ترويج السينما العالمية للشذوذ الجنسي (1)

  • 309

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد شهدت الأفلام السينمائية في بلادنا تمثيل بعض الشخصيات الشاذة جنسيًّا في أحداث بعض هذه الأفلام قديمًا وحديثًا؛ ليس على وجه الترويج لها بقَدْر كون هذا في نظرِ مَن أظهروها تُظهِر شخصياتٍ يمكن أن تكون موجودة في واقع المجتمع؛ سواء كانت شخصيات مغمورة أو مشهورة، وسواء في الحياة العامة أو في الأوساط الفنية أو السجون، وقد جاء هذا تلميحًا أو تصريحًا في نحو عشرين فيلمًا كما في أفلام: (حمام الملاطيلي)، و(عمارة يعقوبيان)، و(سوق المتعة)، وغيرها.

وبعيدًا عن مدى صواب أو خطأ هذا التوجُّه: بدت مؤخرًا في الأفق بوادر توجُّه نحو إنتاج أفلام باللغة العربية مِن منصاتٍ داعيةٍ إلى قبول الشذوذ الجنسي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية؛ تأثُّرًا وترويجًا، واستجابة لضغوطٍ عالميةٍ تعمل بقوة على فرض قبول الشواذ على مستوى العالم عامة، وفي مجتمعاتنا الإسلامية والعربية خاصة، وهي ضغوط تمارسها وتقودها منظمات ومؤسسات دولية تتخذ مِن وسائل الإعلام المختلفة؛ خاصة السينما التي تسيطر عليها وتتحكم فيها، وفي توجهاتها كوسيلة فعَّالة ومؤثرة لطرح ولإيجاد القبول المطلوب لفكر الشواذ.

ولعل أشهر مثال على ذلك: إنتاج فيلم باللغة العربية باسم: (أصحاب ولا أعز) الذي هو أشبه بترجمة عربية حرفية لفيلم إيطالي يروِّج للتعاطف مع الشواذ في المجتمع في مواجهة مَن ينكر عليهم شذوذهم!

ومعلوم أن العالم الغربي حاليًا يتعاطف -وبشدة- مع الشاذين جنسيًّا، وبصورة غير مسبوقة في التاريخ البشري؛ فيؤيد توجههم، بل يعتبره حقًّا مِن حقوقهم، ويتقبَّل وجودهم في المجتمع بصورة علنية وصريحة، ويبيح زواج الشواذ المثليين بصورة رسمية، ويعادي بشدة مَن ينكر عليهم ذلك!

ومِن أشهر المنصات لترويج ذلك: منصة (نتفلكس) العالمية المتبنية لهذه القضية، وهي منصة تحظى بانتشار كبير جدًّا في كلِّ أنحاء العالم، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية.

وقد ورد في (فيلم وثائقي عن الشذوذ المخطط له الذي تنفذه نتفلكس: إن دراسة في عام 2020 أثبتت أن نسبة تقبل الشذوذ في الولايات المتحدة كانت 27% عام 1956؛ إلا أنها ارتفعت إلى 60% عام 2015) (جريدة الفجر - عدد الخميس 23 سبتمبر 2021، ص 3).

ورغم أن هذه الشركات الكبرى المؤثِّرة في العالم تقوم بتنفيذ أجندات وسياسات إستراتيجية من حكومات ومنظمات تروِّج لمظاهر ونمط الحياة الغربية عامة، والشذوذ الجنسي فيها خاصة؛ بهدف السيطرة الفكرية والثقافية والاجتماعية على العالم بأسره؛ إلا أنها تحقق أيضًا أرباحًا ومكاسب تجارية ضخمة، فقد (حققت نتفليكس عائدات مالية متصاعدة سنة بعد أخرى، وصلت في عام 2017 إلى 693و11 مليار دولار بصافي ربح يصل إلى 929و558 مليون دولار، وفي عام 2020 ارتفع الربح الصافي إلى 700 مليون دولار) (المصدر السابق).

