همسات تربوية (2) (طفل المرحلة الابتدائية)

  • 321

ابنك يفضِّل اللعب مع أبناء جنسه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمِن خصائص مرحلة الطفولة ما يسمَّى: "بالهوية الجنسية"، وهي أن أفراد كل جنس يفضِّلون اللعب وتكوين الصداقات مِن أبناء جنسهم، فالبنين مع البنين، والبنات مع البنات، وقد حثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على الاستفادة مِن هذا الأمر الفطري، فقال مؤكِّدًا: (وفرقوا بينهم في المضاجع) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

 والمستفاد تربويًّا مِن ذلك: أن يسعى المربي إلى تعزيز هذه الخاصية في نفوس الأولاد مِن خلال التأكيد اللفظي والتصريح المتكرر في مواقف عدة، أن هذا هو الصواب؛ أن يلعب البنين مع البنين، والبنات مع البنات، ويكرر هذا الأمر كثيرًا؛ لا سيما في مرحله الطفولة الأخيرة (الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي) حتى يستقر ذلك المعنى في نفوسهم، وحتى يسهل التوجيه في مرحلة المراهقة والتي تنعكس فيها هذه الخاصية، فيرغب البنين في تكوين علاقات مع البنات، والعكس.

 وإذا رأي المربي ولده يلعب مع مجموعة مِن البنات وهو في مرحله الطفولة، فإن ذلك قد يسبب له إزعاجًا  والحقيقة أن هذا السلوك لا يمثِّل قلقًا في هذه المرحلة، وما عليه إلا أن يوجِّه برفقٍ ولينٍ، لكن إذا سمع المربي أو رأى مِن ولده أو ابنته ما يثير الدهشة في الميل الى الجنس الآخر أو التعبير بكلمات الحب والغرام في مرحلة الطفولة، فينبغي أن نراجع نحن -الآباء والأمهات- سلوكياتنا أمام أبنائنا، فقد تكون الأسرة هي مَن غرستْ ذلك في نفوس وعقول الأبناء.

وذلك مِن خلال:

- مشاهده الأفلام والمسلسلات.

- السماح للأولاد بمتابعة أفلام الكرتون التي لا تخلو مِن قصص الحب والغرام، بل والمشاهدات المخلة أحيانًا والصور العارية.

- حديث الأم مع صديقاتها أمام أولادها تحكي مواقف واقعية أو درامية عن اختلاط الرجال بالنساء.

 فالواجب علينا أن ننتبه جيدًا لما يشاهده أولادنا ويسمعونه، ليستمتعوا ببراءة طفولتهم وفطرتهم التي فطرهم الله عليها.

ونسأل الله -تعالى- أن يوفقنا وييسر أمرنا، وأن يهدي أولادنا لما يحب ويرضى.