رجب وشعبان والاستعداد لرمضان

  • 94

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالكثير من الناس بارك الله فيهم يبدأ في رمضان بترك المنكرات -كالدخان مثلًا-، أو المواظبة على الطاعات -كصلاة الجماعة في المسجد-، ولكن للأسف ربما لا يتحقق للكثيرين مطلوبه.

وذلك راجع إلى عوامل، مِن أهمها:

- عدم التحضير والتجهيز، فالأمر يحتاج إلى زرع وسقيا ومتابعة؛ حتى ينعم بالحصاد المرغوب.

- فيبدأ في رجب بالزرع والاستعداد، فرجب مِن الأشهر الحرم التي قال عنها ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: "فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ": "فِي كُلِّهِنَّ ثُمَّ اخْتَصَّ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَجَعَلَهُنَّ حَرَامًا وَعَظَّمَ حُرُمَاتِهِنَّ، وَجَعَلَ الذَّنْبَ فِيهِنَّ أَعْظَمَ والعمل الصالح والأجر أَعْظَمَ" (تفسير ابن كثير).

فيستحضر تعظيم حرمة هذا الشهر وتعظيم الإثم والذنب فيه، فيجتهد في اجتنابه مستعينًا بربه، ويستحضر ذلك تعظيم العمل الصالح وثوابه، فيجتهد في الإكثار منه. 

ويأتي شعبان بعده فيستحضر أنه شهر رفع الأعمال فيجتهد في تحسين عمله وتقويمه، وفي الاجتهاد من التوبة والاستغفار لربه -سبحانه-، فذلك مِن أرجى أسباب قبول العمل ورفعته قبل رفعه لربه -سبحانه وتعالى-، ويستحضر كذلك أن صيام شعبان كالسنة القبلية لرمضان، وأنه شهر القراء فيقبل على كتاب ربه قارئًا ومتدبرًا، ففيه الهدى والنور.

ويحرض على أن يوفق لاستغلال هذين الشهرين الكريمين: (رجب وشعبان)، وما أودعه الله تعالى فيهما من التعظيم والبركات التي هي من رحمته وبره سبحانه وبحمده بعباده، ليقبلوا على شهر رمضان مستعدين ومقبلين على طاعته، فينتفعوا به أعظم النفع فيسعدوا في دنياهم وأخراهم، بإذن الله الكريم المنان.