هل هلك الخلق؟!

  • 212

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما أسهل أن تُقنع نفسك بفساد الزمان وكثرة الفُجار وقلة الأخيار، لتريح بالك وتُيئس نفسك مِن السعي في الإصلاح، وتُشبع رغباتك الدفينة بالانشغال بالنفس وتحصيل دنياك!

لكن الحقيقة أننا حينما نتعامل مع الخلق ونبحث عن التأثير، ونحاول وضع بصمة خير؛ حينها فقط سنعلم أن هناك أخيارًا كُثر، بل وهناك محسنون وأبرار.

بل حتى القرآن لم ينفِ وجود المُقربين في الأزمنة المتأخرة وإن كانوا أقل بالمقارنة بالأزمنة الفاضلة (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ . وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ(الواقعة:13-14).

ومِن أجمل الفئات التي ستقابلها: فئة البُسطاء القانعين الراضين بما قسم الله، حياتُهم طيبةٍ وقلوبُهم نقيةٍ ونفوسهم صافيةٍ، تتعجب بالفعل مِن إيمانهم بالله والرضا الذي يملأ قلوبهم وقلوبهن؛ فيدفعك ذلك لمزيدٍ مِن العمل وعدم اليأس مِن التغيير، وخلع نظارتك السوداء، وترك الهروب خلف شاشات الحواسب والجوّال.

وإن رغبت في طيب العيش ونعيم الحياة وطمأنينة القلب، فمِن أعظم سُبُلها البحث عنهم ومحاولة مساعدتهم، وتغيير بعض أوضاعهم.

الخير في أمتنا إلى يوم القيامة.