وحان وقت المسلسل!

  • 199

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن تزايد مسلسلات التآمر مِن أعداء الأمة بإثارة الشبهات ونشر الشهوات، يوجب على المسلمين جميعًا مواجهة تلك المؤامرات، ولكن للأسف بعض مَن يسميهم الناس "ملتزمين" بدلًا مِن مواجهة تلك المؤامرات تجدهم منغمسين في مشاهدة المسلسلات التاريخية، ومِن ذلك المسلسل التركي "أرطغرل" معتقدين أنها وسيلة لنشر تاريخ الدولة العثمانية وجهادها ضد الصليبيين، ومتغاضين عما فيه مِن مخالفاتٍ شرعية: كالثناء على ابن عربي "وهو مِن غلاة الصوفية الذين يقولون بوحدة الوجود -والعياذ بالله-!".

ومِن تلك المخالفات: الموسيقى الموجودة بالمسلسل، ونظر الرجال إلى الممثلات الفاتنات، ونظر النساء إلى الممثلين؛ مما يفسد قلوب الأزواج والزوجات، وقد يفسد عليهم الحياة الزوجية.

وكأني بهؤلاء المفتونين بتلك المسلسلات قد نسوا ما كانوا يحذرون منه الناس قبْل ذلك.

وقد ذكر أهل العلم أن ما يُعرض على شاشات التلفاز مِن المسلسلات التاريخية عمومًا فيه مِن المخالفات الشيء الكثير، ومِن ذلك:

1- التحريف في النصوص التاريخية، وزيادات كثيرة في التفاصيل التي لا تندرج فقط تحت صياغة حوار افتراضي، بل تدخل في اختلاق وقائع وأحداث بكاملها، والكذب والافتراء على العلماء والمجاهدين بذِكْر أشياء لم تحدث في حياتهم أو بالمبالغة فيها.

2- إظهار أولئك الكبار العظماء بصورةٍ قبيحة مخالفة للشرع مِن حيث اللباس والهيئة، والزيادة على ذلك بتصوير أهلهم ونسائهم بصورة عصرية حسب هوى القائمين على العمل.

3- ما يُرى مِن الاختلاط بيْن الرجال والنساء في تلك المسلسلات، ومَن يعلم ما يحدث أثناء التصوير وقبله، بل مَن يعرف طبيعة هذا الوسط، وأخلاق أهله والمنشغلين به: لا يحتاج إلى بيانٍ أو دليل لينفر عنه.

4- ما يُسمع مِن الموسيقى قبْل بداية المسلسلات وفي أثنائها وفي نهايتها.

5- التبرج والسفور في تلك المسلسلات واضح للعيان، وظهور النساء أصلًا لا يحل؛ فكيف أن تظهر النساء متبرجاتٍ بزينة؟!

6- ما تحتويه بعض تلك المسلسلات مِن رقصٍ، وغناء، وشرب للخمور مِن الإماء والجواري؛ بدعوى نقل الحدث على حقيقته مِن الفجور والإثم المبين، مع ما فيه مِن كذبٍ وتشويه لسير كثيرٍ ممن يدَّعون أن هذه سيرته وتلك حياته!

7- تمثيل دور كافر يحمل صليبًا، أو يسجد له، أو عليه، أو كافر يشتم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، أو يشتم الإسلام، وكل ذلك كفر بالله -تعالى- وردة عن الدِّين، وليستْ هناك رخصة شرعية لأن يرتكب الممثل شيئًا مِن أقوال الكفر أو أعماله، وهكذا حال مَن يفعل المنكرات الظاهرة، فعلًا حقيقيًّا لها: كمَن يشرب الخمر الحقيقية في التمثيل، أو يقبِّل امرأة لا تحل له، أو نحو ذلك؛ بل قد نص أهل العلم على تحريم التظاهر بمثل ذلك، أو التشبه بأهله؛ كمَن يشرب الماء على هيئة شرب الخمر، أو نحو ذلك.

8- إشغال المسلمين وإضاعة أوقاتهم على التافه مِن المسلسلات بدلًا مِن تعلم ونشر العلم الشرعي.

إن نشر تاريخ المسلمين المُشرق وجهادهم ضد أعدائهم لا يكون أبدًا بمخالفة شرع الله -عز وجل-؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة! والطريق لإعزاز الإسلام لا يكون أبدًا بمخالفة الإسلام.

وينبغي ألا ننسى أنه قد ورد في كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون"، ص: 168) أن مِن وسائل اليهود لإفساد الشعوب إلهاؤها بأنواعٍ شتى مِن الفن والرياضة!