نداء إلى النساء المؤمنات

  • 78

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَجدُ المرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدِّي حقّ زوجها"، فالزوجة الصالحة لن تَجدَ حلاوة الإيمان ولذّة الطاعة وأثر العبادة إلا أن تؤدي حقوق زوجها.

وهذه الحقوق كثيرة، فمنها: 

١- ما جاء على لسان امرأة سعيد بن المسيب -رحمة الله عليهما- من توقير المرأة لزوجها: "ما كنَّا نُكلِّم أزواجَنَا إلَّا كما تُكلِّمون أمراءَكم" (حلية الأولياء).

٢- ومنها: وجود الهيبة والمكانة العالية في قلب الزوجة لزوجها: قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابية: "أذاتَ بَعْلٍ؟" قالت نعم: قال: "كيف أنتِ له؟"، قالت: لا آلوه -أي: لا أقصِّر في طاعته-، فقال: "فانظري أين أنت منه، إنَّما هو جنَّتُك ونارُك".

٣- ومنها: شدة الحرص من الزوجة على طاعة زوجها: كما ذكر ابن عباس رضي الله عنهما -ترجمان القرآن- عند قول الله: "فالصالحات قانتات حافظات للغيب"، فالقانتات أي: الطائعات لأزواجهن، ولم يُكتفِ بلفظ طائعات، بل قال قانتات؛ لأن القنوت شدة الطاعة وكمالها! 

٤- ومنها أيضًا أنه: إن أمرها أطاعته، وإذا نظر إليها سرَّتْه، وَإِنْ أقسم عليها أبرَّتْه، وَإِنْ غابَ عنها حفظتْه في نفسها وماله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرًا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله"، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: "لو كنتُ آمرًا أحدًا أنْ يسجد لأحد لأمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزوجها".

٥- ومنها: ألا تمتنع عنه إذا دعاها إلى فراشه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح"، وقال أيضًا: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجتَهُ لِحَاجتِهِ فَلْتَأْتِهِ وإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّور"، أي: ولو كانت مشغولةً بشيءٍ من مشاغل البيت؛ فإجابته في قضاء وطره مقدَّمة على مشاغل البيت.

٦- ومنها: أنها إن غضبت منه أو غضب منها أرضته: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَلَاْ أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ؟! كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ، إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا، قَالَت: هَذِه يَدِي فِي يَدِكَ، لَاْ أَكْتَحِلُ بِغُمضٍ َحتَّى تَرضَى".

٧- ومن حقوقه أيضًا: أن تشكر له معروفه، وتقدِّر جهده وتعبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يَنظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها".

٨- ولتعلم كل زوجة صالحة أن مِن شروط قبول عملها رضا زوجها: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تؤدِّي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدِّي حق زوجها كله"، وقال صلى الله عليه وسلم محذِّرًا لها: "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصتْ زوجها حتى ترجع".

نسأل الله تعالى أن يحفظ زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا، ونساء المسلمين، وأن يبارك فيهن أجمعين.