عاجل

دكتاتورية العهر!

  • 116

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فـ"ودَّت ‌الزانية لو أن النساء كلهن زنين"؛ ذلك هو المناط، وتلك هي الحقيقة الواقعية المؤلمة؛ حقيقة انقلاب المعايير وتحول العهر إلى أمر مفروض على أهل الطهر.

فعندما تعترف رئيسة "والت ديزني" أن ابنيها مثـليان، وأنها تنوي بث برامج ومحتوى للأطفال يشجِّع على المـثلية؛ وحينما تتسلط أمريكا والدول الغربية على العَالَم لتقوده نحو المثـلية رغمًا عنه بكل هذه الوقاحة الإعلامية، وباستخدام كل وسائل التهديد الاقتصادي والاضطراب السياسي؛ فهذا جرس إنذار لنا لنفهم ما يُرَاد بمستقبل أولادنا، وما يخطط له منهم لدمار مجتمعاتنا بعد ما استشعروا قُرب الانهيار الداخلي لمجتمعاتهم بغرقهم في كلِّ مستنقعات الرذيلة والشذوذ والإباحية.  

وهذا يدفعنا للحرص جميعًا بشدة على حماية أبنائنا من عهر هؤلاء عن طريق العودة الحقيقية لنشر القِيَم الأخلاقية والتعاليم الدينية، والعمل على حسن التربية الإيمانية؛ المانع الرئيس على الحقيقة من غرق أبنائنا في وحل هذا العالم المفتوح على مصراعيه، والمليء بمثل هذه القاذورات؛ حتى لا نفاجأ جميعًا أن أبناءنا وأجيال المسلمين القادمة صارت كما يتمنى ويخطط هؤلاء الشواذ لنا.

ويدفعنا هذا أيضًا على أن نحرص كآباء وأمهات على مراقبة تلك المحتويات الإعلامية التي يتعرض لها أبناؤنا، ومنع الفاسد منها؛ فالتربية تعتمد على عِدَّة عناصر، فهناك التربية الوقائية، كما أن هناك تربية بنائية وتربية علاجية؛ والوقاية كما هو معلوم خير من العلاج.

كما يدفع ذلك أيضًا -إن كنا صادقين في حماية أبنائنا- الحكومات والدول الإسلامية والعربية، ورجال الأعمال المسلمين في ربوع الأرض إلى تبني صناعة المحتوي المناسب لديننا وقِيَمنا لمثل تلك الوسائل الموجهة لأجيالنا بطرق مشوقة جاذبة لأبنائنا، مع عدم الاعتماد على ذلك الإنتاج الغربية وعدم الانسحاق لمفاهيم تلك الحضارة الغربية، أو ضغط سياسات حكوماتها الخبيثة؛ فأجيالنا هم رأس مالنا، وأمة بلا أجيال مستقيمة، هي أمة لا مستقبل لها على تلك الخريطة.