ودق ناقوس الخطر! التربية الجنسية (6)

  • 452

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

ففي الفترة العمرية من (15 - 10) سنة:

في هذه المرحلة تكثر الأسئلة مِن نوع: ما معنى البلوغ؟ وكيف تنجب المرأة؟

ويجب أن تكون الإجابة هنا بهدوء وتدرج.

الجواب:

سن البلوغ هو: أن يبلغ الطفل العمر الذي يكلّفه الله فيه بالطاعات والفرائض، وله علامات، منها ظهور (الشارب واللحية)، ثم يحدث في مرحلة البلوغ (الاحتلام).

أما الحديث إلي الفتاة، فالقول بأنه يحدث عندها طفرة في النمو، ونعومة في الصوت، وبروز الثديين والأرداف، ونزول دم الحيض.

فإذا سألتْ: ما هي الدورة الشهرية؟ وكيف تحدث؟.

فيكون الجواب: تخرج البويضة من المبيض، وتنزل إلى الرحم في انتظار تلقيحها؛ فإذا لم يحدث تلقيح فإنها تذبل وتموت، ويطردها الرحم مع بعض الدم، وتسمى بالدورة الشهرية؛ لأنها تحدث كل شهر قمري بشكل دوري.

وأما سؤال: من أين يأتي الأطفال؟ أو كيف تنجب المرأة؟

فالجواب: من مكان خاص في داخل بطن المرأة اسمه الرحم، فعندما يتزوج الرجل المرأة، يكون لديه حيوان منوي ويكون لدي المرأة بويضة، وعندما يلتقي الحيوان المنوي مع البويضة يخلق الله الطفل.

- فإن ألحّ، وسأل: كيف يلتقي الحيوان المنوي مع البويضة؟

فيكون الجواب: ينتج الحيوان المنوي من خصية الرجل، وتنتج البويضة من مبيض المرأة داخل رحمها، وعندما يلتقي الحيوان المنوي والبويضة في رحم الأم يحصل الإخصاب، ثم يخلّقه الله -تعالى- كيف يشاء طورًا بعد طور كما ذكر الله في القرآن.

ويراعي في الجواب الجد، وتعظيم الله -تعالى-، وأنه خالق الإنسان وعمله، وأن الله قدّر ذلك ليبقي البشر على الأرض إلى يوم القيامة، ونحو ذلك من العبارات السهلة التي يفهمها مثله.

- قبل فترة المراهقة ينصح الباحثون ألا تأتي الأجوبة قبل التساؤلات، وأفضل مدخل لذلك هو الكلام عن أحكام الطهارة والغسل.

- وإذا راهق (قارب) البلوغ، يعلّم الفرق بين المني والمذي.

أما المني فهو: الماء الغليظ الدافق الذي يخرج عند اشتداد الشهوة، وبنزوله تنقضي الشهوة، وهو سائل غليظ أبيض اللون لدى الرجال، ولونه يميل للصفرة لدى النساء ويكون رقيقًا، وخروجه يلزم منه الغسل، ولا تصح العبادات التي شرطها الطهارة: كالصلاة، والطواف، وتلاوة القرآن، وغيرها إلا به، وأن يبادر به.

- واما المذي فهو: ماءٌ رقيق شفاف لزج يخرج عند الملاعبة أو التفكُّر.

- والفرق بين المذي والمني: أن المني يخرج بشهوة مع الفتور عقيبه، ويخرج بكثرةٍ وتدفق، وأما المذي فيخرج عن شهوة لا بشهوةٍ، ويكون قليلًا، ولا يعقبه فتور، وقد لا يشعر الشخص بنزوله.

ومنه الوضوء، وهو نجس يجب إزالته بما يزال به البول -أي: بالاستنجاء ونحوه-، ويجب غسله من الثوب.

- واما الاغتسال من الجنابة كما كان -صلى الله عليه وسلم- يغتسل، فيغسل كفيه، ثم يغسل فرجه وما تلوث من الجنابة، ثم يتوضأ وضوءًا كاملًا، ثم يغسل رأسه بالماء ثلاثًا، ثم يغسل بقية بدنه.

- ويعلّم أن مما ابتُلي به الشباب في هذا العصر "العادة السرية" الناتجة عن التفكير في الشهوة مما يُري عينه صور النساء المتبرجات والأفلام العارية، وأنها عادة محرمة بنص القرآن، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) (المؤمنون:5-7).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وقد استدل الإمام الشافعي -رحمه الله- ومَن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)، قال: فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين، وقد قال: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)" (انتهى).

والواجب عندما يشعر بشيءٍ من ذلك أن يلجأ إلى الحمام ليصب ماءً باردًا على فرجه ليُذهب نار الشهوة، وأن يُشغل نفسه بما ينفعه من حفظ قرآن وسنة، ومذاكرة، وممارسة رياضة نافعة، وألا يخلو بمحموله، بل يجلس أمام أهله -وينبغي أن يحرص الأبوان علي ذلك-، وأن يتذكر أن الله -تعالى- يراه، وأنه ليس وحده؛ فبذلك يستطيع أن يصون نفسه.

وليعلم أن من رحمة الله -سبحانه وتعالى- أنه يُغيث الشاب بتصريف شهوته في منامه (الاحتلام)، وأنه إذا رأى الاحتلام (المني) في ثوبه الداخلي؛ وجب عليه الاغتسال.

- الفترة العمرية من (15 - 18) سنة:

القاعدة في هذه الفترة هي: المصاحبة مع حسن التوجيه، والتعزيز لما سبق من معلومات مع الوضوح بعض الشيء، وقد يسأل من خلال دراسته أو قراءته للقرآن، أو يبدأه الأب بذلك تعليمًا وتحذيرًا؛ ما هو الزنا؟

والجواب: هو ما سبق مما ذكرناه من علاقة زوج بزوجته لإنجاب طفل، ولكن في الحرام، بين رجل وامرأة غير متزوجين، وهذا من كبائر الذنوب، ومتوعد عليه بإقامة حد في الدنيا على فاعله، وعذاب في القبر، وما ينتظره يوم القيامة أشد، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ) (متفق عليه).، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذا ظَهَرَ الزِّنى والرِّبا فِي قَرْيَةٍ فقد أحَلُّوا بأنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللهِ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ: (أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ) قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ) قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ) (متفق عليه).

قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "لا أعلم بعد القتل ذنبًا أعظم من الزنا"، واحتج بحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- هذا.

يتبع -إن شاء الله-.