(اللهُمَّ بِكَ خَاصَمْتُ، وإِلَيْكَ حَاكَمْتُ) (1)

  • 237

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد ورد في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في استفتاح قيام الليل قوله -عليه الصلاة والسلام-: (اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإِلَيْكَ حَاكَمْتُ) (متفق عليه).

فتَأَمَّلْ هذا الترتيبَ الرائع العظيم؛ لأن العبد لا يستطيع المُخاصَمَةَ إلا إذا كان مُنِيبًا إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-؛ فهو لا يُخاصِمُ إلا للهِ وباللهِ.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَبِكَ خَاصَمْتُ):

أكثرُ الخلقِ يخاصِمونَ غيرَهم لحظوظِ أنفُسِهم، وليس هذا مِن التسليم لله -عَزَّ وجَلَّ-، بل مَن أسلم لله -عَزَّ وجَلَّ- فإنه لا يُخاصِمُ إلا لله -عَزَّ وجَلَّ-، ولا يخاصِمُ كذلك إلّا به مستعينًا به -عَزَّ وجَلَّ- متوكلًا عليه؛ لأنه لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، فإذا خاصمنا لحقوقِ أنفسنا فقد ضاعت منّا حقيقة الاستسلام لله -عَزَّ وجَلَّ-، وإذا خاصمنا بأنفسنا وبتدبيرنا ولم نستشعرْ فقرَنا وعجزَنا واحتياجَنا التامّ وضرورتنا التامَّة إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-، وَكَلَنا اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- إلى أنفُسِنا، وصارتْ قوةُ الأعداءِ تُؤَثِّرُ ما لا نستطيعُ دفعَه، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله.

المُخَاصَمَةُ لا تكون إلا باللهِ وللهِ:

فأمّا إذا خاصمنا بالله؛ فهذه ثمرةُ الإسلامِ والإيمان، والتوكل والإنابة، فإن العبدَ إذا أناب إلى الله خاصمَ بالله، أي: خاصَمَ مستعينًا بقوة الله -عَزَّ وجَلَّ-، فصار القليلُ منه كثيرًا، وغلبت الفئةُ القليلةُ الفئةَ الكثيرةَ بإذنِ الله -عَزَّ وجَلَّ-، كما قال -تعالى-: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:249).

صرفَ الله -عَزَّ وجَلَّ- عن عباده المؤمنين مِن أنواعِ الكيدِ والمكر ما قد أحاط بهم أعداؤهم وأوشكوا أن يستأصلوهم، ولكن الله -عَزَّ وجَلَّ- يقلبُ قلوبَ خلقه بما شاء، ويصرف إرادتهم وقواتِهم بأمرِه، وهذا ثمرةُ مَن خاصم بالله -عَزَّ وجَلَّ- أن يُصرَفَ عنه السوء وأذى المؤذين، وظُلْمَ الظالمين، وإلا ما يُقدِّره الله -عَزَّ وجَلَّ- عليه مِن بلاءٍ يجعله خيرًا كثيرًا، حتى يستكمل عبوديته لله -عَزَّ وجَلَّ-.

ولا بد أن نستشعر في صراعِ أهلِ الحقِّ مع أهلِ الباطلِ عبْر الزمان والمكان أن أهلَ الإيمانِ لم ينتصروا قطّ بعددٍ وعدةٍ وتخطيطِ وكيدِ، وإنما انتصروا بالله -عَزَّ وجَلَّ-، قال الله -تعالى-: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل عمران:126)، وإنما ينتصرون بالله -عَزَّ وجَلَّ- إذا خاصَمُوا به، وإذا صَالُوا به، وإذا قَاتَلُوا به، كما كان النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- يقول في مواجهة عدوه: (اللَّهُمَّ بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وكان النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- إذا غزا قال: (اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

وقوله -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ-: (أَنْتَ عَضُدِي) معناه: أنت الذي تُعَضِّدُني وتقوّيني وتُعينني، (وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف:18)، فالله -عَزَّ وجَلَّ- هو الذي يَستعينُ به أهلُ الإيمانِ، وهذا معنى المُخاصمةِ بالله -عَزَّ وجَلَّ-.

وأما المخاصمة لله -عَزَّ وجَلَّ-، فإن أهلَ الإيمانِ يُخاصِمُون لله -عَزَّ وجَلَّ-، أي: لِحَقِّهِ -عَزَّ وجَلَّ-، فلا ينتقمون لأنفسهم ولا يغضبون لها، كما كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- لا ينتقمُ لنفسه، ولا يَغضَبُ لنفسِه، كما قالت عائشةُ -رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْها-: "مَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بِهَا لِلَّهِ" (رواه البخاري)، وكما قال أنس -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ، وَلاَ: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلا صَنَعْتَ" (متفق عليه). وفي رواية لأحمد بسندٍ صحيح: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَتَوَانَيْتُ عَنْهُ أَوْ ضَيَّعْتُهُ فَلامَنِي، فَإِنْ لامَنِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلا قَالَ: (دَعُوهُ، فَلَوْ قُدِّرَ -أَوْ قَالَ: لَوْ قُضِيَ- أَنْ يَكُونَ كَانَ).

