الثبات على الطاعة (2)

  • 275

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد ذكرنا في المقال السابق قاعدتين مهمتين تحفظان على العبد تدينه والتزامه:

القاعدة الأولى: في الحرص، وأعني بها الحرص على الطاعات.

والقاعدة الثانية: في الحذر، وأعني بها الحذر من المعاصي.

وتناولنا في المقال السابق القاعدة الأولى، وفي هذا المقال نتكلم عن القاعدة الثانية، وهي قاعدة الحذر مِن الذنوب، ويحمل لواءها حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني) وفي رواية عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ) وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا: كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا. (رواه أحمد، وحسنه الألباني).

وبوب الإمام البخاري -رحمه الله-: "بَاب مَا يُتَّقَى مِنْ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ"، وأورد أثرًا عن أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ الْمُوبِقَاتِ. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُهْلِكَاتِ".

والمحقرات: ما لا يبالي المرء بها ظنًّا منه بأنها صغيرة وحقيرة.

وفي هذه القاعدة أمثلة كثيرة، نتخير بعضها:

1- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ: (يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) (متفق عليه).

فقد أشار الحديث إلى أن صاحبا القبرين يعذبان، وأنهما لا يعذبان في كبير، وإنه لكبير.

قال الإمام ابن حجر -رحمه الله- في بيان معنى الرواية السالفة الذكر نقلًا عن أهل العلم: "وَقِيلَ: الْمَعْنَى لَيْسَ بِكَبِيرٍ فِي الصُّورَة؛ لِأَنَّ تَعَاطِيَ ذَلِكَ يَدُلّ عَلَى الدَّنَاءَة وَالْحَقَارَة، وَهُوَ كَبِير الذَّنْب. وَقِيلَ: لَيْسَ بِكَبِيرٍ فِي اِعْتِقَادهمَا أَوْ فِي اِعْتِقَاد الْمُخَاطَبِينَ، وَهُوَ عِنْد اللَّه كَبِير، كَقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّه عَظِيم) (النور:15). وَقِيلَ: لَيْسَ بِكَبِيرٍ فِي مَشَقَّة الِاحْتِرَاز، أَيْ: كَانَ لَا يَشُقّ عَلَيْهِمَا الِاحْتِرَاز مِنْ ذَلِكَ. وَهَذَا الْأَخِير جَزَمَ بِهِ الْبَغَوِيُّ وَغَيْره، وَرَجَّحَهُ اِبْن دَقِيق الْعِيد وَجَمَاعَة. وَقِيلَ: لَيْسَ بِكَبِيرٍ بِمُجَرَّدِهِ، وَإِنَّمَا صَارَ كَبِيرًا بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهِ، وَيُرْشِد إِلَى ذَلِكَ السِّيَاق؛ فَإِنَّهُ وَصَفَ كُلًّا مِنْهُمَا بِمَا يَدُلّ عَلَى تَجَدُّد ذَلِكَ مِنْهُ وَاسْتِمْرَاره عَلَيْهِ لِلْإِتْيَانِ بِصِيغَةِ الْمُضَارَعَة بَعْد حَرْف كَانَ. وَاَللَّه أَعْلَم".

وقال الإمام النووي -رحمه الله-: "وَسَبَب كَوْنهمَا كَبِيرَيْنِ: أَنَّ عَدَم التَّنَزُّه مِنْ الْبَوْل يَلْزَم مِنْهُ بُطْلَان الصَّلَاة فَتَرْكه كَبِيرَة بِلَا شَكّ، وَالْمَشْي بِالنَّمِيمَةِ وَالسَّعْي بِالْفَسَادِ مِنْ أَقْبَح الْقَبَائِح؛ لَا سِيَّمَا مَعَ قَوْله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كَانَ يَمْشِي) بِلَفْظِ: (كَانَ) الَّتِي لِلْحَالَةِ الْمُسْتَمِرَّة غَالِبًا. وَاللَّهُ أَعْلَم".

