التطهير العرقي ضد أهل السنة في العراق والسكوت العالمي

  • 165

منذ أسابيع اقتحمت موجات بشرية إيرانية محافظة "واسط" العراقية، التقديرات ما بين نصف مليون ومليون ونصف إيراني، مع تمثيلية عراقية بأنها حاولت منعهم، ثم إنها لا تعلم عنهم شيئا، والمعلومات المتداولة تؤكد أنهم -أو أكثرهم- من الحرس الثوري الإيراني، وأعقب هذا الاقتحام بداية الحرب في المحافظات السنية -بالطبع تحت المظلة المعروفة: محاربة "داعش"؛ الصنيعة المزدوجة للأعداء؛ لتبرير كل الجرائم، وبعد سقوط "الرمادي" بدأ قتل المواطنين العُزّل من السنة؛ بزعم تطهير المدينة من أتباع "داعش" مع أن النظام السوري ومؤيديه من المليشيات الشيعية من "حزب الله" وغيرهم يسّروا لهم الخروج الآمن من مدن وقرى عديدة قبل ذلك، كما وفّرت لهم "داعش" الخروج الآمن من "الرّقة" عند دخولها منذ سنوات.
 
وبدأت منذ أيام مذابح "ديالي"، وبدايتها ما حدث في "المقدامية" من قتل في الشوارع، واغتصاب النساء، وتصوير "الفيديوهات" المرعبة؛  لترحيل السكان الأبرياء، تحت ممارسات التخريب والتدمير؛ مما تستحيل معه الحياة لأهل السنة، وكما حدث في "البصرة" عند الاحتلال الأمريكي يحدث الآن في "ديالي".
 
تطهير عرقي واضح المعالم، وجرائم ضد الإنسانية بلا تردد ولا شك، وتمهيد لما هو أخطر في المنطقة كلها، وعلى دولها كلها عدا "إسرائيل".
 
بل ربما ستظل المقارنة التاريخية بين مذابح فلسطين عند تأسيس دولة إسرائيل ومذابح العراق عند تأسيس الإمبراطورية الشيعية الفارسية في العراق وما حولها؛ أيهم أبشع وأعنف، والغريب أن العالم في المرتين يتفرج صامتا، بل ُمقِرّا، كأن شيئا لم يكن، حتى "الجامعة العربية" لم تحرك ساكنا؛ وكأن العجز العربي أصبح شاملا.
 
يذكرني ذلك بمشهد الخراف التي تنتظر دورها فى الذبح والجزار يسحب الواحدة تلو الأخرى، و باقي أفراد القطيع لا يتحركون، مع أن الدور آت لا محالة.
 
أمر غاية في الألم أن يكون هذا شبهنا ومصيرنا، وبعض دولنا السنية ربما تأخر هذا المصير عنها قليلا إلى أن يأتي دورها -إذا لم تنتبه كلُّها للخطر الشيعي الفارسي-.
 
هذه ممارساته؛ يا عرب، يا مسلمون، يا أهل السنة: فهل تتحدون في مواجهته؟
 
في نفس الوقت الذي يدعو البعض إلى منع توضيح خطر الشيعة في الخطب والدروس، مع أن أصابعهم التخريبية بصماتها موجودة في عدة أحداث إرهابية سابقة، وأطماعهم في مصر غير خافية، وشراؤهم لكُتّاب وفنانين وصحفين وإعلامين وشيوخ وغيرهم مشهور معلوم، فماذا ننتظر؟
اللهم أغث عبادك المستضعفين في كل مكان.