عاجل

وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ

  • 290

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الله -تعالى- عدل لا يظلم الناس شيئًا، ودليل ذلك أن الله قد جعل لكل عبدٍ مِن عباده ميزانًا يوم القيامة، توزن به أعماله ويرى فيه كمال عدل الله لعباده، قال -تعالى-: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47).

اللهم لك الحمد على عدلك، فعاملنا بفضلك ورحمتك.

كفة الميزان مِن عظمها لو وضعت فيها السموات والأرضين السبع لوسعتهن، والحمد لله تملأ الميزان، يوضع في الميزان العبد ووزنه على قدر إيمانه، وتوزن أعماله وصحائف أعماله وآثار الأعمال مِن الحسنات والسيئات، توضع في الكفة اليمنى الصالحات والكفة الاخرى السيئات.

ومثقلات الميزان الحسنات الكثيرة، مثل: قراءة القرآن، والأذكار، والصلوات، وحسن الخلق، وكلمة لا إله إلا الله؛ فأكثروا منها فهي مِن أعظم المثقلات، فلا يثقل مع اسم الله شيء، واعلموا أنه لا يوضع في الميزان إلا المقبول مِن الطاعات، أما المردود لفساد النية ومخالفة السنة فلا يوضع في الميزان، واحذروا المظالم فإنها تهدر الحسنات والطاعات المقبولة، فتؤخذ منها الحقوق فيخف الميزان. والله المستعان.

ودليل ذلك "حديث المفلس".  

فإذا بالعبد أفلس مِن الحسنات لسداد ما عليه مِن حقوق المظالم التي هي للعباد، فإن فنيت حسناته أخذ مِن خطاياهم ثم ألقيت عليه ثم ألقي في النار، فاللهم سلِّم سلم، فالفلاح والربح، والفوز بالجنان، والنجاة مِن النيران بثقل ميزان العبد، وأما الخسران المبين والعذاب الأليم لمَن خفت له الموازين، قال -تعالى- في سورة المؤمنون: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) (المؤمنون:102-103).

فاللهم ثقل موازيننا واحفظ لنا حسناتنا، واهدنا سبل السلام، وجنبنا الفواحش والآثام.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.