في ذكرى انفجار مفاعل تشيرنوبل الروسي (2)

  • 212

مع انفجار مُفاعِل تشيرنوبل في 26 أبريل1986م واشتعال عشرات الحرائق اندفعت وحدة الإطفاء بالمحطة النووية إلى مكان الحادث، ولما كانت الحرائق تفوق قدرة وحدة الإطفاء تم استدعاء جنود إطفاء آخرين.

فشل الجنود في صعودهم إلى أعلى المُفاعِل بسبب شدة الحرارة التي صهرت سقف المُفاعِل، و الأدخنة السامّة التي تجعل التنفس صعبًا، وانعدام الرؤية بسبب السواد الذي غطى كل شيئ.

ومع توافد فرق الإطفاء من المدن المجاورة و جهودهم المضنية؛ تم إخماد النيران، باستثناء الحريق في قلب المُفاعِل الذي استمر لبضعة أسابيع.

ومع ظهور الفجر بدت الصورة المُفجِعة؛ فقد تحول كل شيئ إلى أنقاض، ومات سبعة من رجال الإطفاء بعد تعرضهم للحرارة الشديدة و الإشعاع النووي.

إجلاء أهالي البلدة

ساعد انفجار المُفاعِل ليلًا -والناس في بيوتهم الخرسانية- على تقليل الخسائر، وبدأ على الفور إجلاء الأهالي من البلدة؛ حيث كان يجري رش الشوارع بمواد مثبتة للجزيئات المُشِعّة حتى لا تعلق بالسيارات الناقلة للأهالي.

وفي مراكز الإيواء كان يتم التخلص من الثياب القديمة و إعطاء المهاجرين ثيابًا جديدة.

دفن المُفاعِل

خلال أسبوعين تم إلقاء خمسة آلاف طن من المواد -منها الرصاص والرمال والطين- عن طريق الجو؛ لدفن الجزء المكشوف من قلب المفاعل.

ومع احتمال انهيار قلب المفاعل -تحت هذه الأثقال- إلى حوض مياه التبريد، وتلوث مياهه بالآشعة، وتحولها إلى بخار مشع؛ تقرر تجفيف المياه داخل الخزان، حيث قام المئات من عمال المناجم بحفر نفق طوله 160ياردة تحت الأرض، يؤدي إلى المُفاعِل، وأقاموا لوحًا خرسانيًا مساحته ثلاثون ياردة مربعة، ووضع نظام للتبريد عن طريق النيتروجين، وبعد ذلك تم دفن المفاعل داخل تابوت خرساني وزنه 300 ألف طن؛ لمنع تسرب مزيد من الجزيئات المشعة، وذلك كله قبل نهاية شهر يونيو 1986م.

تطهير المنطقة من بقايا الإشعاع

لتطهير المنطقة -التي أُخلِيَت بالكامل- من بقايا الإشعاع؛ تم جرف سطح التربة بالبلدوزرات، وتعبئة الناتج في براميل تحفظ بعيدًا عن البشر، وتم غسل ستين ألف بِنَاية، ورش الأشجار بمواد مزيلة للإشعاع، وجمع أوراق الأشجار المتساقطة منها، ودفنها تحت الأرض.

كما تم إسقاط السحب -بتحويلها إلى أمطار صناعية- قبل وصولها إلى منطقة المفاعل وتساقط أمطارها هناك؛ حتى لا تزيد من انتشار الإشعاع بتدفق مياه الأمطار في المجاري المائية، كما تم إقامة حواجز خرسانية لمنع وصول المياه الملوثة بالإشعاع إلى الأنهار.

أما بيان آثار انفجار المُفاعِل؛ فنتكلم عنه في المقال القادم إن شاء الله.