
وهذا يعني أن هناك محافظات كثير حققت معدلات أكثر مِن 4%، ولو ‏التزمت كل محافظة مِن المحافظات الضعيفة بتحقيق 4% لكان معدل ‏النمو على مستوى مصر مرتفعًا إلى حد كبير.‏
 
إن مصر لن تصل إلى تحقيق أهدفها والإسراع في تحقيق التقدُّم ‏الاقتصادي المنشود إلا إذا كانت هناك تكليفات محددة لكل وحدة ‏اقتصادية وكل مؤسسة في الدولة يتم في إطار تلك التكليفات المتابعة ‏الدقيقة والمحاسبة الموضوعية الخالية مِن المحسوبية والمجاملة؛ حتى تتقدم ‏البلاد.‏
 
ولا أعرف ما الصعوبة في إلزام كل محافظ بحل مشكلة القمامة في ‏محافظته وتحديد مدة زمنية للتنفيذ؟ كما لا أعرف ما الصعوبة في ‏تكاتف كل مجموعة متجاورة مِن المحافظات في إنشاء مصنع لتدوير ‏القمامة حيث يتم التخلص منها، وإظهار البلد نظيفة أمام أبنائها وأمام ‏زائريها مِن ناحية، والاستفادة من ذلك في زيادة الدخل القومي مِن ‏ناحية أخرى.
 
أليس الاستثمار في مصانع تدوير القمامة استثمارًا مفيدًا؟
 
أخبرونا بالله عليكم.
 
والله المستعان.