(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ)

  • 156

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الله -تعالى- أنعم علينا بنعمٍ لا تُعد ولا تُحصى، فله الحمد كثيرًا؛ ومِن هذه النعم العظيمة: نعمة القرآن العظيم الذي هو كلام الله، نزل به الروح الأمين على قلب محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون مِن المنذرين، بلسان عربي مبين، فهو كلام الله -تعالى- تكلم الله به حقيقة "حروفه وألفاظه"، فالكلام كلام الباري والصوت صوت القاري، هكذا نعتقد ونؤمن به.

وجعل الله في كتابه مِن الخير والبركة؛ علمًا وعملًا ما لا يتصوره المؤمن أو يتخيله، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولقد يسَّر الله -سبحانه- لنا تلاوة كتابه فضلًا منه ورحمة، فقال: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:17)؛ لنتلو القرآن العظيم للتذكر والعمل به وزيادة الإيمان، ورضا الرحمن ودخول الجنان، والنجاة مِن النيران وتكثير الحسنات وتثقيل الميزان، وصلاح القلوب وزكاة النفوس، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ) (رواه مسلم).

ولكن كثيرًا مِن الناس انصرفوا عن كتاب الله وهجروه تلاوة أو تعلمًا، أو عملًا أو دعوة، أو تحاكمًا، وقد شكا ذلك رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقال -تعالى- عن شكواه: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان:30)، فلابد مِن الرجوع إلى كتاب الله تلاوة وتعلمًا، ودراسة وعملًا، فهو طريق النجاة للفرد وصلاح المجتمع، وهو الصراط المستقيم.

فاللهم علمنا مِن القرآن ما ينفعنا ويقربنا إليك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.