• الرئيسية
  • المقالات
  • ملخص كتاب عن الشيعة لوزير الأوقاف الفلسطيني السابق في حكومة حماس في غزة الدكتور صالح الرقب (2)

ملخص كتاب عن الشيعة لوزير الأوقاف الفلسطيني السابق في حكومة حماس في غزة الدكتور صالح الرقب (2)

  • 132

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فنستكمل هذا المختصر عن عقيدة الشيعة للدكتور "صالح الرقب".

عقيدة الشيعة في أسماء الله وصفاته:

تأثَّرت الشيعة بمذهب المعتزلة في تعطيل البارئ -سبحانه- من صفاته الثابتة له في الكتاب والسنة، وأكثر ممَّا كتبوه في ذلك، نقلوه عن المعتزلة، وكذلك ما يذكرونه في تفسير القرآن في آيات الصفات والقدر منقول من تفاسير المعتزلة.

والقارئ لكتب متأخري الشيعة وكتب المعتزلة في باب الأسماء والصفات لا يجد فرقًا، فالعقل -كما يزعمون-  هو عمدتهم فيما ذهبوا إليه، والمسائل التي يقررها المعتزلة في هذا الباب أخذ بها شيوخ الشيعة المتأخرون: كمسألة خلق القرآن، ونفي رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وإنكار الصفات، بل إن الشبهات التي يثيرها المعتزلة في هذا هي الشبهات التي يثيرها شيوخ الشيعة المتأخرون.

الأئمة هم أسماء الله وصفاته:

 روى الكليني عن أبي عبد الله في قول الله -عز وجل: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف:180)، قال: "نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملًا إلا بمعرفتنا" (أصول الكافي 1/143-144).

وقد تناقل هذا المعتقد علماء الشيعة في روايات عديدة نسبت زورًا لجعفر الصادق وغيره، وقد ذكر علامتهم المجلسي ستًا وثلاثين رواية تقول: إن الأئمة هم وجه الله ويد الله!

عقيدة الإمامة عند الشيعة الاثني عشرية:

أوَّل مَن أشاع فكرة الإمامة عند الشيعة هو عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل، وبهذا نطقت كتب الشيعة، ففكرة الوصاية، عقيدة يهودية، فإن اليهود يرون أن لكلِّ نبي وصيًّا، وأن يوشع بن نون وصي موسى -عليه السلام-، ومن هنا دخلت فكرة الوصاية على معتقد الشيعة.

والإمامة عند الشيعة تختلف عن الإمامة في الدين عند أهل السنة والجماعة، فالإمام عند الشيعة له من الخصائص كما للنبي! والإمامة عند الشيعة أحد أركان الإسلام الخمسة، فهم يعتقدون أن الإسلام بني على خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولما كانت الإمامة لم يَرِدْ لها ذكر في الكتاب أو السنة، ولم تعرف لها ذكر في العصور المتقدمة العصور الفاضلة، فقد اخترع الشيعة الروايات في أن الإمامة من الأسرار التي لا ينبغي إذاعتها ونشرها!

ومّما تميَّزت به عقيدة الإمامة لدى الشيعة الإمامية هو قولهم بتعدد الأئمة وحصرها في عددٍ معينٍ، وهم اثنا عشر إمامًا.

وجعلت الشيعة مدار قبول الأعمال من العباد على الإيمان بالإمامة، فأول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله -جلَّ جلاله- عن الصلوات المفروضات، وعن الزكاة المفروضة، وعن الصيام المفروض، وعن الحجّ المفروض، وعن ولاية أهل البيت، فإن أقرَّ بولايتهم ثمّ مات عليها قُبِلَت منه صلاته وصومه، وزكاته وحجه، وإن لم يقر بولايتهم بين يدي -جل جلاله- لم يقبل الله منه شيئًا من أعماله.

وحكى شيخهم المفيد إجماع الإمامية على أن مَن أنكر إمامة أحدٍ مِن الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة؛ فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار.