وقال -رحمه الله-: "وَأَمَّا قَوْل النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَا يَسْتَتِر مِنْ بَوْله) فَرُوِيَ ثَلَاث رِوَايَات: (يَسْتَتِر) بِتَائَيْن مُثَنَّاتَيْن، (وَيَسْتَنْزِه) بِالزَّايِ وَالْهَاء، (وَيَسْتَبْرِئ) بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة وَالْهَمْزَة وَهَذِهِ الثَّالِثَة فِي الْبُخَارِيّ وَغَيْره، وَكُلّهَا صَحِيحَة، وَمَعْنَاهَا: لَا يَتَجَنَّبهُ وَيَتَحَرَّز مِنْهُ. وَاَللَّه أَعْلَم".

قال ابن حجر -رحمه الله-: "قَوْلُهُ: (لَا يَسْتَتِرُ): كَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ بِمُثَنَّاتَيْنِ مِنْ فَوْقُ الْأُولَى مَفْتُوحَةٌ، وَالثَّانِيَةُ مَكْسُورَة، وَفِي رِوَايَة ابن عَسَاكِرَ: (يَسْتَبْرِئُ) بِمُوَحَّدَةٍ سَاكِنَةٍ مِنَ الِاسْتِبْرَاءِ، وَلِمُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ فِي حَدِيثِ الْأَعْمَشِ: (يَسْتَنْزِهُ) بِنُونٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا زَايٌ ثُمَّ هَاءٌ، فَعَلَى رِوَايَةِ الْأَكْثَرِ: مَعْنَى الِاسْتِتَارِ أَنَّهُ لَا يَجْعَلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَوْلِهِ سُتْرَةً، يَعْنِي لَا يَتَحَفَّظُ مِنْهُ فَتُوَافِقُ رِوَايَةَ: (يَسْتَنْزِهُ)؛ لِأَنَّهَا مِنَ التَّنَزُّهِ وَهُوَ الْإِبْعَادُ.

وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ: "كَانَ لَا يَتَوَقَّى"، وَهِيَ مُفَسِّرَةٌ لِلْمُرَادِ وَأَجْرَاهُ بَعْضُهُمْ عَلَى ظَاهِرِهِ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ، وَضُعِّفَ بِأَنَّ التَّعْذِيبَ لَوْ وَقَعَ عَلَى كَشْفِ الْعَوْرَةِ لَاسْتَقَلَّ الْكَشْفُ بِالسَّبَبِيَّةِ، وَاطُّرِحَ اعْتِبَارُ الْبَوْلِ فَيَتَرَتَّبُ الْعَذَابُ عَلَى الْكَشْفِ سَوَاءٌ وُجِدَ الْبَوْلُ أَمْ لَا؟ وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ... وَأَمَّا رِوَايَةُ الِاسْتِبْرَاءِ؛ فَهِيَ أَبْلَغُ فِي التَّوَقِّي، وَتَعَقَّبَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ رِوَايَةَ الِاسْتِتَارِ بِمَا يحصل جَوَابه مِمَّا ذكرنَا.

قَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ: لَوْ حُمِلَ الِاسْتِتَارَ عَلَى حَقِيقَتِهِ؛ لَلَزِمَ أَنَّ مُجَرَّدَ كَشْفِ الْعَوْرَةِ كَانَ سَبَبَ الْعَذَابِ الْمَذْكُورِ، وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلْبَوْلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَذَابِ الْقَبْرِ خُصُوصِيَّةً يُشِيرُ إِلَى مَا صَححهُ ابن خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ؛ أَيْ: بِسَبَبِ تَرْكِ التَّحَرُّزِ مِنْهُ".

فيظهر مِن ذلك خطورة ما قام به صاحبي القبرين من عمل ظنًّا منهما أنه يسير، وهو عند الله كبير، والذي تمثَّل في:

1- عدم التحرز من رشاش البول وارتداده على ثياب وبدن صاحبه، وهو غير عابئ بهذا العمل؛ مما يكون سببًا في عذابه -عياذًا بالله-، وقد تأكَّد ذلك بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتنزه من البول.

2- خطورة الكلمة يتكلم بها المرء من سخط الله لا يلقى لها بالًا فتكون سببًا في هلاكه -عياذًا بالله من ذلك-، كما ثبت في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) (متفق عليه، واللفظ لمسلم)، وفي رواية للبخاري: (وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ).

