زفرات مهموم!

  • 479

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالكل يدبر، ويخطط...

الكل يمكر...

مكر الليل والنهار بهذا الدين لا يتوقف على جميع المستويات، وفي جميع المجالات!

محاولات مستمرة دؤوبة؛ لإحداث تغيرات دينية ومجتمعية وقيمية عند أفراد المجتمع، كمرحلةٍ تمهيديةٍ لإحداث تغيرات طبوغرافية يخطط لها الغرب، مستخدمًا في ذلك:

- هدم لأصول الدين وثوابته تحت دعاوى عدم مناسبة الواقع له.

- التشكيك في مصادر الدين وفي علماء المسلمين العاملين عبْر العصور، والعمل على هدم مكانتهم في نفوس المسلمين.

- إحياء للخرافات الفلسفية القديمة في ثوب ديني.

- تشويه التاريخ، والتلميع لشخصيات الزنادقة عبْر التاريخ في أثوابٍ درامية عاطفية على صورة حكماء مظلومين.

- إحياء للبدع التكفيرية والخرافية والعقدية بالدعم المالي القوي لرموز تلك الفرق، وإتاحة المساحات التأثيرية لهم.

- فتح باب الشهوات على مصراعيه للصغير قبل الكبير مِن الجنسين، والإلحاح على ذلك تحت دعوى الحريات!

- بث روح الإحباط بين الأجيال القادمة، وإغراقهم في البحث عن الذات الضائعة؛ ولو في بطولاتٍ وهميةٍ!

- نشر الفكر الإلحادي والترويج له إعلاميًّا تحت ضغط العاطفة الملتهبة؛ استغلالًا لحالات الانسداد السياسي والشعور بالظلم أو طلبًا للحريات غير المقيدة بشرع، إلخ .

تحديات لا تنتهي على كل المستويات وفي كل المساحات: (في البيت - في العمل - في المجتمع المحيط - على مستوى الوطن - على مستوى الأمة - ... ).

فهل نحن مدركون لهذا؟!

وهل نحن مستوعبون لما يحاك لنا؟

وهل نعي ما يحاك لديننا ولأبنائنا مِن بعدنا؟

هل سنتغافل ونؤثر الراحة؟

هل ستتلاعب بعقولنا تلك التفاهات الكروية والكليات الفيسبوكية وغيرها مما يتعمدون إلهاءنا بها؟

هل سنغرق مع الغارقين؟

أم سنقاوم هذا التغريب والتميع والتفتيت؟

وهل سينبري كل واحد منا ليسد ثغرًا مِن تلك الثغور المتلاحقة؟

وهل سترتفع همتنا لنحمي ديننا ونحفظ شريعتنا التي مصدر عزنا، فنصحح المفاهيم وتضبط الموازين في عقول وقلوب أبنائنا وإخواننا وأهلينا بالحكمة والموعظة الحسنة؟

فهل سنتقاعس ويصيبنا الإحباط أم سنسعى أن نكون مِن الرواحل الذين يحملون الهم ويبذلون ما في الوسع ثقة بوعد الله لعباده المؤمنين؟

فكن من هؤلاء الرواحل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً) (متفق عليه).

فمَن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينـــا؟!

ومَن للحق يجـلوه إذا كلت أيادينــــا؟!

ومن للغاية الكبرى إذا ضمرت أمانينا؟!

أسائلكم ونفسي:

هل أصاب القحط وادينا؟

وهل جفت ينابيع الهدى؟

أم أجدبت فينا؟

فما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينا؟

وما المعنى بأن نجتر مجدًا ماضيـًا حينا؟

وحينًا نطلق الآهـــــات ترويحًا وتسكيـنا

أينفعنا انهمار الغيث إذا ماتت أراضينا؟

أكانت حرقة الإيمـــان تزييفـًا وتلوينا؟

أكانت رنة القرآن ترتيلًا وتلحينـا؟

أكانت تلكم الأفواج أرقامًا تسلينا؟

فعذرًا إن عزفت اليـوم ألحان الشجيـنا

وإن أسرفت في التبيان عما بات يدمينا

فإن الكون مشتاق لكم شـــوق المحبينـا

بنا يعلو منــار الحق في الدنيــــا ويعلينا

فاللهم عزمًا وهمة، وعلمًا وإعانة وقوة.