وقد ذهب الشيعة إلى القول بعصمة الأئمة، فلا يخطئون عمدًا ولا سهوًا ولا نسيانًا طول حياتهم، ولا فرق في ذلك بين سن الطفولة وسن النضج العقلي، ولا يختص هذا بمرحلة الإمامة.

ويقال هنا: إن العصمة من الخطأ كبيره وصغيره، عمدًا وسهوًا ونسيانًا، مِن المولد إلى الممات أمر يتنافى مع الطبيعة البشرية، وهذا ممَّا لا يقبله العقل إلا بدليل قطعي من الشرع، والقرآن لا يثبت للأئمة عمومًا فضلًا عن أئمة الجعفرية على وجه الخصوص، على أنّ دلالة القرآن الكريم تتنافى مع مثل هذه العصمة حتى بالنسبة للأنبياء، وهم خير البشر جميعًا الذين اصطفاهم الله تعالى للنبوة والرسالة.

وإن النّفي المطلق للسهو والنسيان عن الأئمة تشبيه لهم بمَن لا تأخذه سنة ولا نوم، والقول بالعصمة يتنافى مع ما ثبت في كتب الشيعة من أن الأئمة يعترفون بالذنوب ويستغفرون الله منها.

علـوم أئمة الشيعة:

1- عـلم الغيب: فالأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا، ويعلمون متى يموتون، وأنّهم لا يموتون إلا باختيارهم. ويعلمون ما في السماوات وما في الأرض، وما في الجنة والنار، وما كان وما يكون"، والدنيا بيد الإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها لمن يشاء.

2- جميع الكتب السماوية عند الأئـمة:  تدعي الشيعة بأن عند الأئمة الاثني عشر كل كتاب نزل من السماء، وأنّهم يقرؤونها على اختلاف لغاتها.  

ونطالب الشيعة: أن تخرج لنا هذه الكتب المدعاة من جانبهم حتى نجادل نحن وهم بها اليهود والنصارى، ونثبت كذبهم وتزويرهم، وتحريفهم للتوراة والإنجيل، ولعلهم يكونون ممَّن آمن وحسن إسلامه؟! وأعتقد أن الجواب عند الشيعة جاهز: الكتب المذكورة، عند إمامهم الغائب في السرداب، وسيخرجها عندما يظهره الله -تعالى-!

تفضيل الأئمة الاثني عشر على الأنبياء:

الرّسل أفضل البشر وأحقُّهم بالرِّسالة؛ حيث حققوا كمال العبوديَّة لله -تعالى-، وأتموا التبليغ والدَّعوة، ولا يجوز لأحدٍ أن يفضِّل أحدًا من البشر عليهم.  ومَن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم ومساويًا لهم فقد كفر.

واعتقاد الشيعة هو: تفضيل الأئمة على الأنبياء؛ فقد عقد المجلسي في بحار الأنوار بابًا بعنوان: "باب تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء، وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنّما صاروا أولي العزم بحبّهم صلوات الله عليهم".

وزعموا أن الأنبياء إنما استجيب دعاؤهم؛ بسبب توسلهم بأئمة أهل البيت، وأن  يونس -عليه السلام- حبسه الله في بطن الحوت لإنكاره ولاية علي بن أبي طالب ولم يخرجه حتى قبلها! وبالأئمة تثمر الأشجار وأينعت الثمار، وبهم تجري الأنهار، وبهم ينزل غيث السماء، وينبت عشب الأرض، ولولاهم ما عُبِد الله!

والإمام عند الشيعة هو الصلاة التي أمر الله بها.

وأهانوا النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- الذي فُضِّل على الأنبياء والرسل بصفاتٍ لم يعطوها، وخصائل لم ينالوها، ففضلوا عليه عليًّا -رضي الله عنه-، وزعموا أنه أوتي خصالًا ما سبقه إليها أحدٌ قبله؛ عَلِمَ المنايا والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، فلم يَفُتْهُ ما سبقه، ولم يعزب عنه ما غاب عنه.