فرب كلمة واحدة أوبقت صاحبها -عياذًا بالله- من غيبة ونميمة وكذب، وقول الزور والبهتان، وقذف المحصنات والقول على الله بغير حق، أو مَن يسب دين الله -تعالى- أو يستهزئ بسنة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وكل ذلك من آفات اللسان التي ينبغي للعبد أن يصون لسانه عنها.

قال ابن حجر -رحمه الله- تعليقًا على الحديث: "فَيَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ لَا يَزْهَدَ فِي قَلِيلٍ مِنْ الْخَيْرِ أَنْ يَأْتِيَهُ، وَلَا فِي قَلِيلٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَجْتَنِبَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْحَسَنَةَ الَّتِي يَرْحَمُهُ اللَّهُ بِهَا، وَلَا السَّيِّئَةَ الَّتِي يَسْخَطُ عَلَيْهِ بِهَا".

2- في الصحيحين واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا).

3- ثم تأمل كيف تعمل مثاقيل الذر من السيئات في أصحابها في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ) (رواه مسلم).

قال النووي -رحمه الله- في شرح الحديث: "الظَّاهِر مَا اِخْتَارَهُ الْقَاضِي عِيَاض وَغَيْره مِنْ الْمُحَقِّقِينَ أَنَّهُ لَا يَدْخُل الْجَنَّة دُون مُجَازَاةٍ إِنْ جَازَاهُ. وَقِيلَ: هَذَا جَزَاؤُهُ لَوْ جَازَاهُ، وَقَدْ يَتَكَرَّم بِأَنَّهُ لَا يُجَازِيه، بَلْ لَا بُدّ أَنْ يَدْخُل كُلّ الْمُوَحِّدِينَ الْجَنَّة؛ إِمَّا أَوَّلًا، وَإِمَّا ثَانِيًا بَعْد تَعْذِيب بَعْض أَصْحَاب الْكَبَائِر الَّذِينَ مَاتُوا مُصِرِّينَ عَلَيْهَا. وَقِيلَ: لَا يَدْخُل مَعَ الْمُتَّقِينَ أَوَّل وَهْلَة".

فهذا المتكبر على خطرٍ عظيمٍ بسبب كبره؛ لأنه ينازع الرب -جل وعلا- في ردائه، فاستحق هذا الوعيد الشديد، كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

قال صاحب عون المعبود -رحمه الله-: "(الْكِبْرِيَاء رِدَائِي وَالْعَظَمَة إِزَارِي): قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَى هَذَا الْكَلَام أَنَّ الْكِبْرِيَاء وَالْعَظَمَة صِفَتَانِ لِلَّهِ -سُبْحَانه-، وَاخْتَصَّ بِهِمَا لَا يَشْرَكُهُ أَحَد فِيهِمَا، وَلَا يَنْبَغِي لِمَخْلُوقٍ أَنْ يَتَعَاطَاهُمَا؛ لِأَنَّ صِفَة الْمَخْلُوق التَّوَاضُع وَالتَّذَلُّل. وَضَرَبَ الرِّدَاء وَالْإِزَار مَثَلًا فِي ذَلِكَ، يَقُول وَاَللَّه أَعْلَم: كَمَا لَا يُشْرَك الْإِنْسَان فِي رِدَائِهِ وَإِزَاره، فَكَذَلِكَ لَا يَشْرَكُنِي فِي الْكِبْرِيَاء وَالْعَظَمَة مَخْلُوق. (فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا): أَيْ مِنْ الْوَصْفَيْنِ. وَمَعْنَى (نَازَعَنِي): تَخَلَّقَ بِذَلِكَ فَيَصِير فِي مَعْنَى الْمُشَارِك. (قَذَفْته): أَيْ رَمَيْته مِنْ غَيْر مُبَالَاة بِهِ".

فــخـــلِّ الــذنـوب صـغــيـرهــا                       وكـــبـــيــرهــا ذاك الــتـــقـــى

واصـنع كــمـاشٍ فـــوق أرض                      الـــــشـوك يـحـــذر مـا يـــرى

لا تحقرن من الذنوب صـغـيرة                      إن الــجـــبــال مــن الحــصــى