من ميزات هذه الدعوة

  • 117

أنها دعوة شمولية أخذت تلك الشمولية من منهجها الرباني؛ شمولية في العلم فلا تأخذ بابًا من أبواب العلم، وتهمل باقي الأبواب كما وجد من أشخاص ودعوات.

جعلت محور بناء الشخصية ثم المجتمع في الإيمان والإسلام والإحسان.

شمولية في منهج الدراسة حتى في الباب الواحد، فلم تركز على جوانب وتهمل جوانب.

شمولية في أبواب الاعتقاد فلم تهتم بجانب من جوانب الاعتقاد وتهمل الباقي، بل اهتمت بجميع أبواب الاعتقاد من الإيمان بالله بأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته ومعرفة أنواع الشرك فيها والحكم بما أنزل الله والولاء والبراء والإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر ومسائل الإيمان والكفر والاعتقاد في الصحابة والخلافة والإمامة.

لم تستغرق في أحد الفروع عن المقاصد فلم تشغلها علوم الآلات عن الاهتمام بعلوم الكتاب والسنة، إذ إنها هي الأصل وعلوم الآلات خادمة لها. لم تترك علوم الآلات ولم تستغرق فيها فحققت التوازن المطلوب.

كما أنها ركزت على الجوانب التي حدث فيها انحراف في الواقع المعاصر فأحسنت تطبيق منهج السلف على تلك المسائل.

قربت منهج السلف من خلال شرح علوم الكتاب والسنة وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومعرفة ما يحتاج إليه الناس.

شمولية في العلم والعمل والدعوة والسلوك فلم تكن نهضة علمية منفصلة عن العمل وظهر هذا التوازن واضحا في رموزها ومشايخها، فما من أحد منهم إلا وله اهتمام بالعبادات الذاتية، ويعرف ذلك بوضوح من كان قريبا منهم، كما أنها حولت تلك القضايا والمسائل من بطون الكتب وصبغت بها جيلا من شباب الصحوة المنتشر في أنحاء البلاد، وأحيت عددا من مسائل الشريعة في المجتمع متخذة في ذلك الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، مع معرفة الفرق بين الممكن المتاح والمرجو المأمول.

شمولية في التعامل مع الواقع ودراسة المستجدات فلم تعش بالمنهج السلفي في أزمنة الماضي ولكنها استصحبت تراث السلف وما تركوه من كنوز معرفية وعملية وسلوكية وتعايشت به مع الحاضر والمستقبل يهديها كتاب ربها وسنة نبيها الذي جعله الله هاديا لكل زمان ومكان.

شمولية في بناء الفرد وفي منهج الدعوة وفي الوسائل والأدوات، ولذلك فهي تنطلق في جميع المحاور: العلمي والإعلامي والاجتماعي والسياسي والدعوي والإداري مخاطبة جميع الفئات من طلائع وشباب ورجال ونساء، فلكل مجاله ولكل دوره ونقاط تأثيره ولا تبني الدعوة على فجوات ونتوءات بل لا بد أن تكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

هذه الشمولية سبب قوة الدعوة وأكبر جوانب تميزها، والبعض يدعوها اليوم إلي ترك هذا السبب لمشروع خاص يراه وهناك من هو حريص علي هدمها وتشويهها فعلي أبناء هذه الدعوة الحرص والانتباه واليقظة وتحقيق تلك الشمولية. ولن توفق ولا توفق إلا إذا استعنت بالله على تحقيق ذلك المطلوب، وهو أعظم مطلوب. فاللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.