وكذبوا على الله -عز وجل- أنه قال: علي بن أبي طالب حجتي على خلقي، ونوري في بلادي، وأميني على علمي، لا أدخل النار مَن عرفه وإن عصاني، ولا أدخل الجنة مَن أنكره ولو أطاعني!

تكفير الشيعة لمَن فضَّل الأنبياء على الأئمة:

لقد غالى الشيعة في معتقدهم بتفضيل أئمتهم على الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فذهبوا إلى تكفير مَن اعتقد خلاف ذلك، وزعمت الشيعة وجود الروايات الكثيرة الصحيحة التي تدل على أفضلية الأئمة على جميع الأنبياء -عليهم السلام- غير رسول -صلى الله عليه وسلم-، ومَن أنكره بعد أن رجع الكتب فهو معاند وكافر.

كرامات الأئمـة عند الشيعة:

لقد نسب الشيعة للأئمة مجموعة من الكرامات، بل والمعجزات كي يعظمهم الناس ويتخذون أقوالهم حجة، وهذه الكرامات والمعجزات أشبه بالمخاريق والأساطير التي لا يمكن أن تصدر من ذي عقل أو صاحب دين وإيمان، بل يشعر المرء باشمئزاز شديد وهو يطالع ما نسبوه للأئمة في هذا الجانب، ولا يستحيون من نسبة الروايات لهم، رغم ظهور وضعها واختلاقها.

ومن الكرامات الشيعية المخترعات:

- أعطاهم الله الأرض وفوَّضهم في التصرف فيها،  فالدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء، ويدفعها إلى مَن يشاء.

- عندهم خزائن الأرض ومفاتحها، ويخرجون سبائك الذهب مِن باطنها متى شاءوا.

- بول الأئمة وغائطهم سبب دخول الجنة: ليس في بول الأئمة وغائطهم استخباث، ولا نتن ولا قذارة، بل هما كالمسك الأذفر، بل مَن شرب بولهم وغائطهم، ودمهم، يحرم الله عليه النار، ويستوجب دخول الجنة.

- فساء وضراط الأئمة كريح المسك.

 - الله -تعالى- عما يقولون يزور قبور الأئمة.

- الأئمة لا يُحمَلون في البطون، وإنما في الجنوب، ولا يخرجون من الأرحام، وإنما يخرجون من الفخذ الأيمن من أمهاتهم.

- خلقهم الله من نور عظمته، ثم صوَّرهم من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النورَ فيه.

وخلاصة ما عندهم مِن كفرٍ في اعتقادهم في الأئمة:

- الأئمة هم أسماء الله الحسنى، وهم وجه الله -تعالى-، هم جنب الله -تعالى-، هم يد الله القادرة.

- الأئمة أفضل من أنبياء الله -عز وجل-.

- الأئمة لهم مقام عظيم، وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون، وهذا المقام لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل!

- الأئمة يعلمون ما كان وما يكون، ولا يخفى عليهم شيء، وهذا الفرق بينهم وبين الأنبياء الذين يعلمون ما كان ولا يعلمون ما يكون.

- الأئمة يعلمون متى يموتون، ولا يموتون إلا متى يشاءون.

- يجوز دعاء الأئمة لقضاء الحوائج، وكشف الكرب والنوازل.

- الأئمة هم المحاسِبون للخلق يوم القيامة؛ فإلى الخلق إيابهم، وحسابهم عليهم، وفصل الخطاب عندهم.

- الإمام وجه الله ويده.

عقيدة الإمام الغائب (المهدي) عند الشيعة

الإمام الثاني عشر شخصية خرافية

لماذا زعمت الشيعة أن الإمام الثاني عشر في سردابه نائم، وقد مضى على القول بغيبته أكثر من ألف عام، بل تزيد؟! والسبب الذي مِن أجله اختفى عن الأنظار هو الذعر والخوف، وقد أزال الإمامية اليوم كل أسباب الخوف والذعر؛ فالجيش الجرار موجود، والإمامية بالملايين، والدعاء له بالفرج والمخرج، يجعجع في الفضاء؛ فلماذا القائم نائم في مخبئه ولم يخرج يُجيب مَن يناديه؟!

