عاجل

بيْن الصبر واليقين

  • 191

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتخيل معي... ماذا لو نجح الذين اغتالوا السادات في الوصول إلى حكم مصر؟!

وماذا لو نجحت جبهة الإنقاذ في الوصول إلى حكم الجزائر؟!

وماذا لو نجح "الجهيمان" في عقد البيعة للمهدي المزعوم؟!

كيف سيكون حال هذه البلاد وغيرها لو وصل إلى سدة الحكم فيها أحداث (سنًّا وخبرة وعلمًا)، لا يحملون مشروعًا بديلًا عن الدولة الحديثة التي يسعون لهدمها، سوى عددٍ مِن الشعارات العامة التي لا يعرفون، ولا يملكون آلية تحويلها لبرامج عملية واقعية؟!

حينما تقدَّم الصحابة -رضي الله عنهم- لهدم الإمبراطوريتين الكبرتين في العالم حينئذٍ، كانوا يحملون مشروعًا حقيقيًّا لقيادة العالم بعد انهيار هاتين القوتين؛ لم يحدث فراغ أو فوضى، بل جنت البشرية كلها ثمار إمساك المسلمين زمام القيادة الحضارية.

أتعجب مِن الحركات المتطرفة التي تعلن الحرب على أمريكا، وتدغدغ عاطفة أتباعها بشعارات غزو أمريكا، ولندن، وعواصم أوروبا، وهم لا يملكون مشروعًا حقيقيًّا لإدارة مدينة صغيرة فضلًا عن دولة، فضلًا عن قيادة العالم!

جميل أن تكون الآمال تعانق السحاب، شريطة أن تكون الأقدام ملامسة لأرض الواقع، نتطلع للمثال ونعيش الواقع، عيوننا على الوعد نوقن به وأقدامنا في الواقع نصبر عليه، فهذا هو الطريق (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24)