حفلات صاخبة للشواذ في مصر:

في خطوة غير مسبوقة للترويج للشواذ في مصر، أقامت فرقة مشهورة باسم: (مشروع ليلى)؛ أسسها ويقودها مطرب لبناني يُدعَى: (حامد سنو)، جَهَر مِرَارًا وتكرارًا أنه شاذ جنسيًّا، بل واشتهر بذلك، وأقامت هذه الفرقة حفلتين في القاهرة شهدهما عشرات الآلاف من الشباب؛ أقيمت الأولى في حفل في حديقة الأزهر عام 2014، بينما أقيمت الحفلة الثانية بالتجمع الثاني في سبتمبر2017، وفي الحفلتين قام أنصار (سنو) برفع "عَلَم قوس قزح" الذي هو شعار الشواذ في الغرب (شعار المثليين)؛ مما أثار وبشدة -خاصة بعد الحفلة الأخيرة التي شهدها نحو 25 ألف من الشباب- استهجان مواقع التواصل الاجتماعي، والصحف والمجلات؛ خاصة مع جهر البعض مِن الشواذ في مصر بشذوذهم، وظهور فئة لم تكن معروفة مِن قَبْل مِن المؤيدين والمتعاطفين مع المثلية الجنسية!

وحامد سنو (يتفاخر بأنه أول فنان عربي يعلن شذوذه الجنسي، فالشاب ذو الـ 29 عامًا، والحاصل على الجنسية الأمريكية، ووُلِد لأب لبناني وأم أردنية، لا يجد غضاضة في التفاخر بكونه شاذًّا، ويتم نشر صورته على غلاف مجلة (تاتو) الخاصة بالشواذ، ولم يكن غريبًا أن تحتفي به وسائل الإعلام الأمريكية كمواطن أمريكي من أصول عربية يدعو للشذوذ) (جريدة الفجر - عدد 28 سبتمبر 2017، ص 7).

(وفي صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) يضع حامد سنو صورتين: الصورة الشخصية لشاب يرفع إصبعه في إشارة جنسية لم تكن غريبة على شاذ مثله، أما الصورة الثانية الرئيسية للصفحة فكانت لأفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي!) (انظر المصدر السابق)

ومكمن الخطورة في هذا الترويج للشذوذ في مصر أنه يتم علنًا بين شباب صغير السن لا يتفطن لما يدبر له؛ فكل حفل منهما حضره أولاد من الجنسين أعمارهم ما بين 12-18 عامًا، في أخطر الأعمار السنية في التمرد والمراهقة، وأغلبهم من مدارس إنترناشيونال كانوا مبهورين بجو الحفل، وصفقوا للشاب الذي رفع علم المثلية، وقدَّموا التحية لقائد الفرقة المثلي؛ ربما كان هذا منهم بلا وعي وادراك لما يحدث ويدبر، والحفل نظَّمته الجامعة الأمريكية، وفتحت بيع تذاكر الحفل للجميع من طلاب المدارس، وأغلبهم كان من مدارس: بريطانية، وفرنسية، وأمريكية، مِن أبناء الذوات المستهدفين مِن قِبَل منظمات تعمل لحساب جهات خارجية.

تقول الكاتبة الصحفية شهيرة النجار في مقال لها بعنوان: (إلى وزير التربية والتعليم: حفل المثلية بالتجمع الخامس جرس إنذار، وفساد موظفيك السبب فيه): (إن هناك مع الأسف منظمات مجتمع مدني في مصر -وأكررها: مجتمع مدني في مصر- تتلقَّى دعمًا من الخارج، ولها علاقات قوية بالخارج تساعد على استقطاب الأولاد والشباب في هذه المرحلة العمرية، والذين يعاني الكثيرون منهم من مشاكل أسرية وخلافه؛ خاصة مع غياب الرعاية والاهتمام الأسري، وافتقاد القدوة، وكثرة المال والمصروف عند شرائح ليست بالقليلة في مصر؛ هؤلاء هم الهدف لتلك المنظمات التي تقوم باستقطابهم في حفلات خاصة وعامة، تقوم بتغيير أخلاقياتهم ومبادئهم، وتنخر فيهم كالسوس في الخشب دون أن يشعروا تحت بنود الحرية!) (جريدة الفجر - عدد الخميس 28 سبتمبر 2017، ص 13 بتصرفٍ يسيرٍ).

