الخلاف شر!

  • 166

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فخير عظيم كان سيعم جموع الأمة مِن الراغبين في الخير، حينما عرف النبي -صلى الله عليه وسلم- موعد ليلة القدر بالتحديد، فخرج ليبلغ المسلمين بهذا الموعد ليحتشدوا في تلك الليلة إيمانًا واحتسابًا لينالوا أجرًا وصوابًا، وبالطبع كان سيصلنا هذا الخير فهي ليلة خير مِن ألف شهر، وكان الناس سيتفرغون لهذه الليلة ويجلسون لها مِن المغرب حتى الفجر، فهي مهما طالت ليلة ينال قائموها وحاضروها السعادة والمغفرة في الدنيا والآخرة، لكن ما الذي حال دون معرفة الناس بهذه الليلة؟!

إنه أمر في غاية الدهشة والعجب؛ إنها مشاجرة بين رجلين اثنين تلاحيا فرفعت!

يا الله! كل هذا الخير العظيم يفوت الأمة بسبب مشاجرة بيْن رجلين؟!

فما الذي يفوت الأمة الآن مِن الخير بسبب قبح ما نرى؟! هذا يسب، وهذا يلعن، وهذا يخاصم، وآخر يجادل، وهذا يسخر، وغيره يحرِّض، وهذا يطعن ويشكك وغيره يسيئ الظن ويتهم النيات، وأخيرًا: هذا يَقتل، وآخر يُقتل!

فمَن مِن هذا المجموع سيقبل الله عذره، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا) (متفق عليه).

وأخيرًا: (لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) (متفق عليه).