ألستَ مسلمًا حقًّا؟!

  • 140

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

ما أجملَ الإسلام!

وما أجمل أن تكون مسلمًا!

- فماذا يعني أنك مسلم؟!

- وهل أنت مسلم كما يحب ربك أم كما تحب أنت وترى وتهوى؟!

فلنقف على مفهوم المسلم الحق كما بيَّن لنا خالقنا ذلك: (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ . وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(النمل:80-81)، فالمسلم هو المصدِّق بآيات ربه، المستسلم لمضمونها الطائع لربه، والمستجيب لنداءاته وكلامه، الساعي لامتثال أوامره، المجتهد في اجتناب مناهيه، ولا تضرونه شيئًا.

عندما لا تلتزم بما شرع الله، لك هل ستضر الله شيئًا؟!

ربك الذي خلقك واصطفاك على الإسلام، وأنزل لك كتابه: (القرآن)؛ ليحفظك ويصونك حتى لا تعذب بالنار فهو أحفظ لك من نفسك، وإياك أن تظن أن طاعتك لربك تنفعه أو ستزيد في ملكه أو تظن أن معصيتك ستضر ربك أو ستنقص من ملكه.

رايتك في الحياة: "أسلمتُ لرب العالمين".

رفع الراية، والصدع دومًا بمضمونها، تذكير للنفس والآخرين: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ(فصلت:33)، (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ(الأحقاف:15)، فالمسلم تراه رافعًا هذه الراية، وذلك الشعار في كل المحافل اعتزاز بدينه وشريعته.

المسلم ودعوته لأهل الكتاب: (قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(آل عمران:64).

فالإسلام يوجب على الأتباع اتباع سبيل الرسل وسبيل المؤمنين في الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وهذه الدعوة جزء من تكوينه وكيانه، فليست مهمته مقصورة على نفسه ولكن أيضًا على المجتمع الذي يحيا فيه: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46).

سؤال صادم: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (الأنبياء:108)، (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(هود:14).

فلتتريث كثيرًا قبل أن تُجيب!

فإنها ستلزمك.