دروس وعِبَر من قصة قارون

  • 2439

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

مقدمة:

- قصة قارون هي قصة فتنة المال، وهي قصة البطر والاستعلاء في الأرض، وترك شكر الله على النعم؛ ففيها مثال للغني الكافر بنعمة الله، وهو يتكرر كثيرًا في كل زمان ومكان؛ ولذلك كثر التحذير مِن فتنة الدنيا والمال في كلام الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (غافر:5)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- ومع ذلك فإننا نجد كثيرًا مِن الناس يبيعون دينهم وآخرتهم بحطام الدنيا الزائل، ومِن هذه النماذج السيئة، قارون بني إسرائيل(1): قال -تعالى-: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ . وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ . فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ . وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ . فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ . وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ . تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:76-83).

مجمل القصة:

- يخبر -تعالى- عن حال قارون وما فَعل وما فُعِل به، وأنه كان مِن بني إسرائيل الذين فُضِّلوا على العالمين، ولكنه بَغَى على قومه وطغى بما أُوتيه من الأموال العظيمة المطغية، وأعطاه اللَّه من كنوز الأموال شيئًا كثيرًا ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، والعصبة من العشرة إلى التسعة إلى السبعة، ونحو ذلك؛ أي: حتى إن مفاتح خزائن أمواله لتثقل الجماعة القوية عن حملها، أي: هذه المفاتيح، فما ظنك بالخزائن؟(2) وقال له قومه: لا تفرح بهذه الدنيا العظيمة وتفتخر بها، فإن اللَّه لا يحب الفرحين بها، (وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) فلا نأمرك أن تتصدق بجميع مالك وتبقى ضائعًا، بل أنفق لآخرتك، واستمتع بدنياك، وأحسن إلى عباد اللَّه، (وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ) بالتكبر والعمل بمعاصي اللَّه.

ورد قارون على قومه قائلًا: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) أي: إنما أدركت هذه الأموال بكسبي ومعرفتي بوجوه المكاسب، وخرج ذات يوم على قومه بأحسن هيئة، جمعت زينة الدنيا وبهجتها، (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ . وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) الذين عرفوا حقائق الأشياء، ونظروا إلى باطن الدنيا (وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ) العاجل مِن لذة العبادة ومحبته، والإنابة والإقبال عليه، والآجل مِن الجنة وما فيها (خَيْرٌ) مما تمنيتم ورغبتم فيه، ولا يوفَّق لذلك إلا الصابرون.

فلما انتهت بقارون حالة البغي والفخر، وازينت الدنيا عنده، بغته العذاب، فخسف اللَّه به وبداره الأرض، فما كان له مِن جماعة أو عصبة أو جنود ينصرونه، فما نُصِر ولا انتصر، ثم عرف الذين تمنوا مكانه بالأمس من الذين يريدون الحياة الدنيا: أن اللَّه يضيق الرزق على مَن يشاء، ويبسطُه لمن يشاء، وعلموا أن بسطَه لقارون ليس دليلًا على محبته، وأن اللَّه مَنَّ عليهِم فلم يعاقبهم على قولِهم، وإلا أصبح حالُهم الهلاك كقارون -لعنه اللَّه-. ولما ذكر اللَّه -تعالى- حال قارون وما صارت إليه عاقبةُ أمره، رغّب في الدار الآخرة، وأخبر أنها دار الذين لا يريدون علوًّا، أي: رفعة وتكبرًا على عباد اللَّه، ولا فسادًا، وهذا شامل لجميع المعاصي، وهؤلاء هم المتقون الذين لهم العاقبة الحميدة، كما قال -تعالى-: (وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِين) (الزخرف:35). (تفسير السعدي).

