كلمتين وبس ... شواذ وشذوذ

  • 153

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمن الأساليب الخبيثة التي يستخدمها دعاة الإباحية ومروجي الشذوذ في استعطاف فئام من الناس للكلام والدفاع عن المثليين وحقوق الشواذ في المجتمع؛ قولهم: إن الشذوذ الجنسي يُعد مرضًا عضويًّا!

وهذا كلام باطل شرعًا وعقلًا؛ فالله -عز وجل- قد رفع قدر الإنسان، ورفع الحرج عن المريض والأعمى والأعرج، بل والضعيف كما في سورة النور والتوبة، فقد قال -تعالى-: "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج"، وقال أيضًا: "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج"، بل ورخص الله -عز وجل- للمريض الفطر في رمضان مع أن الصيام ركن من أركان الإسلام كما جاء في سورة البقرة.

بينما عاقب الله -عز وجل- قوم لوط الذين مارسوا الشذوذ الجنسي (اللواط) بأن خسف بهم قراهم، بل جمع الله عليهم أصناف من العذاب لم يجمعها على قوم غيرهم، فقد طمس أعينهم حتى انمحت من أماكنها، ورفع جبريل -عليه السلام- أرضهم حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وأصوات حيواناتهم، ثم قلب بهم الأرض وأتبعهم حاصبًا؛ وذلك لفعلهم لهذه الفاحشة ووقوعهم في هذا الشذوذ الجنسي الذي كان من أسباب ردهم دعوة لوط -عليه السلام-.

ولو كان فعلهم هذا مرضًا -كما يزعم دعاة الإباحية وهؤلاء السائرون في ركابهم من مروجي الشذوذ-؛ لما عاقبهم الله -عز وجل- على فعلهم الشاذ هذا بمثل هذه العقوبات الشديدة التي لم تجتمع على أمة أخرى غيرهم، فالشذوذ ليس محرمًا فقط في الإسلام، بل هو محرم في كل الشرائع.

وهو كارثة مجتمعية عند كلِّ العقلاء في العالم، بل وعند الكثير من الملحدين الذي يعظمون عقلهم ويجعلونه حاكمًا على شهواتهم، فالشذوذ عندهم سبيل للانقراض البشري ويهدد وجود البشرية واستمرار النوع الإنساني على حدِّ تعبيرهم.

ولو افترضنا أن هذا السلوك عند البعض قد يكون بسبب "مرض نفسي"، فإن هذا حقيق به أن يدفع المجتمعات إلى أن تُخضع هذه الفئة إلى (العلاج الإجباري) و(الاختباء والستر) حتى تتم معالجتهم، مع منعهم حتمًا من الممارسة، بل عقابهم إن فعلوها، لا أن يتم الاحتفاء بهم وتشجيعهم على شذوذهم والسماح لهم بنشر فاحشتهم، أو أن تقر لهم قوانين مبيحة لشذوذهم وداعمة لهم!