وهذه الفئة من شباب هذه المدارس الإنترناشيونال -كما تشير الكاتبة في مقالها وكما هو معلوم عنها- لا تعرف تعليم أصول الدين الإسلامي، ولا تعليم لغة القرآن العربية، وبيمتحنوا فيها (كدا وكدا)، بل (إن المدارس الأجنبية التابعة للسفارات -ما عدا سفارة ألمانيا- لا تعطي اللغة العربية والدِّين؛ بحجة أن تلك المدارس تتبع نظام دولها، بل ويرغمون الأهالي على كتابة إقرار أن المدرسة لن تعطي عربي ودين الدولة القائمة بها كما يحدث في المدارس الفرنسية التابعة لقنصلية وسفارة فرنسا! يضطر بعض الأهالي -وليس كل الأهالي- لإعطاء أولادهم دروسًا خصوصية لتعليم الدين وتحفيظه وحروف اللغة العربية).

هذا التعليم (التي أصبح آخر أربعة أجيال طلابية لا يعرفونها؛ هذه الأجيال، والجيل الحالي مع الأسف -من عشرة وطالع حتى الـ 38 عامًا- لا يعرفون عن أصول دينهم شيئًا؛ فأصبح من السهل استقطابهم وغسل مخهم، لا يعرفون قوم لوط بالقرآن!)، (هذا هو الجيل الذي ذهب لرفع علم الشواذ بالتجمع) (راجع: المصدر السابق بتصرف).     

عالم الشواذ في مصر:

لا يخلو مجتمع من المجتمعات من المنحرفين والساقطين، لكن تبقى أعدادهم دائمًا قليلة، وفئتهم دائمًا منبوذة ونشاطهم كله في السر، وعالم الشواذ من المثليين في مصر إن وجدوا؛ فهو عالم غامض وسري، ولكنهم في الفترة الأخيرة بدأ منهم مَن يجهر بفعله ويستغل بعض الحفلات الشبيهة بحفلة (مشروع ليلي) للإعلان عن أنفسهم والدعوة العلنية لممارسة هذه الفاحشة النكراء، وهم مطاردون من قِبَل رجال الأمن والشرطة، ومنبوذون من الجميع، فـ(وَفْقًا للقوانين المصرية فإنها تجرم ممارسة الشذوذ باعتباره أحد أنواع الفجور التي تصل عقوبة الإقدام عليه إلى الحبس 3 سنوات طبقًا لنص المادة  9 ج من القانون رقم 1 لسنة 1961 بخصوص مكافحة الدعارة، حيث تنص هذه المادة على معاقبة اعتياد ممارسة الفجور والدعارة بالسجن ثلاث سنوات بالإضافة إلى الغرامة، وتعني كلمة (دعارة) جميع أنواع الجنس التجاري، أما كلمة (فجور) فنطاقها أوسع من ذلك بكثيرٍ حيث تشمل الفحشاء بشكل عام، ويدخل تحت تعريفها أفعال الشواذ) (جريدة النبأ عدد 30 سبتمبر 2017، ص 8).

ولا توجد إحصائيات رسمية صادرة من مؤسسات الدولة حول أعداد الشواذ في مصر الحقيقية، (ولكن الأبحاث التي أجراها الباحثون في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية كشفت عن الأعداد التقريبية لهم، حيث أكدت أن هناك 23 ألف شاذ يعيشون داخل مصر) (المصدر السابق)، وأن أكثرهم من الفئات المتوسطة، وأغلب (من يتم القبض عليهم يمارسون هذه الأفعال من الفئات الثرية، وأن معظم الشواذ تعرضوا إلى حادث اعتداء في الصغر أدَّت بهم إلى دخول هذا العالم بعد اعتيادهم ممارسة الشذوذ، ومِن ثَمَّ بدأوا يتحولون إلى شواذ حقيقيين)، (وفجرت الأبحاث مفاجأة كبيرة عن أن هناك نسبة تصل إلى 43 % من حالات الإصابة بالإيدز في مصر كانت بأسباب خاصة بممارسة الدعارة) (المصدر السابق بتصرف).

وقد ذكر مصدر أمني بوزارة الداخلية أن المسجل من الشواذ جنسيًّا لدى الإدارة العامة لمباحث الآداب قرابة 3 آلاف فقط (راجع جريدة اليوم الجديد - عدد 1 أكتوبر2017، ص 7)، (وفي السجون يمثِّل وجود الشواذ في حجز الرجال خطورة، ليس من الناحية الأخلاقية فقط، لكن أيضًا من الناحية الصحية) (المصدر السابق بتصرفٍ).  