فالإمام الغائب وُلِد في كتب الشيعة فقط، وفي رؤوس عششت فيها الخرافات والأساطير، ولم يولد بعد، ولن يولد أبدًا.

خرافات الشيعة فـي خروج المهدي ورجعته:

المهدي الشيعي يحكم بحكم داود: فالحكم يقام على غير شريعة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ويقيم الحدَّ على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ويُخرج المهدي أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- من قبريهما، ويصلبهما ويحرقهما، ويقتل العرب: ويظهر عريانًا أمام قرص الشمس.

عقيدة الرجعة عند الشيعة:

الرجعة عند الشيعة تعني العودة بعد الموت، وهي من أصول المذهب الشيعي الاثني عشرية، وفكرة الرجعة أخذها ابن سبأ من اليهودية، فعندهم أن الله -تعالى- يُعيد قومًا من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقًا ويذلّ فريقًا آخر، ويديل المحقّين من المبطلين، والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام المهدي، ولا يرجع إلا مَن علت درجته في الإيمان، أو مَن بلغ الغاية من الفساد، ثمّ يصيرون بعد ذلك إلى الموت، ومن بعده إلى النشور وما يستحقّونه من الثواب أو العقاب.

ومن المعلوم ضرورة: أن هذه العقيدة مخالفة لصريح الكتاب والسنة التي نصتا على أن مَن قضى نحبه وانتهى أجله أنه لا يعود مرة أخرى حتى يبعث الناس من قبورهم يوم القيامة، كقوله -تعالى-: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون: 99-100).

وجنوح الشيعة الإمامية لتأصيل هذه العقيدة وبثها في نفوس الشيعة، من باب تصبير الشيعة وتثبيتهم على معتقداتهم الفاسدة؛ لما يرون من حالات الضعف والمهانة التي لَقَوْها من الناس عبر التاريخ، وهي تبعث الأمل لدى الشيعة الإمامية بأن هناك يومًا ما سينتقم فيه الشيعة مِن أعدائهم، وتكون الغلبة لهم.

وقد قَسَّم الشيعة الإمامية رجوع الناس بعد الموت إلى ثلاثة أصناف:

الأول: رجوع المهدي أو خروجه من مخبئه، وكذلك رجوع الأئمة بعد موتهم.

الثاني: رجوع خلفاء المسلمين الذين اغتصبوا الخلافة! والاقتصاص منهم.

الثالث: رجوع أصحاب الإيمان المحض، وهم: الشيعة الإمامية ومَن تابعهم، ورجوع أصحاب الكفر المحض وهم جميع مَن لم يؤمن بمذهبهم، وعلى رأسهم: أهل السنة بلا شك، ويستثنى من ذلك المستضعفون، وهم: النساء، والبُلْه، ومَن لم تتم عليه الحجة: كأصحاب الفترة. وهؤلاء عند الشيعة الإمامية مُرْجَوْن لأمر الله؛ إما يعذبهم أو يتوب عليهم.

وبرجعة الأئمة يفرح الشيعة الإمامية بملاقاة أئمتهم وخصوصًا المهدي الذي طالما اشتاقت إليه نفوسهم، وبعودة الأئمة تكون الغلبة لهم والرفعة لهم. وبرجعة الخلفاء الذين اغتصبوا الخلافة، تطيب نفوسهم، وتشفى صدورهم بالانتقام ممَّن اغتصب الخلافة من علي، وهم: أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عن الجميع-.

وفي رجعة المؤمنين: أي: الشيعة الإمامية أهل الإيمان المحض عنه، والكافرون وهم: غير الشيعة الإمامية، تتمة لسرورهم برؤية أعدائهم وهم يعذبون وينكل بهم، فكان الأولى أن تسمى عقيدة التنكيل والانتقام بدلًا من عقيدة الرجعة؛ لأنها مبنية على الانتقام والتشفي.