فوائد وعِبَر من القصة:

(1) المال يكون فسادًا ووبالًا على صاحبه إذا لم يستخدمه في طاعة الله:

- قارون الغني الكافر بنعمة الله، استعمل المال في المعاصي والفساد في الأرض، بدلًا من أن يستعمله فيما يرضي المنعِم -سبحانه-: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (يحسن ذكر أمثلة لنماذج سيئة لبعض الأغنياء الذين ينفقون الأموال في المعاصي، والرذائل، واللهو المحرم: كالإنفاق على الفضائيات الفاسدة، والتنافس في مظاهر الدنيا: كالسيارات الباهظة الثمن، والهواتف، والمصايف والمنتجعات، وغير ذلك).

- أين هؤلاء من الأغنياء الصالحين الذين ينفقون أموالهم في مرضات الله في كل زمان ومكان: (عثمان بن عفان يجهز جيش العسرة، ويتصدق بتجارته عام الجدب لفقراء المسلمين - ويشتري بئر رومة صدقة جارية للمسلمين، وغيره من الصالحين).

(2) كثرة المال ليست دليلًا على محبة الله ورضاه عن العبد:

- لقد أعطى الله المال لقارون مع شده كفره، حتى قرنه بفرعون وهامان في الكفر والتكذيب: قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ . إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) (غافر:23-24)، وقال -تعالى-: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ . نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ) (المؤمنون:55-56).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ) ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الأنعام:44) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

(3) كفر نعمة الله سبب في تعجيل العقوبة في الدنيا قبل الآخرة:

- هذه سنة مطردة في كلٍّ من كفر بنعمة الله: قال -تعالى-: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ . فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا) (العنكبوت:39-40)، وقال -تعالى- عن صاحب الجنتين: (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) (الكهف:42)، وقال عن أصحاب الجنة البخلاء: (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ . أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ . وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ . فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ . بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ . قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ . قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ . قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ . عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ) (القلم:23-32).

(4) الله يقدِّر الأرزاق لحكمة بالغة:

- إن من العباد مَن يصلحه الغنى وإن منهم ليصلحه الفقر: قال -تعالى-: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ) (العنكبوت:62)، وقال -تعالى-: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) (الشورى:27)، وروي في الأثر: "إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَوْ أَغْنَيْتُهُ لَأَفْسَدَهُ الْغِنَى، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَوْ أَفْقَرْتُهُ لَأَفْسَدَهُ الْفَقْرُ" (رواه البيهقي في الأسماء والصفات، وضعفه الألباني).

- والمال قد يكون للإنسان نعمة، وقد يكون له نقمة: قال -تعالى-: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) (الكهف:7)، وقال عن سليمان -عليه السلام-: (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) (النمل:40).

- ولكن الجهلة المغترون بالثراء والشهوة اعتبروا ذلك مقياسًا للسعادة: (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

(5) المال عرض زائل، ومتاع مفارق:

- كل متاع الدنيا بما فيه المال، سيزول عن الإنسان أو يزول الإنسان عنه ولابد: قال -تعالى-: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى معهُ واحِدٌ: يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ، ويَبْقَى عَمَلُهُ) (متفق عليه).

خاتمة:

- تأمل وتدبر ختام الآيات؛ تعرف المغزى الأعظم من القصة: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83).

فاللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمتك، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تحدث القرآن عن القصة، ولم يحدد زمانها ولا مكانها، فهل وقعت القصة وبنو إسرائيل في مصر قبل الخروج؟ أم وقعت بعد الخروج في حياة موسى -عليه السلام-؟ أم وقعت في بني إسرائيل من بعد موسى؟ والذي يظهر أنها كانت في مصر قبل الخروج، وقد ذكر بعض المفسرين أن قارون كان بمثابة القائم بالأعمال المختصة ببني إسرائيل لدى فرعون، وقد شملته دعوة موسى -عليه السلام-. قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ . إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) (غافر:23-24).

(2) لقد صار مال قارون مثالًا على كثرة المال الفاحش، حتى إن الناس يقولون إذا استكثروا مال إنسان: "عنده مِن المال ولا مال قارون!".