• الرئيسية
  • المقالات
  • عِبَرٌ مِن التاريخ... زعماء اليهود يعلمون الأسباب المؤدية إلى انتصار المسلمين عليهم

عِبَرٌ مِن التاريخ... زعماء اليهود يعلمون الأسباب المؤدية إلى انتصار المسلمين عليهم

  • 190

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الصراع بين الحق والباطل دائر إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، ومِن ذلك: الصراع بين المسلمين واليهود، ومِن عجائب الأمور أن تجد العدو يدرك أسباب قوتنا التي إن تمسكنا بها وحرصنا عليها انتصرنا عليهم في حين أن بعض المسلمين قد لا يدركون هذه الأسباب، بل يبحثون عن غيرها.

(لقد لقي وزير الدفاع الإسرائيلي موشى دايان في إحدى جولاته شابًّا مؤمنًا في مجموعة من الشباب في حي من أحياء قرية عربية باسلة، فصافحهم بخبث يهودي غادر، غير أن الشاب المؤمن أبى أن يصافحه، وقال له: أنتم أعداء أمتنا، تحتلون أرضنا، وتسلبون حريتنا، ولكن يوم الخلاص منكم لابد آتٍ -بإذن الله-؛ لتتحقق نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم-: لتقاتلن اليهود أنتم شَرْقِي النهر، وهم غَرْبِيه.

فابتسم دايان الماكر، وقال: حقا! سيأتي يوم نخرج فيه من هذه الأرض، وهذه نبوءة نجد لها في كتبنا أصلًا، ولكن متى؟ واستطرد اليهودي الخبيث يقول: إذا قام فيكم شعب يعتز بتراثه، ويحترم دينه، ويقدر قيمه الحضارية، وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه، ويتنكر لتاريخه، عندها تقوم لكم قائمة، وينتهي حكم إسرائيل" (فصل الدين عن الدولة ضلالة مستوردة، للأستاذ يوسف العظم ضمن "المنهزمون"، ص100، 101).

فتأمل في هذا الحوار، وقِف مع طريقة موشى دايان في كسر الحاجز النفسي مع بعض الشباب المسلم وإقباله على مصافحتهم؛ وما هي إلا وسيلة صغرى من وسائلهم لتمييع القضية لدى المسلمين.

وانظر كيف واجه هذه الطريقة اليهودية أحدُ الشباب المسلم بطريقةٍ واضحةٍ بيِّنة ممتلئة عزة وإباء؛ فقد أبي أن يصافحه أولًا، ولم يكتفِ بهذا الفعل، بل أتبعه ببيان العداوة له ولقومه،  ثم واجهه بكل تفاؤل ويقين بأن انتصار المسلمين عليهم واقع لا محالة، علمًا بأن الحديث الذي ذكره ذلك الشاب تُكلِّم في إسناده، لكن في (صحيح مسلم) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُود).

ودعنا نتساءل: كم عدد أمثال هذا الشاب بين المسلمين؟! وكم نسبة المدركين منا لحقيقة الصراع مع أعدائنا؟!

وتفكَّر في ردِّ هذا اليهودي بأنه سيأتي يوم يخرجون فيه، وانظر إلى إدراكه للأسباب المؤدية إلى انتصار المسلمين عليهم وذلك في قوله: "إذا قام فيكم شعب يعتز بتراثه، ويحترم دينه، ويقدر قيمه الحضارية، وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه، ويتنكر لتاريخه، عندها تقوم لكم قائمة، وينتهي حكم إسرائيل".

يا لها مِن عباراتٍ شديدةٍ خَرَجَت من عدو ماكر، لكنْ عزاؤنا أن نسعى في الأخذ بالأسباب المؤدية إلى انتصار المسلمين عليهم!

ومِن الأسباب التي في وسع الكثير منا، وفي حيز استطاعته:

1- توعية المسلمين بحقيقة الصراع مع أعدائنا.

2- الدعاء بإخلاص، مع عدم الاستعجال.

3- العمل على تربية أجيال مسلمة، يحقق كلُّ فردٍ منها عبودية الله في نفسه؛ علمًا وعملًا ودعوة، وخُلُقًا وسلوكًا.

4- التعاون بين أفراد الأمة في تحقيق عبودية الأمة في شتى مناحي الحياة.

وغير ذلك مما نقدر عليه، أسأل الله أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين.

وكم في التاريخ مِن عِبَرٍ، فاعْتبروا يا أولي الأبصار.