عقيدة النياحة وشق الجيوب وضرب الخدود:

إن الشيعة يعقدون محافل ومجالس للمأتم والنياحة، ويعملون المظاهرات العظيمة في الشوارع والميادين في ذكرى شهادة الحسين -رضي الله عنه- باهتمام بليغ في العشر الأواخر من محرم كل عام، معتقدين أنها من أجلِّ القربات فيضربون خدودهم بأيديهم وصدورهم وظهورهم، ويشقون الجيوب يبكون ويصيحون بهتافات: يا حسين... يا حسين، وخاصة في اليوم العاشر من كل محرم فإن ضجيجهم المليء بالويلات يبلغ أوجه، ويخرجون في ذلك اليوم مترابطين متصافين يحملون قبة الحسين (التابوت) المصنوعة من الخشب ونحوه، ويقودون خيلًا مزينًا بسائر الزينة، يمثِّلون به حالة الحسين في كربلاء بفرسه وجماعته، ويستأجرون عمالًا بأجورٍ ضخمة ليشتركوا معهم في هذا الضجيج والفوضى، ويسبون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويتبرؤون منهم، وقد تفضي هذه الأعمال -أعمال الجاهلية الأولى- إلى المنازعات مع أهل السنة؛ خاصة عند سبهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والطعن والتبرؤ من الخلفاء: أبي بكر وعمر وعثمان، فتسبب إراقة دماء الأبرياء.

والشيعة يصرفون في مآتم الحسين أموالًا طائلة؛ لأنهم يعتقدون أنها من أصول دينهم وأعظم شعائرهم؛ إن الشيعة يعوِّدون أولادهم بالبكاء في هذا المأتم، فإذا كبروا اعتادوا البكاء متى شاءوا، فبكاؤهم أمر اختياري، وحزنهم حزن مخترع، مع أن الشريعة الإسلامية أكَّدت في النهي عن النياحة وشق الجيوب وضرب الخدود، والقرآن الكريم أوصى المسلم المبتلى بالمصائب بالصبر والرضا بالقضاء.

مناسك المشاهد والأضرحة:

 زيارة الأضرحة فريضة من فرائض مذهب الشيعة، ويزعمون كفر تاركها، وشدُّ الرحال إلى قبر الحسين -رضي اللّه عنه- عند الشيعة مِن أركان دينهم، ولا نعجب إذا رأينا الشيعة تضع في ثواب زيارته الأحاديث الكثيرة الموضوعة التي ترغب في زيارته والاستشفاء من تربته، فتزعم الشيعة أن ثواب مَن زار قبره مثل ثواب مائة ألف شهيد مِن شهداء بدر.

ومَن أتاه تشوقًا كتب الله -تعالى- له ألف حجة مقبولة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله -تعالى-.

وأن زيارته: توجب غفران الذنوب، ودخول الجنة والعتق من النار، وحط السيئات، ورفع الدرجات، وإقامة الدعوات، وأن زيارته: تعدل الحج والعمرة، والجهاد في سبيل الله -تعالى-، وعتق الرقاب، وأن الأنبياء والرسل والملائكة يأتون لزيارته، ويَدْعون لزوَّاره، ويبشرونهم ويستبشرون لهم.

وبلغ بهم الكذب أن قالوا: إن القيام بكربلاء يوم عرفة أفضل وأكثر أجرًا من الوقوف على صعيد عرفات الطاهر! وقد وضعت الروافض لزيارة القبور مناسك كمناسك الحج إلى بيت الله الحرام!

مناسك وأحكام زيارة القبور:

أ- فضل زيارة القبور: فزيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة.

ب- الطواف بها: اتفق المسلمون على أنه لا يشرع الطواف إلا بالبيت الحرام، ولكنَّ شيوخ الشيعة وصل بهم الأمر إلى تقديس الموتى، ويتقربون إلى الله بزيارة قبورهم، والطواف بها، والذبح والنذر لها، وشرعوا لأتباعهم الطواف بأضرحة الموتى من الأئمة، ووضعوا من الروايات على آل البيت ما يسندون به هذا الشرك.

