أحزاب وحركات سياسية (8) حزب مِن أجل الحرية الهولندي

  • 204

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإعصار يميني متطرف يجتاح أوروبا بصفةٍ عامة حاليًا، وهولندا بصفةٍ خاصة، وقد ظهر ذلك بشكلٍ واضح في انتخابات هولندا مارس 2017م، حيث فاز حزب "مِن أجل الحرية Partij voor de Vrijheid" الذي أسسه "خِيرت فيلدرز" السياسي اليميني المتطرف عام 2006م بالمركز الثاني، وحصد 20 مقعدًا، بينما فاز حزب الشعب مِن أجل الحرية والديمقراطية بزعامة رئيس الوزراء مارك روته بـ 32 مقعدًا، وحل حزب النداء الديمقراطي المسيحي ثالثًا بـ 19 مقعدًا، وحزب الديمقراطيين 66 بنفس عدد المقاعد، ثم الحزب الاشتراكي بـ 14 مقعدًا، واليسار الأخضر بنفس عدد المقاعد، ثم حزب العمل "الخاسر الأكبر" سابعًا بـ 9 مقاعد، وتوزعت بقية المقاعد على الأحزاب الأخرى الصغيرة.

ويتكون البرلمان الهولندي مِن غرفتين: مجلس النواب ويضم 150 عضوًا، ومجلس الشيوخ ويضم 75 عضوًا.

يدعو حزب مِن أجل الحرية إلى طرد المهاجرين المسلمين، وغلق المساجد، ومنع الحجاب، وحظر القرآن، ويربط بيْن الإرهاب والهجرة، وجميع مشاكل هولندا، ويُشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، والعُملة الأوروبية الموحدة.

ومِن العجيب أن نائب رئيس تجمع الحزب في بلدية لاهاي "أرنود فان دورن" قد أعلن إسلامه رسميًّا في شهر مارس 2013م.

وُلِد زعيم حزب مِن أجل الحرية خِيرت فيلدرز Geert Wilders عام 1963م، بمدينة فينلو لأبوين مهاجرين! فوالده ألماني، ووالدته إندونيسية، سافر "خِيرت" إلى إسرائيل بعد المرحلة الثانوية، ثم عاد لهولندا وهو يحمل الكثير مِن الأفكار الصهيونية المتطرفة، وأولها العداء الشديد للعرب والمسلمين.

ويرى "فليدرز" أن إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن الغرب، وطالب بنقل السفارة الهولندية فيها إلى القدس، وإطلاق اسم فلسطين على الأردن!

وأنتج فيلم "فتنة" أواخر مارس 2008م، والذي يتضمن محاولات للربط بيْن القرآن والعنف.

ورغم أن "خِيرت فليدرز" مُلحد؛ إلا أنه يعتز بالتاريخ اليهودي المسيحي الذي بُني عليه المجتمع الأوروبي!

وقد أطلقت الحكومة الهولندية العام التشريعي الجديد 2017 / 2018م، مِن خلال احتفال في الكنيسة الكبيرة في مدينة لاهاي، بحضور رئيس الوزراء مارك روته، وأعضاء مجلس الوزراء، ونواب البرلمان، ورؤساء الأحزاب السياسية، وبدأ الحفل بتلاوة آيات مِن سورة البقرة!

بيد أن البرلمان الهولندي رفض في سبتمبر الماضي طلبًا تقدم به حزب "دينك"، الذي فاز بثلاثة مقاعد في الانتخابات الأخيرة، بزعامة توناهان كوزو "هولندي مِن أصل تركي"، والذي اقترح بحث وضع مسلمي الروهينجا، وكان تبرير رفض البرلمان مناقشة وضع مسلمي الروهينجا ومعاناتهم، هو أنه "ليس مهمًا بما يكفي!".