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلا امْرَأَةً، وَلا خَادِمًا، إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-" (رواه مسلم).

وكذلك كان لا يُضرب الناس بيْن يديه -صلى الله عليه وسلم-، فعن قدامة بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاءَ، لا ضَرْبَ، وَلا طَرْدَ، وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ" (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني). أي: لا يُدفع الناس عنه، ولا يُبعدون، ولا يُقال لأحدهم: قف عندك، لا تتقدم! وإنما ركب النبي -صلى الله عليه وسلم- الناقة؛ لأن الناس لقوه وغطوه، ومنعوه مِن الطواف والسعي والحركة، فكان لا يُضرب الناس بيْن يديه -صلى الله عليه وسلم-.

فهكذا كان أنبياء الله -عز وجل- لا يَنتصِرون لأنفسهم، وإنما ينتقمون لله -عز وجل-، ويعفون في حظوظ أنفسهم، وبهذا أحبهم الناس، وبهذا قذف الله في قلوب الناس تعظيمهم، ولا تظن أن مَن لم ينتقم لنفسه ضاعتْ حقوقه، بل الله يحفظها (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:64).

وأنتَ إذا سامَحْتَ في حقِ نفسِك، وفَّى اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- لك حَقَّكَ كاملًا موفورًا مِن عِندِه، فإن مَن عفا وأصلح فأجرهُ على الله -عَزَّ وجَلَّ-، كما قال -تعالى-: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) (الشورى:40)، فإذا عفوتَ عمّن آذاك، وأحسنتَ إلى مَن أساء إليك، وأعطيتَ مَن حرمك، ووصلتَ مَن قطعك، فقد أخذتَ بالمكيالِ الأوفى، وصرتَ مُخاصمًا لله -عَزَّ وجَلَّ- دون أن تُخاصِمَ لنفسِك.

وهؤلاء الذين يُحسِنون إلى مَن أساء إليهم ويَصِلُون مَن قطعهم؛ إنمّا يوفرون انتقامَهُم وغضبهم لانتهاك حُرُمات الله -عَزَّ وجَلَّ-، فنجدهم يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ، ويغضبونَ إذا انتهكتْ حُرُمات اللهِ، ويغيظهم ذلك، وإنما ينتصرون لله -عَزَّ وجَلَّ-، وهم في ذلك مستعينين به، وكل ذلك ثمرة الإسلام والإيمان والتوكل والإنابة.

وأمَّا مَنْ ينتصرُ لنفسِه فَقَلْبُه لم يُنِبْ بَعدُ، ولم يرجعْ إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-، ولم يحققْ كمالَ الإسلامِ، ولم يحققَ كمالَ الإيمانِ، ولم يحققَ حقيقة التوكل على الله -عَزَّ وجَلَّ-.

ثم لا بد أن يكون الإنسان في مخاصمته واختلافه مع خصومه وأعدائه، أن يُحاكمهم إلى أمرٍ ثابتٍ؛ فيحاكمَ إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-، فلذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ):

ومن يُحاكمُ إلى شرع الله -عز وجل-، بمعنى: أن يَطلُب مِن خصمه أن يتحاكما إلى شرع الله -عز وجل- فيحكُمَ الله بينهما بحكمه الشرعيّ المُنزّل على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فلا يحاكِمُ إلى أهواءِ النفوسِ، ولا إلى آراءِ الرجالِ، ولا إلى شهواتِ الأبدانِ؛ لا يحاكمُ سياساتِ العقولِ الفاسدةِ، ولا إلى تقليد الأسلاف والأجداد؛ فضلًا عن غيرهم مِن أصحاب زبالات الآراء والأذهان، الذين وضعوا الشرائعَ المخالفةَ لشرع الله -عز وجل-!

ولذا كانت هذه القضية قضية أساسية في حياة المؤمن، فهي مرتبطة بإسلامه وإيمانه وتوحيده، بل هي جزء من هذا الإسلام والإيمان: قال الله -تعالى-: قال الله -تعالى-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء:65)، وقال -تعالى-: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا) (الأنعام:114).

وذلك أنهم يُحكِّمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة49-50).

فهي قضية في حياة المرء المسلم في كل أموره، ومع كل اختلافٍ يقع بينه وبيْن غيره، كما قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً . أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا . فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا) (النساء:59-63).

وجعل الله -عز وجل- مَن يريد التحاكُمَ إلى العاداتِ والتقاليدِ أو إلى ما وضعه الكبراء والأسلاف دون رجوعٍ إلى شرعه -سبحانه- مسارعًا في الكفر، فقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:41).

وقد جَمَعَ اللهُ المنافقينَ واليهودَ في هذا الوصف؛ لأنهم مشتركون فيه؛ وهو ما سنعَرِضُ له في مقالٍ قادمٍ -بإذن الله تعالى-.