وللأسف فإنه خلال الفترة الأخيرة ومع إعلان بعض الدول عن عدم تجريم المثلية الجنسية والسماح بها، أصبح الشواذ أكثر جرأة، وخرجوا عن السرية إلى الانفتاح، بل أنشأوا عدة صفحات على مواقع الاتصال الاجتماعي (فيسبوك) التي تدعم ظهور وتواجد المثليين، وتهاجم كل مَن يتعرض لهم إلى جانب استخدام تطبيقات مخصصة وإجراء المحادثات على الهواتف الذكية للتعارف والتواصل فيما بينهم بما يعطيهم حرية أكبر في التواصل، بل هناك مواقع عبر الإنترنت تتبع أشخاص مثليين للمطالبة بالزواج أو الارتباط بمثليين؛ سواء من الفتيات أو الرجال وتنظِّم لهم حفلات للتعارف والزواج فيما بينهم! 

شناعة اللواط شرعًا وعظم ضرره:

يعد قوم لوط أول مَن ظهر فيهم اللواط والسحاق، ولما بيَّن لهم نبي الله لوط عليه السلام قبح ما يفعلونه، مالوا إلى التكذيب واللجاج؛ فاستحقوا عقاب الله تعالى الشديد.  

و(جريمة اللواط من أكبر الجرائم، وهي مِن الفواحش المفسدة للخُلُق والفِطَر والدنيا، بل وللحياة نفسها)، (واللواط من جملة الكبائر المحرمة)، و(من جملة الخبائث التي تترتب عليها أوخم العواقب وأشد الأضرار) (راجع: "قصة لوط وعلاقتها بالواقع" د. سعيد عبد العظيم ط. دار العقيدة باكوس الإسكندرية، ص 66 بتصرفٍ).

من أخطر وأشد أضرار اللواط:

- الإصابة بالإيدز ونقله للغير: الإيدز هو طاعون الشواذ، وهو حصاد مخالفتهم للفطرة والدين، فعمل قوم لوط يعد أكبر الطرق لانتشار الإيدز في العالم، فقد كانت أول إصابة مكتشفة بالإيدز في مدينة نيويورك عام 1979 لدى شاذ جنسيًّا، ثم كانت معظم الإصابات من يومها إلى الآن عند الشواذ أوعن طريقهم. 

ومعاناة المصابين بهذا المرض الناتجة عن فقد الجسم للمناعة، وبالتالي عدم قدرة الجسم على مقاومة الأمراض على كثرة أنواعها ومضاعفاتها لا تقتصر على آلام المريض التي لا تنتهي إلا بالموت المحتوم، وهو المصير الذي لا مفر للمصاب بالإيدز منه، لكن يصير المريض به أيضًا منبوذًا في المجتمع، يفر منه أقرب المقربين إليه.

- الإصابة بالأمراض التناسلية: ممارسة اللواط كممارسة الزنا المحرم يعرض مرتكبه للإصابة بالأمراض التناسلية التي تنتقل عن طريق الزنا المحرم: كالزهري، والسيلان، والهربس.  

- الزهد في النساء: فاللواط يصرف الرجل عن المرأة؛ فبذلك تتعطل وظيفة الزواج الطبيعي والتناسل الذي يكون عن طريقه، ولو قُدِّر لهذا الرجل أن يتزوج مع شذوذه بامرأة تعلم -بشذوذه أو لا تعلم- فستكون قطعًا ضحية من ضحاياه، بل أشد ضحاياه؛ فيؤثر شذوذه على مباشرتها، بل قد يعجز عن هذه المباشرة، فتقضي معظم حياتها معه معذبة معلقة، ولا تظفر معه بالمودة والرحمة التي تكون مع الزواج الطبيعي، وهي فوق هذا كله مهددة أن تصاب بالإيدز والأمراض التناسلية الأخرى هي وجنينها مِن بعدها إن حملت وأنجبت.

- تخنُّث الرجال الشواذ: فممارسة اللواط واعتياد هذه الممارسة تؤثِّر على أعصاب الشواذ تأثيرًا ملحوظًا، وينعكس على خلق الممارس له وسلوكه، يشعر في داخله بأنه ما خلق ليكون رجلًا، فيميل إلى الرجال ويتجه بفكره إلى أعضاء الرجال التناسلية، ويميل إلى التزين للرجال وتقليد النساء في استعمال المساحيق وأدوات المكياج ليستميل جنس الرجال!

