أبناؤنا في رمضان

  • 328

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

فنرحب بحضراتكم في همسةٍ جديدةٍ مِن همساتنا التربوية، والتي هي بعنوان: "أولادنا في رمضان".

 ينبغي على كل ولي أمر أن يقدر حجم المسئولية التي كلفه الله بها في تربية أولاده، قال الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) (التحريم:6)، وهذه التربية ينبغي أن تكون شاملة لجميع جوانب الشخصية فتشمل التربية الجسدية والحركية والنفسية والانفعالية والاجتماعية، وكذلك التربية العقدية والإيمانية والتربية السلوكية والأخلاقية. ويعتبر شهر رمضان مِن أهم المناسبات التي يستطيع ولي الأمر أن يزرع فيه الإيمان في قلب مَن يربيه، وإذا أردنا أن نخرج مِن رمضان بفوائد عظيمة مع أبنائنا، فينبغي أن يُراعَى ما يأتي:

أولًا: ينبغي أن يعلم ولي الأمر أن الصيام ليس فرضًا على أولاده قبل سن البلوغ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ..) وذكر منهم: (وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ) (رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني)، لكن يجب أن ندرب أبناءنا على الصيام قبل البلوغ.  

وينبغي على ولي الأمر أن يراعي الفروق الفردية بين الأولاد، فمَن كان بنيانه قويًّا بدأنا في تدريبيه مبكرًا، ومَن كان بنيانه ضعيفًا انتظرنا حتى قوة بنيانه، وقد كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يصومون ويصوِّمون أطفالهم، فإذا بكوا وأرادوا الفطر أعطوهم اللعب حتى يشغلوهم لوقت الغروب.

ثانيًا: تهيئة الأولاد نفسيًّا لموضوع الصيام، وذلك مِن خلال:

- الكلام المباشر معهم عن فضل الصيام وما أعده الله للصائمين من الأجر والثواب، وكيف أن الله -سبحانه وتعالى- جعل من أبواب الجنة بابًا يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون.

- عمل مسابقة ثقافية بين الأولاد عن فضائل شهر رمضان وفضائل الصيام، وكذلك عمل مسابقة فقهية يسيرة عن احكام الصيام بين أفراد الأسرة ورصد جوائز مادية لها.

- الاهتمام بعمل زينة وتعليقها في حجرة الأطفال.

ثالثًا: التدرج في الصيام، وتكون البداية بجزء مِن اليوم وليكن أن يصوم ساعتين أو ثلاثة ثم نصف يوم ثم يومًا كاملًا، وإذا أتم صيام يوم بأكمله يشجع ويكافأ على ذلك.  

رابعًا: الثناء على صيامه أثناء اليوم أمام زملائه، وأمام أهله: كالعم والخال.

خامسًا: عمل جلسة تربوية إيمانية أسرية في كتاب مناسب للأطفال، مثل كتاب: "المجالس التربوية" -لكاتب هذا المقال- للمرحلة الإعدادية والثانوية، وكتاب الأساس للأستاذ مصطفي دياب للمرحلة الابتدائية، ويجلس الأب والأم والأولاد معًا، يقرأ الوالد مجلسًا مِن تلك المجالس ثم يناقش معهم حول الدروس المستفادة منها.

سادسًا: التركيز مع الأولاد على المشاركة في العبادات الجماعية، ومِن صور ذلك: عمل مقرأة داخل المنزل بعد صلاة التراويح يوميًّا، وكذلك مشاركة الأولاد في صلاة التراويح أو في جزءٍ منها، مع مراعاة عدم فرص هذا عليهم.

سابعًا: مشاركة الأولاد مع الكبار في إخراج النفقات والصدقات للفقراء والمساكين، وتوزيع شنط رمضان، وكذلك إخراج زكاة الفطر.

ثامنًا: غلق جهاز التلفاز مطلقًا مِن المنزل؛ لأنه يهدم ما نبنيه في أولادنا.

وأخيرًا: الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء أن يهدي الله أبناءنا وأبناء المسلمين.