ج- أداء ركعتين أو أكثر عند قبور الأئمة: وربما يتخذونها قبلة، وكل ركعة تؤدَّى عند قبور الأئمة تفضل على الحج إلى بيت الله الحرام مئات المرات.

د- الانكباب على القبر: ووضع الخد عليه، وتقبيل الأعتاب، ومناجاة صاحب القبر حتى ينقطع النَّفَس -كما يقولون-.

هـ- اتخاذ القبر قبلة كبيت الله: فاستقبال القبر أمر لازم، وإن لم يكن موافقًا للقبلة، واستقبال القبر للزّائر بمنزلة استقبال القبلة وهو وجه الله، أي: جهته التي أمر النّاس باستقبالها فـي تلك الحالة.

ومع بعد الزائر عن القبر يستحسن استقبال القبر في الصلاة واستدبار الكعبة، وذلك عند أداء ركعتي الزيارة التي قالوا فيها: "إن ركعتي الزيارة لابد منهما عند كل قبر".

و- اتخاذ مدن كربلاء والكوفة وقم حرمًا ومكانا مُقَدَّسًا: لقد اعتبر الشيعة كربلاء والكوفة وغيرهما مِن أماكن قبور أئمتهم المزعومة حرمًا مقدسًا؛ فالكوفة حرم، وقُم حرم، وغيرها، والصلاة في الكوفة بألف صلاة، ومن أسباب تقديسهم لقم وجود قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر إمامهم السابع فيها.

عقيدة الشيعة في المسجد الأقصى:

يعتقد الشيعة أن مسجد الكوفة أفضل من المسجد الأقصى، وأن المسجد الأقصى في السماء، وهو البيت المعمور.

عقيدة التقية عند الشيعة:

التقية عند الشيعة هي: التظاهر بعكس الحقيقة، وهي تبيح للشيعي خداع غيره؛ فبناءً على هذه التقية ينكر الشيعي ظاهرًا ما يعتقده باطنًا، وتبيح له أن يتظاهر باعتقاد ما ينكره باطنًا؛ ولذلك تجد الشيعة ينكرون كثيرًا من معتقداتهم أمام أهل السنة، مثل: القول بتحريف القرآن الكريم، وسب الصحابة وتكفـيرهم، وقذف المسلمين ولعنهم، وغير ذلك من المعتقدات.

والتقية عندهم واجبة شرعًا، مَن تركها كان بمنزلة مَن ترك الصلاة.

وللرد على التقية الشيعية: يقال: إن التقية عند الشيعة هي كتمان للحق وإظهار للباطل؛ ولقد أمر الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بإبلاغ دينه لكل الناس، والشيعة يرون بالتقية كتمانه؟

هذه هي التقية الشيعية التي ذهب ضحيتها بعض أهل العلم من أهل السنة من حَسَنِي النية، فخدَعَتْهم الشيعة عند تصديرهم للضلالات والخرافات حيث يظهرون عملا بالتقية خلاف ما يعتقدون، إنَّ التقية عند الشيعة ليست لحفظ النفس كما يتوهم بعض حسني النية من أهل السنة، بل هي فـي الأساس لتغطية مخازي المذهب وموقفه العدائي من أهل السنة.

المتعة الجنسية عند الشيعة:

يزعم الشيعة أن الله -تعالى- أحلَّ لهم المتعة عوضًا عن المسكرات، والمتعة عند الشيعة مدة معلومة بأجر معلوم يبطل تلقائيًا بعد انتهاء الفترة، ويجزئ في أجرة التمتع:  درهم فما فوقه، وقيل: يجزئه كف من بُرٍّ، وكف من طعام، دقيق أو سويق أو تمر، أما مدة التمتع: فيجوز أن يتمتع الرجل بشرط مرة واحدة؟ (أي: مجامعة لمرة واحدة)، وله أن يتمتع بها مرات كثيرة؛ لأنها مستأجرة.