ومثل هؤلاء الشواذ أكثر الناس عرضة للإصابة بالأمراض العصبية والعلل النفسية، التي تسلبه الرجولة وتفقده لذة الحياة الطبيعية التي حُرِم منها وتعلَّق بنقيضها وهو لا يدري.

ومن أشهر هذه الأمراض العصبية والنفسية التي يصاب بها الشواذ: السادية والماسوشية.

- سوء الطباع والخلق: ويتميز غالب الشواذ بسوء الطباع والخلق، وضعف الإرادة؛ لا يفرِّقون بين الفضائل والرذائل، مع غياب الضمير والرادع النفسي، فيكثر منهم ارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي على صغار السن والأطفال؛ لإشباع رغباتهم الفاسدة.  

- عدم إشباع الرغبة الجنسية: فمهما مارس الشاذ شذوذه؛ فهذا لا يكفيه لإشباع غريزته الجنسية؛ إذ إن اللواط طريقة غير طبيعية وغير كافية لإشباع الغريزة الجنسية، مع ما فيه من الإجهاد العصبي وشدة الوطأة على الجهاز العضلي، وتأثير ذلك السيئ على البدن والمخ ككلٍ، بخلاف الإشباع الكامل لغريزة الجنسية والتي لا تتحقق إلا بالمباشرة والمعاشرة الطبيعية بين الرجل والمرأة التي ترضي المجموع العصبي (وإذا نظرنا إلى فسيولوجيا الجماع والوظيفة الطبيعية التي تؤديها الأعضاء التناسلية وقت المباشرة ثم قارنا ذلك بما يحدث في اللواط وجدنا الفرق بعيدًا، والبون بين الحالتين شاسعًا؛ ناهيك عن عدم صلاحية الموضع وفقد ملائمته للوضع الشاذ) (المصدر السابق، ص 79- 80).

- تهتك عضلة المستقيم: حيث يتعرض الشاذ بتكرار ممارسة اللواط إلى تهتك وتمزق عضلات المستقيم وسقوط بعض أجزائه، ويمكن رؤية ذلك واكتشافه بسهولة في أي فحص طبي للشرج، ولهذا يفقد الشاذ القدرة الطبيعية لأي شخص على التحكم في فضلاته البرازية، وبالتالي تعرض ثيابه الداخلية للتلوث بها بغير إرادة منه أو شعور. 

وقبل ذلك وبعده فيكفي ما في هذا الشذوذ من استحقاق غضب الله تعالى على العبد واستحقاقه العقوبة الدنيوية الرادعة، وكذلك العقوبة الأخروية؛ قال الله تعالى بعد أن ذكر ما أوقعه عز وجل بقوم لوطٍ مِن العقاب: "وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم"، وتوعَّد الله تعالى مَن خاض كخوضهم بقوله: "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود . مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيدٍ".

واللواط على درجات:

- فمنه: التمتع والتلذذ بالنظر إلى عورات الرجال، وهو محرم بإجماع المسلمين، كما يحرم التلذذ بالنظر وملامسة عورة المرأة الأجنبية.

- ومنه: التلذذ بلمس هذه العورات والملاعبة والمعانقة والمباسطة، ونحو ذلك.

- ومنه: إتيان الفاحشة الكبرى في الدبر، وهو أشنعها.

وحرمة اللواط في الإسلام أشهر من أن تُذكَر، فقد وردت قصة قوم لوط وما وقع عليهم من العقوبة؛ بسبب صنيعهم المنكر في آياتٍ كثيرةٍ في الكثير من سور القرآن الكريم؛ تارة مجملة، وتارة مفصَّلة.

ووردت الأحاديث النبوية في حرمة نظر الرجل إلى عورة الرجل، ونظر المرأة إلى عورة المرأة بشهوة أو بغير شهوة؛ فضلًا عن ملامستها، كما ثبت في الحديث تحريم إتيان المرأة -زوجة أو أجنبية- في دبرها، وهو مِن أكبر الكبائر في الشرع.

وحكم مَن فعل قوم لوط عند جماهير العلماء أن يرجمَ فاعلًا كان أو مفعولًا به، وسواء كان محصنًا أو لا.   

وللحديث بقية إن شاء الله.