لماذا تَدُقُ إيران طبول الحرب؟

  • 159

جاءت حادثةُ إعدام "نمر النمر" الشيعي السعودي مع 46 آخرين، أُدِينُوا بجرائم مختلفة؛ لُتلهب الوضع من جديد في المنطقة، دبلوماسيًا وسياسيًا وربما يتم التلويح به عسكريًا، وليتضح للجميع الدور الذي تقوم به إيران من زعزعة المجتمعات السنية؛ فلم تنتفض إيران إلا لرجل واحد لأنه شيعي المذهب، رغم أنّ تسجيلاته الصوتية والمرئية عبر سنوات تدل على ثبوت جريمة التآمر على تقسيم بلاده بل واحتلالها، إذ سمعتُه في أحد هذه التسجيلات وهو يدعو بصراحة لولاية الفقيه في هذه البلاد ويسب أبا بكر وعمر وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، فضلًا عن التحريض العلني على آل سعود والوهابية، مما يدل على أن حكومة المملكة قد صبرت صبرًا طويلًا قبل اتخاذهم هذا الإجراء، وما خفي كان أعظم، ومع ذلك انتفض الشيعة في كل مكان وانتفضت أقلام وقنوات وشخصيات وأحزاب ودول، ترفض أحكام قضاء لم تطّلع على حيثياته ولم تسمع دفاعًا ولا ردًا ولا شيئًا، إلا الموقف السياسي المؤيد لإيران أو المعادي للمملكة العربية السعودية أو الوهابية والسلفية.
 
كل هذا لنعلم مدى التغلغل الشيعي في المجتمعات السنية، إذ لم يتحرك هؤلاء جميعًا لمئات الأشخاص الذين يُعدمون سنويًا من أهل السنة بطريقة علنية، فضلًا عمن يقتلون بلا إعلان وبلا محاكمة.
 
ألم يَقتُل الشيعة في العراق مئات الألوف من العراقيين السنة؟!
 
ألم يُجروا تطهيرًا عِرقيًا تحت حراسة قوات الاحتلال الأمريكية للبصرة، والعالم لم يُحَرِك ساكنا؟!
 
ألم يُؤيدوا الأسد -ولا زالوا- على قتل أكثر من نصف مليون سوري من شعبه وتهجير نحو الإثني عشر مليونًا خارج البلاد؟!
 
ألم يَحتلوا الجزر الإماراتية الثلاث إلى يومنا هذا دون أية بادرة لقبول مباحثات أو تفاوض، فضلا عن الانسحاب وتسليمها للدولة التي تملكها؟!
 
ألم تَسعى إيران إلى إحداث ثورتها في البحرين للانقلاب على الحكم السني فيها؟! ألم تدعم - ولا تزال- حوثية اليمن الذين لا يعبأون بخراب اليمن أو تقسيمها من أجل حلمهم الطائفي؟!
 
ألم يحاولوا اختراق مصر من خلال 5 ملايين سائح - زعموا - في عهد الدكتور محمد مرسي والإخوان، وهاهم يكررون نفس التجربة في تونس، ألم يُعينوا الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق؟.
 
كل هذا يجعلنا نجزم أن إيران تُعد نفسها لاستلام المنطقة؛ لبناء امبراطورية  شيعية فارسية، وبسمع وبصر ورضا الغرب الذي رعى ثورتهم مع الخميني وأيدها، وباعوا "الشاه" صديقهم من أجل إقامة دولة ثيوقراطية شديدة التعصب للمذهب الجعفري؛ لتقوم هي بما عجز عنه الاحتلال في الدول السنية.
 
أفيقوا يا عرب قبل فوات الأوان، مصيركم واحد؛ وانهيار أي دولة من دولكم هي كحبّاتِ عقد ينفرط، سقوط مصر أو السعودية في الفوضى أو التقسيم هو سقوط الأخرى على إثرها، وانتهاء الدول العربية السنية لصالح الإمبراطورية الفارسية الشيعية.
 
يا عرب.. يا مسلمون.. يا أهل السنة: أنسوا خلافاتكم؛ فكلكم عند الشيعة نواصب يجب قتلكم جميعًا، هم لا يرون جهادًا لليهود ولا النصارى ولا لغيرهم ولو لتحرير الأقصى إلا بعد ظهور المهدي المنتظر، ولكن قَتل النواصب - أي أهل السنة - مهمة عاجلة ولو بالتحالف مع أكفر الكفرة، لا يخدعونكم بأنهم يكرهون الوهابية أو السلفية؛ الكل عندهم سواء، لم يكن حوالي المليون عراقي المقتولون بأيديهم وهابية ولا سلفية، إنهم عوام أهل السنة، أنسوا خلافاتكم التي يزكيها الغرب ويحرك الدول ضد بعضها والجماعات ضد بعضها والشعوب ضد بعضها؛ ليسلم المنطقة لإيران شُرطي المنطقة الجديد، كلكم عندهم عرب يريدون الانتقام منكم؛ فالفرس لأنكم حطمتم كسرى، والغرب لأنكم ترفضون إسرائيل.
 
أما آن لنا أن نجتمع {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}، آن لنا أن نحقق وفاقًا مجتمعيًا وإقليميًا بين دولنا التي يجمعها دين واحد ولغة واحدة ومذهب واحد وتاريخ واحد  ومصالح واحدة ومصير واحد، أخطأ من ظن أن ينجو بمتابعة الأعداء، أدركوا الأمر قبل فوات الأوان ولا تسمحوا باختراق الثوابت والقيم، هاهي حملة التغريب والطعن في عقيدة الأمة ومصادر تشريعها وخاصة السنة ومن يدافع عنها حتى المؤسسة الدينية الرسمية ـ الأزهر الشريف - تتعرض لهجمة شرسة وتُتهم أنها ترعى الإرهاب بالمظلة التي تتخذ في كل هجوم على الإسلام!!، أمّا المؤسسة الدينية الرسمية السعودية فتهمتها قديمة جاهزة من قبل «الوهابية راعية الإرهاب»، والجماعات والدعوات السلمية السلفية تنال كل يوم من الطعنات المستمرة التي لا تتوقف، تحاول دفع الشباب المتدين نحو المصير المقرر غربًا، الصدام الصفري الذي ينتهي بالقضاء على الحركة الإسلامية وخسارة المجتمعات وتشويه صورة الإسلام والمسلمين وإحياء جو الفوضى باسم الثورة ودعوى رفع الظلم بما -في الحقيقة- يزيد الظلم والألم والدم ولا يقتص لمظلوم ولا يرفع ظلما عنه وإنما يُهيئ الدول ـ كل بحسبها - للفوضى والتخريب، ليستلمها الشرطي الجديد جاهزة.
 
أما آن لنا أن نفيق وأن نتحمل المسئولية، وأن ننصح لبعضنا البعض ولأمتنا، ولا نغشها بتقديم من لا يصلح للتقديم وتولية من لا يصلح للتولية فالدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
 
اللهم احفظ بلاد المسلمين كلها، واحفظ دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وألّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور واجعلهم هداة مُهتدين.