مدخل إلى علم السياسة (3) النظام الرئاسي

  • 42

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

النظام الرئاسي: يتميز النظام الرئاسي في شكله الأصلي كما تم تطبيقه في الولايات المتحدة الأمريكية بالفصل الكامل بين السلطات مع قيام توازن بينهما.

في النظام الرئاسي هناك فصل تام بين عمل السلطة التنفيذية وباقي السلطات؛ إذ يكون الرئيس المنتخب من قِبَل الشعب هو صاحب السلطة التنفيذية، والمنوط به إدارة أمورها.

الخصائص:

يُختار المرشح ليكون رئيسًا للحكومة على نحو مباشر مِن قِبَل الجمهور، أو على نحو غير مباشر عبر الحزب الفائز، ورئيس الحكومة هذا "باستثناء بيلاروس، وكازاخستان"، هو أيضًا رأس الدولة؛ ولذلك يطلق عليه: الرئيس.

وبوسع السلطة التنفيذية استخدام حق النقض ضد القوانين التشريعية، وفي المقابل يجوز لغالبية ساحقة من المشرعين إبطال حق النقض.

للرئيس ولاية محددة:

تُجري الانتخابات في أوقاتٍ منتظمة، ولا يمكن البدء فيها عبر التصويت بسحب الثقة أو بإجراءات برلمانية أخرى على الرغم من وجود استثناء في بعض البلدان ينص على عزل الرئيس الذي يتبين أنه خالف أحد القوانين.

تتمثل السلطة التنفيذية في شخصٍ واحدٍ، ويعمل أعضاء مجلس الوزراء وَفْقًا لإرادة الرئيس، ويجب عليهم تنفيذ سياسات السلطتين: التنفيذية والتشريعية.

والوزراء أو رؤساء الإدارات التنفيذية ليسوا أعضاء في الهيئة التشريعية، غير أن النظم الرئاسية تحتاج في كثيرٍ من الأحيان إلى موافقة تشريعية على الترشيحات التنفيذية لمجلس الوزراء والهيئة القضائية ومختلف المناصب الحكومية الدنيا.

ويمكن للرئيس على نحو عام توجيه أعضاء مجلس الوزراء أو الجيش أو أي مسؤول أو موظف في السلطة التنفيذية، ولكنه لا يستطيع توجيه القضاة أو يعزلهم.

ويمكن للرئيس في كثيرٍ مِن الأحيان أن يعفو عن المجرمين المدانين أو يخفف من أحكام عقوبتهم.

ويتم تناول الموضوع من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين السلطات:

أولًا: السلطة التنفيذية:

يمارس رئيس الدولة السلطة التنفيذية بأكملها بما في ذلك السلطة التنظيمية؛ فهو الذي يضع السياسة الخارجية، وهو القائد الأعلى للقوات العسكرية، كما يعين كبار الموظفين.

تتجمع السلطة التنفيذية في يد واحدة، وهي يد رئيس الدولة وحده؛ الذي يجمع بين صفتي رئيس الدولة ورئيس الحكومة، ويملك اختصاصات وصلاحيات الصفتين.

ويساعد الرئيس في القيام بمهامه مجموعة من المعاونين أو المساعدين، يأتي في مقدمتهم: الأمناء أو السكرتاريون، وليسوا وزراء.

ثانيًا: السلطة التشريعية:

لقد تبنت معظم الدول ازدواجية التمثيل. ويعود ذلك أساسًا إلى الطبيعة الفيدرالية، أو إلى الرغبة في تمثيل المجالس المحلية والهيئات المهنية، وقد أحدثت بعض الدساتير لجنة دائمة منبثقة عن البرلمان مهمتها النيابة في الفترة الفاصلة بين الدورات.

ومع ذلك يكون لأعضاء السلطة التشريعية بعض أدوات المراقبة كجلسات الاستماع وتوجيه الأسئلة؛ بالإضافة إلى عددٍ مِن الأدوات الأخرى، ولكنها لا تصل لمستوى سحب الثقة، كما في النظام البرلماني، كما لا يحق للسلطة التشريعية عزل الرئيس إلا في حالات قصوى.

أما من حيث الاختصاصات، فإن البرلمان إضافة إلى سلطته في مجال الميزانية يمارس السلطة التشريعية بأكملها.

ثالثًا: العلاقة بين السلطتين:

يملك البرلمان بعض الوسائل لمراقبة العمل السياسي لرئيس الدولة الذي يمكن أن تُطَبَّق عليه مسطرة الاتهام التي تؤدي إلى إقالته، وخارج ذلك فإن الرئيس غير مسؤول سياسيًّا، وفي مقابل ذلك فإنه لا يمتلك حق حل البرلمان.