ويفترون على اللّه -تعالى- الكذب فيقولون: إن المتعة رحمة من الله -جل جلاله- خصَّ الشيعة بها دون سائر الناس. ويتطاولون على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويجعلون هذا الزنا الصريح خلّة من خلال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، ورغم إباحتهم للمتعة فالعجيب ثبوت روايات التحريم للمتعة عندهم عن أئمة آل البيت.

فضائل المتعة عند الشيعة:

الإيمان بالمتعة أصل من أصول الدين، ومنكرها منكر للدين، والمتعة من فضائل الدين وتطفئ غضب الرب. والمتمتعة من النساء مغفور لها، فالله -تبارك وتعالى- قد غفر للمتمتعات، وذلك ليلة الإسراء بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، والمتعة من أعظم أسباب دخول الجنة، بل إنها توصلهم إلى درجة تجعلهم يزاحمون الأنبياء مراتبهم فـي الجنة.   

ومَن أعرض عن التمتع نقص ثوابه يوم القيامة، والله -تعالى- يغفر للمتمتع بقدر الماء الذي مرَّ على رأس المتمتع، وزعموا كذبًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَن تمتع مرة أمن من سخط الجبار، ومَن تمتع مرتين حشر مع الأبرار، ومن تمتع ثلث مرات زاحمني في الجنان.

أحكام امرأة المتعة عند الشيعة:

- امرأة المتعة ليست زوجة حرة، أو زوجة أمة، ولا ملك يمين، وإنّما هي مستأجرة ؟! ولا تَرِث ولا تـوَرِّث، والمتمَتَّع بها تَبِينُ بانقضاء المدة أو بِهِبَتِها، ولا يقع بها طلاق، وأنه يجوز للمتمتِّع بالمرأة الواحدة مرارًا كثيرة، ولا تحرم فـي الثالثة، ولا فـي التاسعة كالمطلقة! بل هي كالأمة! فلا مودة ولا رحمة فـي المتعة، بل يتزوجها متعة كذا وكذا يومًا، بكذا وكذا درهمًا، ويجوز حبس المهر عن المرأة المتمتع بها بقدر ما تخلف.

ويجوز أن يتمتع بأكثر من أربع نساء!

وإن كان عنده أربع زوجات بالزواج الدائم!  فليس هناك حد لعدد النساء المتمتع بهن، فـيجوز للرجل أن يتمتع بمَن شاء من النساء ولو ألف امرأة أو أكثر.

وعندهم جواز التمتع بالفاجرة، أي: التي تمارس جريمة الزنا.

ومن عجائب الشيعة: أنهم يرون إباحة التمتع بالمرأة المتزوجة، أي: دون علمِ زوجها، وينسبون للأئمة عدة روايات نسجتها نفوس شهوانية مريضة، وفي هذه الحالة لا يأمن الأزواج على زوجاتهم، فقد تتزوج المرأة مُتْعَةَ دون علم زوجها الشرعي، ولست أدري: ما رأي الرجل وما شعوره إذا اكتشف أن امرأته التي في عصمته متزوجة من رجل آخر غيره زواج متعة؟ ولست أدري لمَن سينسب الولد هنا؟!

إعارة الفـَرج واستئجاره:

وتتحقق إعارة الفرج بطريقين:

1- أن يعطي الرجل امرأته أو أَمَتَه إلى رجل آخر فيحل له أن يتمتع بها أو أن يصنع بها ما يريد، فإذا ما أراد رجل ما أن يسافر أودع امرأته عند جاره أو صديقه أو أي شخص كان يختاره، فيبيح له أن يصنع بها ما يشاء طيلة مدة سفره.

2- إذا نزل أحد ضيفًا عند قوم وأرادوا إكرامه، فإن صاحب الدار يعير امرأته للضيف طيلة مدة إقامته عندهم، فيحل له منها كل شيء. ويَرْوون في ذلك روايات كاذبة ينسبونها إلى الإمام جعفر الصادق، وإلى أبيه محمدٍ الباقر.

ونكمل في المقال القادم -بإذن الله-.