من أعظم الأسباب في تعجيل الفرج بعد الشدة حسن الظن بالله -عز وجل-

  • 1150

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قال بعض الصالحين: "استعمل في كل بلية تطرقك، حسن الظن بالله -عز وجل-، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج". والشاهد عليه قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي) (متفق عليه).

فمن ظن بالله -عز وجل- أنه يفرج عنه كربه، وييسر له أمره، فالله -عز وجل- عند ظن عبده به؛ لذا كان اليأس من رحمة الله كفرًا؛ لأنه ظن أن الله لن يرحمه، فكان هذا الظن خروجًا من رحمة الله، قال -تعالى-: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف:87).

قال علي بن نصر بن بشر الطبيب: "كما أن الرجاء مادة الصبر، والمعين عليه، فكذلك الرجاء ومادته حسن الظن بالله، الذي لا يجوز أن يخيب، فإنا قد نستقري الكرماء فنجدهم يرفعون مَن أحسن ظنه بهم، ويحذرون مَن تخييب أمله فيهم، ويتحرجون من إخفاق رجاء مَن قصدهم؛ فكيف بأكرم الأكرمين، الذي لا يعوزه أن يمنح مؤمليه ما يزيد على أمانيهم فيه؟!

وأعدل الشواهد بمحبة الله -جل ذكره-، وتمسك عبده برحابه، وانتظار الروح من ظله ومآبه، أن الإنسان لا يأتيه الفرج ولا تدركه النجاة؛ إلا بعد إخفاق أمله في كل ما كان يتوجه نحوه بأمله ورغبته، وعند انغلاق مطالبه، وعجز حيلته، وتناهي ضره ومحنته؛ ليكون ذلك باعثًا له على صرف رجائه أبدًا إلى الله -عز وجل-، وزاجرًا له في تجاوز حسن ظنه به" (الفرج بعد الشدة للتنوخي).