الحياة الطيبة

  • 192

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الله -تعالى- ذكر في كتابه الكريم ثوابت لا تتبدل ولا تتغير أبدًا في أي وقتٍ وفي أي مكانٍ، كأنها قوانين ثابتة حقة، لا تختلف أبدًا.

ومِن هذه الثوابت: قوله -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل:97)، فجعل الله -تعالى- من ثوابت الأمور أن الإيمان به -سبحانه- وبوحدانيته وعدم الإشراك به، مع العمل الصالح الذى أمر به ورغَّب فيه وشرعه، وأحبه لعباده؛ يثمر الحياة الطيبة السعيدة التي يجد فيها العبد طعم الحياة وراحة البال وسعادة الدنيا، والسكينة وهدوء النفس، وبركة العمر، والصحة والعافية، والرضا والقناعة وكل أسباب الراحة القلبية والنفسية في الدنيا، مع الحياة الطيبة في الآخرة من النجاة من النار ودخول الجنة والنعيم الذي ينتظره في دار السلام بجوار الرحمن، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

كل ذلك وأعظم مِن ذلك مِن رؤية وجه الله الكريم، والتمتع واللذة التي لا توصف مِن النظر إليه وسماع حديثه -سبحانه- الطيب، كل هذه الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، للمؤمنين الذي آمنوا وعملوا الصالحات، فإذا لم يجد العبد الحياة الطيبة في الدنيا؛ فليس لتخلف وعد الله، ولكن إما لنقص في إيمانه أو نقص في عمله، فلا يجد الثمرة المطلوبة مِن الحياة الطيبة المرغوبة في الدنيا والآخرة.

وليس أحد أصدق مِن الله قيلًا، ولا أحد أصدق من الله حديثًا؛ إنها ثوابت في كتاب الله -تعالى- لا تتبدل ولا تتغير؛ أن الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة للمؤمنين الذي آمنوا وعملوا الصالحات.

فاللهم اجعلنا مِن عبادك المؤمنين الصالحين، وأحينا في الدنيا والآخرة حياة طيبة، نسعد بها في الدارين يا أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.