ضبط المسارات!

  • 69

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛   

فأوقاتٌ كثيرة يحتاج أحدنا في حياته أن يخلو بنفسه، ويغلق عينيه، ويوقف ذهنه عن التفكير في متاهات الحياة وكدرها المتتابع.

يحتاج لجمع قلبه على ربِّه، ثم النظر بعين قلبه إلى ذلك السفر البعيد القادم بلا ريبٍ عما قريب؛ حيث النعيم المقيم هناك، وأعلى ما فيه مِن التمتع بالنظر لوجه رب العالمين، أو هذا العذاب الدائم المخيف، وما به مِن ألم الاحتجاب عن رؤية رب العالمين.

يحتاج أحدنا ذلك بين الحين والآخر؛ ليعرف الطريق الصحيح ويأخذ القرار الصحيح في مسارات حياته الملهية الطاحنة.

فالدنيا مهما طالت قصيرة، والآخرة مهما بعدت قريبة، وهي حياة دائمة مديدة، والعاقل منا مَن أخذ مِن دنياه لآخرته، فترك فيها أثرًا، أو غرس فيها غرسًا يثمر له ثمرًا دائمًا له في آخرته.

فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كلِّ خير، واجعل الموت راحة لنا من كلِّ شرٍّ.