كلمتين وبس ... حدثني عني

  • 62

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فلا نحتاج كثيرًا حينما يخطئ أحدُنا إلى أن يتحدِّث بعضنا عن بعض، بقدر ما نحتاج إلى أن يتحدث بعضنا إلى بعض.

فحديثك عني لغيري -إن كنت تريد نصحي أو علاج خطئي- لا يغير مني، بل قد يكون سببًا لزيادة غيّي إن سمعتُ ذلك الذي يُتناقَل عني، ولن يثمر في الحقيقة إلا زيادة في عدد الحانقين عليَّ بناءً على حديثك عن خطئي بعيدًا عني؛ هذا بالإضافة قطعًا إلى ما ستجنيه أنت ومَن يستمع إليك مِن وزرٍ؛ جزاء وقوعك في غيبتي وذمي.

أما حديثك معي عني وعن خطئي، أو ما تراه نقصًا عندي؛ (فهو) أدعى لتغيٌّري ورجوعي عن خطئي واعتذاري منه إن كنتَ محقًّا فيما رأيته مني، (أو) هو أدعى لتفهمك قصدي وتلمسك عذري، (أو) يكون سببًا لإقرارك بفعلي وقولي.

فيا أخي ... أرجوك حدثني عني دائمًا، ودعني دائمًا أحدثك عنك بعيدًا عن ما تقوله لغيري وأقوله لغيرك، حفظًا لدوام محبتي لك ومحبتك لي.

أدامك الله لي أخًا يحدثني عني.