صنم العجوة!

  • 213

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد كان مشركو العرب في الجاهلية يصنع أحدهم صنمه من العجوة؛ ليعبده ويدعو الناس لعبادته، فإذا جاع أكله ونسيَ ما كان يدعو الناس إليه مِن تعظيم معبوده!

وما أشبه اليوم بالبارحة!

فقد صارت أصنام العجوة الغربية ومبادئهم الكاذبة وعالمانيتهم البغيضة وليبراليتهم المدعاة تحت أضراس سادتهم وفي أمعاء مفكريهم؛ إذ فجأة مع واقع الحرب "الروسية - الأوكرانية" صارت الرياضة تدخل في السياسة، وصار اقتصاد السوق والبيزنس يختلط بالسياسة، وأصبح احترام الملكية الخاصة في مهب الريح، وصار الدين داخلًا في السياسة، وغير ذلك الكثير والكثير من مظاهر هدمٍ لكلِّ تلك الشعارات الجوفاء التي كانوا يتغنون بها، ويحاولون فرضها بالقوة على الدول العربية والإسلامية حينما يحاول أبناؤها أو بعض حكوماتها التعبير عن مآسي أمتهم المستمرة في فلسطين والعراق وسوريا، وكشمير وبورما والإيجور، وغيرها.

فلقد تناسى القوم كل شعاراتهم الكاذبة طبقًا لعنصريتهم البغيضة ومصالحهم المادية؛ فصادروا ملكية خاصة لرجل أعمال بناءً على جنسيته!

وأخرجوا المنتخب الروسي من تصفيات كأس العالم، وصارت الدعوة واضحة لكل اللاعبين والجماهير في كل ملاعب أوروبا لحمل اللافتات السياسية بعد أن كان هذا من الموبقات المحظورة! وما زال مستمرًا على لاعبي العرب عند التحدث عن فلسطين أو عن إجرام اليهود في القدس الشريف!

وأصبح التحول الجنسي في مهب الريح بعد أن فرضوا على المتحولين من الرجال للنساء البقاء للقتال كرجال، وأمست مباركة القساوسة للمقاتلين واجب الوقت، بل هي عين السياسة!

فسبحان الله!

السياسة أصبحت تدخل في الرياضة وفي البيزنس، وفي الاقتصاد، وفي الملكية الخاصة، وأصبح الدين يدخل في السياسة، وأصبحت حرية نوع الجنس ليست من الحريات.

فيا دعاة المبادئ الغربية الليبرالية المزيفة، كفاكم عبثًا بعقول الأتباع، فأصنام العجوة قد ملأت البطون!