(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)

  • 316

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

اكتشفتُ أن الحياة أقصر مِن أن نقضيها في ضغائن وصراعات لأجل أشياء إن لم تزل هي عنا، فسنزول نحن عنها.

المال لا قيمة له إلا عند استخدامه، ولا قيمة لاستعماله إلا فيما يبقى لك في الآخرة، وأما قيمته في الدنيا ففي لقمة تسد بها جوعًا أو لباسًا تستر به عورة أو ما تنفقه على مَن تعول بلا سرفٍ.

مناصب الدنيا تبعاتها في الدنيا ثقيلة وتبعاتها في الآخرة أثقل، وإذا زال المنصب -وحتمًا يزول- تبقى حسرات الماضي، كنا وكان... فلماذا يحقد هذا على ذاك أو يكيد هذا لهذا، أو يدبر له ويتآمر عليه؟!

ولماذا نُبعد مِن طريقنا النبغاء؛ لأنهم قد ينافسوننا في هذه الحياة؟!

أوَلسنا نوقن بأنها فانية؟!

فلمَ نحرص عليها كل الحرص؟!

إذًا مَن أراد أن يأخذ شيئًا منا فليأخذه، يكفينا أن تكون قلوبنا عامرة بذكره -سبحانه وتعالى-، ونفوسنا غنية بالثقة فيه، وعيشنا رغيدًا بالتوكل عليه، يكفينا إيماننا بأننا إليه راجعون، وأنه معنا بعلمه، ويحوطنا برعايته.

يكفينا أنه قال -وقوله الحق-: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (الزمر:36).