حول المسألة التركية والمسألة الكروية

  • 289

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد انشغل الإسلاميون في العالم العربي والإسلامي وغيرهم بنتائج الانتخابات التركية؛ ولنا في ذلك تنبيهات:

- إن كانت رغبتنا في انتصار "أردوغان" لأن غيره أشد علمانيةً منه ولا يَسمح بالتدين؛ لكن الخطر أن يتحول هذا إلى النموذج الإسلامي المنشود، وكأنه معركة بيْن المسلمين والكفار!

- "أردوغان" وحزبه أصدروا قانونا بإلغاء تجريم الزنا، وسَكَت الإخوان والسروريون؛ ولما اعترف بالخطأ لعدم تحقيق مصلحته في الانضمام للاتحاد الأوروبي -لا لأنه كان جاهلًا بحكم الزنا- هللوا!

- "أردوغان" هو الذي يُقِرُّ بحقوقٍ للمثليين! وهو الذي طَلبَ منا في مصر قبول "العلمانية!"، بل هو -للأسف- يعادي عدة دول عربية "منها: مصر"، ويسعى لتفكيكها، ويوالي إيران!

- ومع كل هذا هو أفضل لشعبه مِن غيره؛ لِشَعْبِه نَعَم، وليس لنا.

- حتى لا نُهَلِّلَ بكلامٍ نُحاسَب عليه في الدنيا والآخرة، ونترك لأولادنا ميراثًا مؤلمًا مِن تصدير الجُهَلاء، ومدح البُلَهاء!

أما المسألة الكروية فتشغل ملايين البشر، وتستقطع أعمارًا هائلة مِن هؤلاء الملايين! كما تسرق سعادتَهُم وأمَلهم ورجاءَهم لصالح فرح طائفة محدودة مِن بلدٍ واحدٍ، ويحزن الملايين ويحبطون -مع أنهم لا ينقصهم الحزن والإحباط!- لهزيمة فريقهم أو لخروجهم مِن المنافسة، أظن أنه قد آن لنا جميعًا -والملتزمين خصوصًا- أن نستفيق مِن هذا الإدمان.